زووم تونيزيا
| الخميس، 7 فيفري، 2013 على الساعة 01:35 | عدد الزيارات : 1006
حقق منتخب بوركينا فاسو إنجازا تاريخيا بتأهله إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، المقامة حاليا في…
نوب افريقيا، وذلك للمرة الاول في تاريخه، بعد تغلبه على منتخب غانا 3-2 بركلات الترجيح في قبل النهائي المثير والماراثوني، بعد إنتهاء زمن المباراة الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1/1 في اللقاء الذي جمع بينهما على إستاد مبومبيلا "السيء" في نيلبسروت، ويتأهل لملاقاة منتخب نيجيريا في نهائي البطولة المقرر إقامته يوم الأحد المقبل في جوهانسبرج.
انتهى زمن المباراة الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1/1، حيث تقدم مبارك واكاسو لغانا في الدقيقة 13 من ركلة جزاء، وتعادل أرستيد بانس لبوركينا في الدقيقة 60، ليحتكم الفريقين إلى ركلات الترجيح من نقطة الجزاء.
أحرز لبوركينا كونيه، وتراوري، بانس، بينما أهدار كوليبالي، فيما أحرز لغانا كريستيان إتسو، وهاريسون أفول، وأهدر فورساه، وبوتنج.
قدم منتخب بوركينا فاسو ( الشهير بالخيول) مباراة كبيرة مقارنة بمنتخب غانا (النجوم السوداء) الذي كان أحد المرشحين بقوة لنيل اللقب الأفريقي، بل كان أكثر من ندا لغانا في الشوط الأول، وتفوق بشكل أوضح في الشوط الثاني، والوقتين الإضافيين الثاني والثالث، ووقف الحكم التونسي سليم الجديدي حائلا ايضا دون تحقيقهم فوزا مستحقا في زمن المباراة الأصلي والإضافي، بعدما إحتسابه ركلتي جزاء وطرده للاعب باترويبا في الشوط الإضافي الثانين علاوة على إحتسبه ركلة جزاء غير سليمة أحرزت منها غانا هدفها الوحيد.
وجاءت ركلات الترجيح لتتوج جهود خيول بوركينا فاسو، وتمنحه تأهلا مستحقا لاول مرة في تاريخه إلى نهائي البطولة، وتواصل تألقها في منافسات النسخة 29 لهذا البطولة.
انطلقت المباراة بحماس واضح من لاعبي غانا بغية مباغتة خيول بوركينا فاسو، معتمدين على شن هجمات سريعة من على الأطراف، في الوقت الذي حاول المنتخب البوركيني إمتصاص هذا الحماس، وإكتشاف الثغرات في دفاع نجوم السوداء، مع الوضع في الإعتبار ضعف التواجد الهجومي نظرا لوجود لاعب واحد فقط هو ارستيد بانس.
وعلى غير سير اللعب يرتكب مدافع غانا جون بوي خطأ فادحا على المهاجم المشاغب ناكولما في الدقيقة 4 داخل منطقة الجزاء، ولكن فوجيء الجميع بالحكم التونسي سليم الجديدي يشير بإستمرار اللعب متجاهلا إحتساب ركلة جزاء سليمة لبوريكينا فاسو.
تنعكس سوء أرضية ملعب مبومبيلا الرملية السيئة، الذي يحتضن هذه المباراة على تحركات اللاعبين وتمريراتهم، ويتجسد ذلك في إصابة اللاعب الغاني جون بانتسيل ( الذي يعرفه الجمهور العربي جيدا)، مما يجبر مدرب غانا جيمس إبياه على إجراء تغيير إضطراري بالدفع ب سالمون إسانتي بدلا منه ( ق8).
وفي اول هجمة منظمة لغانا يتلقي كريستيان إيستو تمريرة من اسامواه جيان داخل المنطقة يحتك به المدافع البوركيني بكاري كوني، ليحتسبها حكم اللقاء الجديدي ركلة جزاء " مشكوك في صحتها" ينبري لها مبارك واكاسو محرزا هدف النجوم السوداء الاول ( ق13).
يمنح هذا الهدف الثقة لغانا فيهاجم بشكل مكثف خاصة من على الأطراف، وتظهر خطورة واكاسو في التسديدات القوية بعيدة المرمى، لكن حارس بوركينا دياكيتي يتصدى له ببراعة.
ورغم الرغبة الواضحة من بوركينا فاسو للعودة إلى المباراة، إلا ان ضعف التواجد الهجومي المنحصر في وجود مهاجم وحيد هو بانس، ومشاغبات ناكولما، وعلى الرغم من قدرتهم على السيطرة نسبيا على منطقة وسط الملعب، إلا أن اللمسة الأخيرة تظل مفتقدة داخل منطقة الجزاء الغانية.
ووسط الإستحواذ البوركيني، يشن جيان هجمة مرتدة سريعة خطرة من وسط الملعب لغانا يتقدم منفردا ويسدد بقوة، ولكن الحارس البوركيني دياكيتي يتألق ويخرج الكرة إلى ركنية ( ق30).
وكاد المشاغب ناكولما أن يدرك التعادل لبوركينا بعدما تلقى تمريرة بينية وسط قلبي دفاع غانا ولكنه سدد بعشوائية بعيدا عن المرمى تماما (ق32).
وتزداد الأخطاء الدفاعية في كلا الفريقين خاصة ناحية المنتخب البوركيني المتجه بكل تركيزه نحو الهجوم لإدراك التعادل، في الوقت الذي تميزت هجمات غانا بالخطورة الواضحة، ويتلقى البديل إسانتي هدية من دفاع بوركينا داخل المنطقة لكنه أطاح بها بعيدا ( ق38).
ويتكرر نفس المشهد بين الثنائي الغاني كريستيان اتسو وجيان داخل منطقة جزاء بوركينا، ولكن اعتماد كل لاعب على الأخر وهما في مواجهة المرمى يحول دون تسجيل الهدف الثاني لغانا ( ق44).
ينطلق الشوط الثاني بهجوم مكثف من خيول بوركينا فاسو في محاولة لإدراك التعادل مجددا، ويسدد بانس رأسية صاروخية من ركنية ترتطم ببطن عارضة مرمى غانا من الداخل لتجد يد الحارس داوودا دون ان تتجاوز خط المرمى، لتضيع أخطر فرصة لبوركينا ( ق53).
ويواصل جيان مسلسل إهداره للفرصالسهلة لغانا، حيث يسدد وهو في مواجهة المرمى البوركيني مباشرة لكن كرته ترتطم بالقائم الإيسر لمرمى دياكيتي وتضيع فرصة هدف مؤكد لغانا ( ق58).
وتمنح هذه الفرص الضائع منتخب بوركينا مزيد من الأمل والتحدي في قدرتهم على إدراك التعادل، الذي يأتي فعلا من خطأ دفاعي أرتكبه جون بوي بعدما قطعت منه الكرة ومررت إلى بانس وهو في مواجهة المرمى لا يتواني في إيداعها المرمى محرزا هدف التعادل " المستحق " لبوركينا فاسو ( ق60).
كثرت المساحات في دفاعات الفريقين بعد هذا الهدف، وأصبح الوصول إلى المرمى من أقصر الطرق امرا يسيرا على المهاجمين في كلا الجانبين، ولكن غياب التركيز والإستعجال يحبط إحراز مزيد من الأ هداف، وان كانت الفرصة مهيأة لإسامواه جيان مرتين وفي مواجهة المرمى لكن عدم التوفيق يلازمه دائما.
مع إقتراب الشوط الثاني من نهايته يميل المنتخب البوركيني إلى تأمين دفاعاته خوفا من هدف مباغت يطيح بأحلامه، على أمل ان يتم حسم الامور من خلال الهجمات المرتدة السريعة، في الوقت الذي يحاول منتخب النجوم السوداء حسم الأمور قبل أن تفلت منه.
كاد المنتخب الغاني ان يخطف هدف الفوز من صاروخية أتسو لكن الحارس البوركيني دياكيتي يتصدى لها ببراعة وترتد إلى كوادو ولكنه يتباطأ لتضيع فرصة هدف محقق ( ق84).
ويخسر منتخب بوركينا لاعبه محمد كوفي للإصابة ، ويحل مكانه البديل هنري في الدقائق الأخيرة من المباراة التي تنتهى بالتعادل الإيجابي، ليمتد زمن اللقاء إلى وقت إضافي من اجل حسم التأهل إلى النهائي.
في الشوط الإضافي الأول وضحت الأفضلية البدنية لصالح نجوم غانا، ويشدد الفريق من هجومه، في الوقت الذي حاول منتخب بوركينا الإعتماد على الهجمات المرتدة،ويسدد هاريسون أفول تسديدة صاروخية من زاوية صعبة ولكن دياكيتي وقف لها بالمرصاد ويخرجها حاميا عرين منتخب الخيول ( ق96).
وشهدت الدقائق الأخيرة من الشوط الأول هجوما مباغت من بوركينا فاسو ويهدر الثنائي كونيه وبانس فرصتين مؤكدتين لترجيح كفة منتخبيهما، ولكن كرتهما ذهبت بعيدا عن المرمى او تصدى لها الحارس الغاني، المفاجئه كانت في هدف محرز فعلا عن طريق المهاجم البوركيني ناكولما خاطفا الكرة من امام الحارس ولكن الحكم التونسي الجديدي الغاه بدعوى دفع المدافع الغاني.
يتواصل الهجوم البوركيني مع بداية الثاني الإضافي، ويسدد بانس بقوة مرة في يد الحارس داوودا، والثانية يخرجها أفول بشكل عجيب من على خط المرمى مانعا دخول هدف مؤكد.
ويواصل الحارس الغاني داوودا تألقة ويتصدى لتسديدة البوركيني كوليبالي الصاروخية حاميا عرين فريقه من هدف جديد محقق بصورة مذهلة، بصورة توحى بان الفوز سيكون لصالح منتخب غانا المحظوظ.
ويواصل الحكم التونسي سليم الجديدى قراراته العكسية ويمنح لاعب بوركينا باترويبا البطاقة الصفراء الثانية بداعي التحايل للحصول على ركلة جزاء، لتستكمل الخيول المباراة بعشرة لاعبين ( ق 115)، ورغم النقص العددي كاد منتخب بوركينا أن يحرز إلا أن سوء التوفيق يظل ملازما لمهاجمه بانس.
وبعد إنتهاء الشوط الثاني الإضافي بنفس النتيجة أحتكم الفريقين إلى ركلات الترجيح من نقطة الجزاء التي حسمها منتخب بوركينا لصالحه وتوج جهوده في البطولة بالتأهل إلى النهائي للمرة الأولى في تاريخه.