وقدمت الوزارة في هذا التوضيح جملة من المعطيات بخصوص هذا الدرع، مشيرة إلى أنه تم اكتشاف هذه القطعة الأثرية سنة 1909 وتم إيداع القطعة الأصلية بمتحف باردو في ذات السنة مؤكدة على أنها من معدن البرنز.
وتم عرض هذا الدرع عديد المرات في عدة بلدان خارج البلاد التونسية، وذلك ضمن اتفاقيات تبادل مبرمة بين وزارة الشؤون الثقافية ممثلة في المعهد الوطني للتراث ونظيراتها الأجنبية تحت إشراف وزارة الشؤون الخارجية، إمّا بشكل منفرد أو ضمن مجموعة من القطع الأخرى في معارض عديدة من بينها ألمانيا سنة 2005 واليابان سنة 2010 وإيطاليا في مرة أولى سنة 2016 ومرة ثانية سنة 2019 في قصر روما الأثري تحديدا ،وذلك وفق ورد في بيان المعهد الوطني للتراث الصادر بتاريخ 29 جويلية 2020.
وذكرت الوزارة، في البلاغ ذاته، أن المعهد الوطني للتراث أدرج الدرع في القائمة الحمراء أي أنه لن يكون هنالك أي عرض مستقبلي للدرع خارج أرض الوطن حسب ما تم التنصيص عليه في وثيقة التصدير الوقتية التي أعدها المعهد في 19 مارس 2019 والتي صادق عليها وزير الشؤون الثقافية السابق، مشيرة إلى امكانية اطلاع الرأي العام عليها متى أراد ذلك.
وبخصوص ما راج حول فقدان نسخة من هذه القطعة، أكدت وزارة الشؤون الثقافية في نص التوضيح أن القطعة الأثرية المذكورة لم تغادر البلاد التونسية خلال الفترة ( 2012- 2014 ) مطلقا، ورغم إصدار وزير الثقافة آنذاك السيد المهدي مبروك قرار تصديرها إلى إسبانيا (يعرف إداريا وديوانيا بقرار تصدير وقتي )، فقد تمّ العدول عن ذلك نظرا لأسباب أمنية وفنية تتعلق بحالة القطعة قدّرها آنذاك خبراء المعهد الوطني للتراث ومسؤولوه.
وتمّ تعويض القطعة الأصلية بنسخة استعارها المعهد من متحف سلقطة وهي نسخة من الجص المذهب صنعت بورشة القولبة من قبل المعهد الوطني للتراث بقصر السعيد وحال رجوع النسخة المذكورة من الخارج، تم حفظها بمتحف قرطاج، وفق ما جاء في نص التوضيح.
ولم تتولى الورشات المتخصصة التابعة للمؤسسات المعنية بالتراث والراجعة بالنظر إلى الوزارة، صنع أي نسخة نحاسية من الدرع خلافا لما تم تداوله لأن المواد المستعملة وتقنيات القولبة لا تسمح تقنيا إلاّ بإنجاز نسخ من الجص.
و يذكر أن القطعة الأثرية الأصلية عرضت في المعرض الدولي "قرطاج في روما" الذي أقيم في الفترة الممتدة من 26 سبتمبر 2019 إلى 29 مارس 2020 تحت " شعار الأسطورة الخالدة"، وذلك بحضور عدد من المسؤولين على غرار وزير الشؤون الثقافية السابق محمد زين العابدين وعدد من السفراء علاوة على ثلة من الخبراء والمختصين من المعهد الوطني للتراث.
وشاركت تونس في هذا المعرض بـ 81 قطعة أثرية من متحف قرطاج و المتحف الوطني بباردو و المتحف الأثري بكركوان بالإضافة إلى متحف نابل و المتحف الأثري بالجم وسوسة.
وتمّ شحن كل القطع عبر النقل البحري في حين حظي الدرع بالنقل الجوي حصريا لقيمته العلمية والأثرية بمرافقة مسؤوليْن اثنين من المعهد الوطني للتراث، غير أن جائحة كوفيد 19 التي اجتاحت إيطاليا حالت دون تواصل المعرض، هذا وسيتم إتمام إجراءات عودة الدرع وباقي القطع الأثرية الأخرى موفى هذا الشهر أو بداية شهر سبتمبر المقبل.
و أفادت الوزارة أن المعهد الوطني للتراث يعمل على إرسال فريق من الباحثين والمحافظين والتقنيين لتأمين عودة كل القطع إلى أرض الوطن بعد التحقق من سلامتها.
وكان قد أطلق العضو السابق في اللهيئة العليا المستقلة للانتخابات(2011-2014) وأصيل جهة سلقطة من ولاية المهدية سامي بن سلامة ، قبل صدور بلاغ المعهد الوطني للتراث بتاريخ 29 جويلية 2020 ، تدوينة يذكر فيه أن نسخة درع "حنبعل" قد اختفت من المتحف الأثري بسلقطة في عهد الترويكا (2011-2013) مع وزير الشؤون الثقافية الأسبق مهدي المبروك، مشيرا إلى أنه تم الإعلان في ذلك الوقت عن استعارة الدرع في معرض أثري في إسبانيا من الدولة التونسية، ولكن "لم يتم استرجاعه إلى يومنا هذا"، وفق قوله.