زووم - أكّد التيّار الديمقراطي، في رسالة وجهّها مكتبه السياسي إلى رئيس الجمهورية، أنّ تشكيل الحكومة المستقيلة لم يكن بالأمر الهين، ولا المشاركة فيها كان بالقرار البسيط.

 

وأضاف التيّار أنّه لن يقترح أي مرشح من خارج الحزب وأنه يقترح على الرئيس تكليف أحد وزراء التيار الديمقراطي.

 

وفيما يلي نص الرسالة التي وجّهها المكتب السياسي لحزب التيار الديمقراطي إلى رئيس الجمهورية:

 

سيادة رئيس الجمهورية

تحية تقدير، وبعد،

تبعا لما تفضلتم به من تشاور مع الأحزاب والكتل حول تكليف من يشكل الحكومة، يتشرف التيار الديمقراطي بأن يعرض عليكم ما يلي، راجيا أن يوفقكم الله لما فيه خير تونس.

حيث أن تشكيل الحكومة المستقيلة لم يكن بالأمر الهين، ولا المشاركة فيها كان بالقرار البسيط.

وحيث أن طريقة تسيير البلاد في السنوات الأخيرة كانت سيئة جدا لضعف الحكومات الناجم عن سيطرة مراكز النفوذ المحمية من أحزاب.

وحيث أن من كان هدفه التمكين والسيطرة على الإدارة وحماية مموليه، لا يمكن بحال أن يتخذ القرارات التي من شأنها إنقاذ بلادنا من الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم.

وحيث أن حكومة السيد إلياس الفخفاخ قد عملت بجدية إثر تراجع آفة الكوفيد 19 ، على القيام بإصلاحات ومواجهة المشاكل الحقيقية للبلاد ومنها استشراء الفساد، وتعرضت في ذلك لعراقيل من داخل بعض أجهزة الدولة التي حجبت أصنافا من المعلومات، كما تعرضت لضغط داخلي من أحد الأحزاب المشاركة فيها، كان طيلة الوقت يهدد بإسقاطها أو بما سمي بتوسيع الحزام السياسي، في مسعى لا يخفى على أحد، هو الإبقاء على السياسة المتبعة من مختلف الحكومات، وهي سياسة الريع والمحسوبية واقتسام الغنائم.

وحيث أنه بقطع النظر عن صحة أو عدم صحة تورط السيد رئيس الحكومة في استغلال نفوذ أو في تجاوزات، فإن العمل على إسقاط حكومته، لم يكن سببه هذا الأمر، بل الأسباب سالفة الذكر، وعدم خضوعه للابتزاز والضغط.

وحيث أن إنقاذ البلاد والقطع مع الممارسات التي أضرت بها أيما ضرر، يقتضى تعيين رئيس حكومة بعيد عن الشبهات، بل وبعيد تماما عن مجال المال والأعمال وإن كانت شرعية، ولا يمكن شراؤه ولا تخويفه، ولا همّ له إلا خدمة البلاد بقطع النظر عن أي مصلحة أخرى.

وحيث أن تحقيق الخير لتونس، يقتضي أن يشكل رئيس الحكومة الذي يختاره رئيس الجمهورية حكومة من كفاءات حزبية ومستقلة مع المحافظة على من نجح في مهامه من وزراء الحكومة الحالية، مع رفض إضافة أي شخص لا يتحلى بالكفاءة والنزاهة، ودعوة جميع الكتل للتصويت لها، مع تذكير الجميع بأنه لن يسمح باقتسام مغانم، بقدر ما يفرض على كل فريقه التفاني في العمل والبعد عن الشبهات.

سيادة الرئيس، يعرض التيار الديمقراطي عليكم هذا التصور، داعيا الله ليسدد خطاكم لاختيار الأفضل، علما وأننا لن نقترح أي مرشح من خارج حزبنا، وأننا نقترح عليكم تكليف أحد وزراء التيار الديمقراطي، إذا شئتم، مع ثقتنا التامة في أن اختياركم لأي مرشح منا أو من غيرنا سيهدف لخدمة شعبنا.

وتقبلوا سيدي الرئيس فائق التقدير.