دورة أولى شهدت مشاركة قرابة الأربعين متكونًا أغلبهم من خريجي المعاهد العليا للرياضة والتربية البدنية إضافة إلى عدد من طلبة المعهد(مدربون، أطرٌ رياضية وطلبة)، وخصصت للتعريف الدقيق بالجوانب المتداخلة في عملية التدخل الأولي في حالات الإصابات الرياضية التي لا تجدُ انتباهًا في مستوى خطورتها لدى الأندية الرياضية أو ممارسي الرياضة بشكل عامٍ لعدم اختصاصهم في مجالات الإسعافات والمعالجة قبل تدخل المسعفين المختصين والأجهزة الطبية.
الدورة التكوينية التي أشرف على التنسيق فيها الأستاذ وعضو الهلال الأحمر التونسي عمر بالأكحل الذي قال إن هدف الدورة بشكل اساسي التشديد على أهمية التدخل الأول في حالات الإصابات الرياضية وما يمكن أن ينتج عنه من تقليص لحدة الإصابات ومدة ابتعاد الرياضي عن الميدان في صورة التعاطي مع الإصابة بشكل سريع والمساهمة في التقليل من التأثير النفسي السلبي للإصابات الرياضية، عبر وضع المكونين على السّكة الصحيحة وفي إطارٍ يمكن أن يجدُوا أنفسهم فيه أثناء عملهم كمدربين أو متعاطين لمختلف أنواع الرياضات.
المُداخلات والمُحاضرات طيلة الأيام الثلاثة نهايةَ الأسبوع الماضي التي استقبلتها قاعات وملاعب المعهد العالي للرياضة والتربية البدنية بالكاف(ببوليفة)، حيث كان المتدخلون من زوايا عديدة تصُّبُ جميعها في طريقِ التّمكن من آليات التعامل مع الإصابات الرياضية، فكان للمُكون في الإسعافات الأولية مراد الغزواني تدخل لتقديم أساسيات التعامل مع حالات الإصابات بشكل عام قبل التدرج إلى خصوصية إصابات الرياضيين، من جهته خصص طارق المقدولي(جمعية الاستغوار بسليانة) ورشة لتبسيط أبجديات ربط عقد الحبال لحالات الإصابات التي تحدث في المجال الطبيعي المفتوح(الجبال، المغارات والغابات مثالًا).
كما كان لنائب رئيس الهلال الأحمر التونسي الدكتور يوسف مليّح(طبيب منتخب الكاراتيه) مداخلات من جوانب مختلفة أبرزها التي خصصت لأساسيات تجهيز حقيبة المسعف والأشكال المختلفة للمعدات إضافة إلى وظائف الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان ودور كل منها ما يسهل على المسعف الرياضي التعامل بسلاسة مع الحالات التي نعترضه. إضافة لدروسَ تطبيقيةٍ في التعامل مع مختلف الإصابات البسيطة وصولًا للخطيرة منها التي تعترض الرياضي، مداخلات أمنها كل من عضو الهيئة المركزية للهلال الأحمر التونسي محمد علي المليتي، وانتصار المعلاوي أخصائية العلاج الطبيعي وتقويم الأعضاء، فيما كانت المداخلات نظرية بالنسبة لعدد آخر من المتدخلين هم سيف الدين البريني(الجانب البسيكولوجي)، ومحمد أمين الدشراوي(الوكالة الوطنية لمكافحة المنشاطات) في موضوع تعاطي المنشطات وتأثيرها على الرياضي، إضافة لفاتن حمدي(أستاذة علم النفس) التي تحدثت عن التأثير النفسي على المصابين في مجال الرياضة كالاكتئاب والخوف من تكرار الإصابة وتأثيره السلبي على النتائج ما يسبب في أحيان عديدة الاعتزال، فضلًا عن عضو الهلال الأحمر التونسي عميرة الطنوبي(معد بدني في كرة السلة) الطي خصصت مداخلته على مختلف أنواع الإصابات العضلية التي يمكن أن تصيب الرياضي أثناء ممارسته الرياضة.
وشهد اليوم الأخير عملية بيضاء طبق أثنائها المشاركون ما تعلموه من طرق التعامل مع ثماني أنواع مختلفة من الإصابات(كسور مختلفة، جروح بسيطة وخطيرة، التنفس الاصطناعي، تشغيل القلب المتوقف، فقدان الوعي، الهستيريا..)، ثم فتح حلقة نقاش لتحديد النقائص في كل عملية إسعاف على حدة لتلافيها مستقبلًا.
دورة أولى ستفتح الباب مستقبلًا لتطوير آليات وأساليب التعامل مع الإصابات الرياضية فور حدوثها وقبل حلول المسعفين المختصين والأجهزة الطبية، حيث أبدى أغلب المتكونين بهذه الدورة مدى جدوى وفاعلية ما تلقوه في تكوين قصير سيزيد من رغبتهم في المرور لبحث الحصول على معارف أكثر في مجال عملهم وحياتهم اليومية حسب وصف عدد منهم، حيث أكدوا أن التمكن من هذه الآليات سيجعلهم قادرين ولو بشكل فردي تقليص مخاطر الإصابات التي تعترضهم وزملائهم أو تلاميذهم على الميدان قبل وصول الأجهزة المختصة.
تم انتشال 6 جثث بسواحل الكتف والجدارية بمعتمديتي بن قردان وجرجيس من ول ...