مقاﻻت رأي

ستهزمهم ياسين بأمعائك الخاوية حتى نغضب لك ...

زووم تونيزيا | الخميس، 29 جانفي، 2015 على الساعة 15:54 | عدد الزيارات : 3140
بقلم: الحبيب بوجيلة   تحياتي اليك في معتقلك حيث تسجنهم مثل فئران مذعورة ..علمت منذ برهة بدخولك في اضراب جوع وحشي بعد أن قررت السلطات بوجوهها المتعددة أن توقف تدوين ملحمة انتصارك المعنوي عليهم بقطع القلم و القرطاس عليك لعلمهم بأن كلماتك كانت دوما سيوفا و رماحا و فتكة بكرا بفسادهم و استبدادهم منذ بدأت مقارعة الأصل قبل 14جانفي و واصلت قتالك السلمي مع النسخ المشوهة المستعارة التي عادت الينا في صورة مهازل شيخوختهم الخرفة و انتهازيتهم المش

 

ياسين ....كنا نعلم تماما أن جسمك الذي يضعونه في رطوبة زنازينهم كان الورقة الشريفة التي تليق بشرفنا ليكتبوا لنا عليه رسالة الاعلام و التهديد بأنهم عادوا ...

منذ سنتين و بعد أن بدأ رأس انقلابهم يطل علينا من جحر اندحارهم ذات شتاء ثوري بعثوا الينا برسالتهم بعد فراغهم من ترتيب "الردة" على طاولة حوار مذل و كانت رسالتهم على أجساد الدكتور سعيد الشبلي و رفاقه ...و بعد أن تمكنوا من استكمال التفافهم على الثورة و ظهور نتائج الانتخابات أخذوك من حضن "يوسف" في باب المطار ليقولوا لنا "ها قد عدنا" ..

ياسين ...كان يجب أن يكون جسدك هو ما يليق بنا كي تكتب لنا عليه الرسائل ...فنحن لا نرضى بغير جسد في شرفه كي يكون ألمه مثيرا لنومنا ...لم تتردد و لم تشكو بل صرخت روحك : ها قد عادوا ...لا تطالبوا باطلاق سراحي فأنا حر ...حاصروهم بي ...طالبوا بفتح الملفات التي سجنوا جسمي من أجلها ...لا تنزلوا الى مربع "المطالبات الحقوقية" التي يريدون اذلالكم بردكم اليها ...اصرخوا في وجوههم : أجيبوا على اتهامات ياسين فأنتم المتهمون ...

ياسين ...هكذا نحن ...هم يعرفون أننا هكذا ...لا نقرأ رسائلهم الا حين يرسلونها على بريد جسدي مزلزل ...سعيد الشبلي ..عماد دغيج ..أم السعد ..ماهر زيد ..حليمة معالج ..نبيل ضيف الله ...و آخرون على الطريق ...أكتبوا يا نسخا مستعارة ما شئتم من رسائل و لكننا لن نصدق أنكم عدتم كما أنتم و لو شردتمونا كما شردتمونا و لو قتلتمونا كما قتلتمونا فلن تعودوا غزاة لهذا البلد الا في شكل مهازل مضحكة ...

ياسين ...التقيت البارحة "أمي السيدة" ...كانت شامخة كما يليق بزوجة شهيد و أم بطل ..عاتبتني : حبيب لم تتكلم كثيرا على ياسين في التلفزة ..؟؟ ارتبكت مثل طفل في حضرة أمه القديسة : بل تكلمت كلما كان الأمر يقتضي ...قالت ما معناه أن الأمر يجب دوما أن يقتضي حتى يتحرر جسد ياسين فروحه حرة ...أو هكذا فهمت ...كانت تقول حكمة : لا نتكلم مع "الخاطفين" في أي أمر و لا نجادلهم في شأن ...تشكيل حكومتهم ..اقتصادهم ..عبثهم السياسي ببلادنا ...قراراتهم ...كلها الى الجحيم ...يقولون شكلنا الحكومة ..نقول : أطلقوا سراح ياسين ..يقولون : فتجنا قبة باردو ..نقول : أطلقوا سراح ياسين ..يقولون رفعنا في سعر طماطمكم أو رخصناه نقول :أطلقوا سراح ياسين ...يقولون أشرقنا لكم شمسكم من المغرب و أبرأنا الأكمه و الأبرص ..نقول : أطلقوا سراح ياسين ...هكذا تكلمت أمي السيدة أو لعلها تكلمت هكذا ...لا تفاوض مع المحتلين قبل اطلاق سراح الأسرى و المعتقلين ...هكذا يفاوض فرسان يليقون بثورتهم ...

ياسين و سعيد الشبلي و رفاقه و ايقاف محاكمات الشرفاء شروط سلام الشجعان و غير ذلك ذل و استكانة ....

ياسين ...حين يبدأ جسمك في مزيد النحول و يكف عن تحمل "سيجارة الكريستال" التي كنت تتحداني ممازحا كي أجربها بديلا عن سجائري المائعة ...حينها سندرك أنك دخلت مرحلة الموت من أجل كرامتنا و كلمتك ...حينها سنأكل لحم قاتلك ...