سياسة

الذبيح إسحاق أم إسماعيل ؟ قضيّة لم يحسمها التاريخ

زووم تونيزيا | السبت، 18 أوت، 2018 على الساعة 13:29 | عدد الزيارات : 6740
زووم- هل كنت تعتقد جازما أنّ الذبيح هو إسماعيل عليه السلام ؟ المسألة ليست بهذه البساطة فالصراع بين اليهود و المسلمين حول هذه القضيّة بدأ منذ قرون خلت و إلى اليوم تقام البحوث حولها خاصة في مجال مقارنة الأديان.

 

و قد اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين لا ثالث لهما: قول أنه إسماعيل وقول أنه إسحاق، و سنبيّن في هذا المقال أبرز ما قيل فقط لأنّ ما ألّف في هذه المسألة يتجاوز طرحنا بكثير.

 

إنّ الخلاف حول الابن الذي حظي بشرف امتحان الله لإخلاصه بالمحبة وإفراده بالعبودية، يتعدى مجرد الخلاف اللاهوتي الصرف، بل يحمل تبعات ونتائج تتجاوز مجال اللاهوت نحو الأثر السياسي-الديني وتمثل كل جماعة دينية لذاتها ولغيرها،

 

الذين قالوا إنه #إسحاق قالوا ليس في القرآن دليل واحد على أن الله بشر إبراهيم بإسماعيل.

 

المبشر في القرآن هو من؟ هو إسحاق وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً فكل القرآن يدل على أن الذي بشر به بشارة هو إسحاق والقرآن يدل قالوا إن الذبيح هو من؟ هو المبشر به لأن الله قال فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ "بلغ"هذه فاعلها ضمير مستتر تقديره هو يعود على المبشر به على الغلام هذا الذي دفع العلماء للقول أنه هو إسحاق.

 

ثم قالوا من أدلتهم قالوا إن الله يقول فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ أي أنه عايش في كنف من؟ في كنف أبيه وإسماعيل لم يعش في كنف أبيه كان مع أمه أين؟ كان مع أمه في مكة إنما ولد سارة إسحاق هو الذي كان مع أبوه يغدو ويروح أما إسماعيل كان لوحده مع أمه و إبراهيم جاء مكة ثلاث مرات مرتان لم يجد إسماعيل والمرة الثالثة وجده في المرتين كان يقول غير عتبة الباب... ثبت عتبة الباب... والمرة الثالثة وجده.

 

الذين قالوا إنه #إسماعيل من أكثر من انتصر لهذا الرأي العلامة الشنقيطي صاحب أضواء البيان قال إنه لا يسوغ القول بأنه إسحاق وأن ظاهر القرآن يدل على أنه إسماعيل واحتج بآيتين الآية الأولى أنه قال إن الله قال في الصافات فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ وذكر الله الذبح كله ثم قال الله بعد أن ذكر الذبح قال إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ قال وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ .

 

يقول الشنقيطي إن قواعد القرآن تقتضي أنه لا يمكن أن يعيد الله البشارة مرّة ثانيه فالمبشر به بالأول غير المبشر به بماذا؟ بالثاني لأن الله قال فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ولم يسمّي ثم قال بعد الحدث قال وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً قال لا يمكن أن يكون إعادة للقضية فجعل الواو واو عطف والعطف يقتضي المغايرة .

 

والدليل الثاني أن الذبيح هو إسماعيل أن الله قال فَبَشَّرْنَاهَايخاطب سارة بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ من؟ يَعْقُوبَ أين وجه الدلالة.

 

قالوا وجه الدلالة هذا قول الشنقيطي وقاله قبله تعالى أقوام قال إن الله لا يعقل أن يبتلي إبراهيم بذبح إسحاق وهو قد أخبره أن ذرية إسحاق يكون من؟ يكون يعقوب.

 

أما التوراة فقد كانت واضحة في تعيين هويّة الذبيح و ذكرت اسم اسحاق «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ».

 

وتجدر الإشارة إلى أنّ الأحاديث المروية عن النبى محمد " صلى الله عليه وسلم" التى ترجح هذا الرأى أو ذاك لم ترق إلى درجة الصحّة التى يمكن الاطمئنان إليها لحسم المسألة التى كان أعجب ما فيها هو الرواية عن المصدر الواحد بكلا الاثنين.

كلمات مفاتيح :
عيد الاضحى