سياسة

المرزوقي: أمريكا كانت تعتزم إنزال عسكري لقواتها في تونس بعد أحداث السفارة ولولا تدخل الأمن الرئاسي لحدثت الكارثة

زووم تونيزيا | الثلاثاء، 25 جويلية، 2017 على الساعة 11:45 | عدد الزيارات : 2356
قال رئيس الجمهورية السابق، المنصف المرزوقي، إن الأمن ”اختفى وكأنّه تبخّر” والجيش لم ينفذ الأوامر في الوقت الذي وقعت فيه مهاجمة السفارة الأمريكيّة في تونس يوم 14 سبتمبر 2012.

 

وأكد المرزوقي، في حوار مع قناة الجزيرة، أنّ المتظاهرين نزلوا بشكل مفاجئ وهاجموا السفارة احتجاجا على فيلم "براءة المسلمين" المسيء للإسلام دون سابق إنذار، مشيرا إلى انه حاول، حينها، الإتّصال بكبار المسؤولين الأمنيين للاستفسار عن الوضع لكنّ هواتفهم كانت مغلقة "ممّا يثبت أن القضية كانت مدبّرة" وفق تعبيره.

كما اكد المرزوقي أنّه علم من مستشاريه بمحاصرة المتظاهرين للسفارة وتطّور الأوضاع بسرعة فتبادرت إلى ذهنه حادثة اغتيال السفير الأمريكي بليبيا قبل أيّام وخشي من "تكرار نفس السيناريو الذي سيدخل تونس في منعرج خطير" مشيرا الى إنّ وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك ، هيلاري كلينتون، اتصلت به مرتين، تحديدا منتصف النهار والساعة الثانية بعد الظهر، وأبلغته أنّها لم تتمكّن من الاتصال برئيس الحكومة حمادي الجبالي، فتعهّد لها بأخذ كلّ الإجراءات اللازمة للتصديّ لهذا الهجوم.

وكشف المرزوقي أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة كانت تعتزم إنزال قواتها العسكرية في تونس لحماية سفارتها بعد تأكّد جديّة الهجوم "الأمر الذي تأكّدت منه في الغد في اتصال هاتفيّ جمعني بوزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي" متابعا أنّه اتصل بالقائد الأسبق لأركان الجيش رشيد عمار وأمره بإرسال وحدات من الجيش لتأمين وحراسة السفارة الأمريكية فماطله في البداية مما دفعه إلى معاودة الاتصال به مرارا وتكرار وأمام إلحاحه طلب منه رشيد عمّار أمرا كتابيّا لتحريك الجيش "وهو ما تمّ فعلا عندها أخبره أنّ المسألة تتطلّب وقتا … في المقابل كانت الأحداث تتصاعد في محيط السفارة وسقط 4 ضحايا إلى جانب عديد الإصابات"، على حدّ تعبيره.

وشدّد المرزوقي على وجود "تقصير أمني كبير وغير مفهوم" إلى جانب تلكّأ رشيد عمار وكأنّه لا يرغب في الزج بالجيش في هذه المسألة، متابعا بالقول "حينها لم يعد أمامي سوى خيار الاستعانة بالأمن الرئاسي فأعطيت أوامري لحماية السفير الأمريكي حتى لا يقع قتله كما حدث في ليبيا وطلبت منهم تنظيف المكان".

وأكد المرزوقي أنّ الأمن الرئاسي هو من أنقذ الموقف، حيث تمّ إعلامه في حدود الساعة السادسة مساء أنّ المهمة انتهت فتنقّل على عين المكان "واكتشف أنّ محيط السفارة شبيه بساحة وتيقّن أنّ ما حدث كان بالفعل خطير" متابعا بالقول "لولا تدخل الأمن الرئاسي في الوقت المناسب وإنقاذ السفير والموظفين لقامت أمريكا بإنزال عسكري على أرضنا ولحدثت الكارثة" على حد قوله.