أحداث تعنيف من الطرفين التلميذ و المربي عاى حدّ السواء تزامنت مع الأزمة التي يمرّ بها قطاع التعليم العمومي في تونس تعكس الصورة القاتمة للمدرسة العمومية، و تعدّ تفسيرا منطقيا لتدني مستوى المدرسة العمومية.
و لنا أن نتساءل لماذا يلجأ المربي إلى سياسة العنف ضدّ التلميذ؟ ، هل انسدت مسالك الحوار بين الطرفين إلى هذه الدرجة مثلما هو الحال بين عديد الأطراف في تونس سياسين منهم ونواب برلمان؟، و نحن البلد الذي يطلق في كلّ مرّة حوارا وطنيا، فهل يحتاج حال المدرسة التونسية اليوم إلى حوار وطني هو الآخر ؟
حوادث تعنيف شهدتها مدارسنا العمومية هذا الأسبوع منها اعتداء أستاذ بالعنف الشديد على تلميذ الثالثة ابتدائي مما تسبّب في كسر ساقه، و آخر بمدرسة صلاح الدين بوشوشة بحمام الأنف لجأ أيضا إلى تعنيف تلميذه على مستوى رقبته.
الواضح هنا أنه ما من مساع لتشويه المدرسة العمومية، مثلما يدّعي البعض، فالمدرسة التونسية اليوم في عمق أزمتها حتى أن سبل التواصل بين التلميذ و المدرّس انعدمت ليلتجأ الطرفان إلى العنف، فالمربي ليس الوحيد من يجد في العنف سبيلا، فالتلميذ هو الآخر يمارس عنفا لفضيا و ماديا ضدّ معلّمه و الأمثال متعدّدة .
فترة قاتمة للمدرسة التونسية و صعوبات عديدة لم تتوصّل مختلف السياسات، إن وُجدت، إلى إصلاحها، فترة تحتاج حتما إلى إعادة النظر في المدرسة التونسية و محاولة إعادة بناءها من جديد.