وأضافت قراش في تصريح لموزاييك اف ام أنّ هناك أحزاب ترى اليوم أنّ بنود الوثيقة أصبحت دون جدوى ولابد من تغييرها، فطلب منهم رئيس الجمهورية مده بتنقيحاتهم وتقاريرهم، متابعة "عندما ستقدم الأحزاب تقييمها سنقدم تقييمنا ونحن لا نرى مانعا في تغيير بعض النقاط في الوثيقة".
كما أكّدت قراش، أنّ الحكومة ما تزال حكومة وحدة وطنية رغم مغادرة أكثر من حزب، لان الوحدة الوطنية لم تشمل الأحزاب فقط بل وأطرافا اجتماعية كبرى ممضية على الوثيقة، مشيرة الى "الاتحاد الوطني للمرأة منظمة وطنية ولعبت دورا تاريخيا في تونس وأرادت الالتحاق منذ البداية بالوثيقة لكن تم تأجيل إلحاقها إلى حين عقد مؤتمرها".
أمّا بخصوص الدعوات إلى تغيير الحكومة وتكوين أخرى متكونة من كفاءات مستقلة، اعتبرت سعيدة قراش أنّ عقلية التجمد خاطئة، وهناك من لا يؤمن بضرورة التقدم وبقي حابسا في حكومة المهدي جمعة، معتبرة أنّ حكومة الكفاءات المستقلة في فترة ما كانت الخيار الوحيد على الساحة السياسية لكن اليوم هناك صندوق اقتراع، وتغيير الحكومة وتعويضها بأخرى متكونة من كفاءات مستقلة هو اعتداء على اختيار الشعب "فلنلغي إذا أي انتخابات في تونس ونبقي فقط على حكومات الكفاءات المستقلة"، حسب تعبيرها.
ومن جهة أخرى، اعتبرت أنّ رئيس الجمهورية لم يتجاوز صلاحياته عندما صرّح أنّ الحكومة ستعلن عن إجراءات بعد الاحتجاجات الاخيرة، قائلة "رئاسة الجمهورية تعمل بتناغم مع رئاسة الحكومة ومن حق السبسي مخاطبة الشعب والالتحام به لأنه منتخب بصفة مباشرة من الشعب..أما الحكومة فقد تعينت من طرف نواب انتخبوا على مستوى الجهات... والحكومة انبثقت عن وثيقة قرطاج التي عقدت اجتماعاتها في قرطاج وبالتالي متابعة الرئاسة لما مدى تطبيق نقاط ما جاء في الوثيقة هو من مهامها".
وفي تعليقها على تصريحات نقيب الصحفيين ناجي البغوري بخصوص رفض النقابة إعادة إحياء وكالة الاتصال الخارجي، قالت قراش "للأسف.. هناك من لم يستطع ان يستوعب ويعي أن بن علي انتهى ولن يعود ... هذا الخطاب شعبوي وغير مبني على أسس موضوعية.. إن جميع دول العالم تملك هياكل تعمل على الترويج لصورة بلدانها على المستوى الثقافي والاقتصادي".. متابعة "العياط والزياط على عودة بن علي نقصو منّو".
وأضافت أنّ العمل جار من اجل إعادة هيكلة وكالة الاتصال الخارجي من اجل إلحاقها بوزارة الخارجية، معتبرة انّ الإشكال في هذه الوكالة في عهد بن علي يكمن في انحرافها عن مسارها من الترويج للثقافة والاستثمار، وتلميع وجه البلاد الى تلميع صورة السلطة.