فقد بدت الحركة في الأنهج المتفرعة عن شارع الجمهورية بالعاصمة، عادية، وفق ما عاينه موفد (وات)، كما أقبل المواطنون بكثافة على السوق المركزية للخضر والغلال بالعاصمة، وكذلك محلات بيع المصبرات الغذائية والتوابل، وهو ما خلق نوعا من التلاصق والاكتظاظ بما يتناقض مع مبدأ التباعد الاجتماعي الذي تعتبره السلطات الصحية ضروريا لاحتواء وباء كورونا المستجد.
ورغم دعوات الجهات الحكومية الى الالتزام بالحجر الصحي العام وما أبداه مسؤولو القطاع الصحي من مخاوف بشأن امكانية أن يؤدي استمرار تراخي التونسيين في تطبيق الحجر الى تدهور الوضع الوبائي في البلاد، الا أن عديد المواطنين خرجوا من بيوتهم اما بحجة التبضع لاقتناء مستلزماتهم الاستهلاكية تزامنا مع حلول شهر رمضان، أو بغاية استئناف أنشطتهم الحياتية ولو تحت الحجر الشامل. ولا يختلف الوضع في بقية مناطق تونس الكبرى، اذ تجمع المواطنون، في منطقة سكرة من ولاية أريانة، التي صنفتها وزارة الصحة سابقا بؤرة لتفشي فيروس كورونا، امام محلات بيع الخضر واللحوم، التي شهدت اقبالا مكثفا دون اي احترام لاجراءات السلامة التي تدعو اليها السلطات الصحية توقيا من فيروس كورونا شديد العدوى، وخاصة مسافة الامان بين الاشخاص التي يجب ان لا تقل عن متر واحد واستعمال الكمامات الواقية.
ورصد موفد (وات)، استئناف عدة أنشطة تجارية منذ يوم الاثنين الفارط، من بينها محلات بيع الأقمشة ومواد بيع البناء والمفروشات وأواني الطبخ في شارع المغرب العربي بسكرة والانهج المتفرعة عنه، اذ فتح هؤلاء التجار محلاتهم للعموم وهو ما خلق حركة تجارية تعتبر عادية قياسا بباقي أيام السنة.
وبينما يبرر المواطنون تواجدهم في الفضاء العام والشوارع بالسعي الى توفير مستلزماتهم الاستهلاكية لشهر رمضان، تواصل السلط الصحية توجيه دعواتها المتكررة الى التزام التام بالحجر الصحي الشامل من أجل دعم جهود مكافحة الوباء.
ومنذ بداية الأسبوع الجاري، شهدت بعض الأسواق عودة مظاهر الانتصاب الفوضوي ببروز نشاط بيع الكمامات في المسالك غير منظمة، وهو ما أكده رئيس الجمعية التونسية للصيادلة ناظم الشاكري،الذي أشار الى أنه تم رصد اخلالات تتعلق بترويج المستلزمات الصحية غير المطابقة للمواصفات بمسالك توزيع غير قانونية.
وتترافق تجمعات المواطنين بالأماكن العامة بانخراط لافت لمكونات من المجتمع المدني بعدد من مناطق البلاد، للمساهمة في التوعية بالتقيد بشروط السلامة العامة، حيث يضطلع المتطوعون بدور فعال في تحسيس المواطنين بالالتزام بمسافة الأمان امام المحلات التجارية ومراكز البريد ويقوم آخرون بقيس درجة حرارة أجسام الأشخاص وتزويد المتساكنين بالكمامات الواقية.