سياسة

على خطى نداء تونس عند تأسيسه، جبهة الإنقاذ ترتكز على مُهاجمة النهضة في أوّل ندوة لها

زووم تونيزيا | الأحد، 2 أفريل، 2017 على الساعة 21:06 | عدد الزيارات : 4930
زووم - تمّ صباح اليوم الأحد، 02 أفريل 2017، رسمياً الإعلان عن تأسيس جبهة الإنقاذ والتقدّم في إجتماع تأسيسي بقصر المؤتمرات، الذي تلّى فيه الأمناء العامون ورؤساء الأحزاب المنتمية لهذه الجبهة كلماتهم، قبل أن يتم التوقيع على وثيقة الأرضية التأسيسية.

 

وما لُوحظِ في هذه الندوة التأسيسية هو خطاب أغلب المؤسسين الذيي اِتركز على مُهاجمة حركة النهضة واِنتقادها وهي نفس الإستراتيجية التي اِعتمدها حزب نداء تونس خلال التأسيس والذي مكّنته، وفق العديد من الخبراء، من الفوز في الانتخابات الرئاسية و التشريعية .

 

فإن بدأنا برئيس الاتحاد الحرّ سليم الرياحي، فنجد أنّه على رأس القائمة الذي شدّد على أنّ الإرهاب اليوم إرهاب دّولة وأنّ النهضة هي التي تُمثّل الدّولة منذ سنة 2011 لليوم، مُشيراً إلى أنّ مشروعها واضح وهو الإستثمار في الفقر حيث قال "من يقول فقر يقول مساعدات ومن يقول مساعدات يقول جمعيات خيرية و اليوم نجد تحت يدي النهضة أكثر من 13 ألف جميعة مسيطرة بهم على نسبة مهمة من الاحياء الشعبية و المدن المهمشة ليبقى التونسي فقير يعيش على المساعدات وهذا ما يُسمى بالإرهاب الاجتماعي الذي يُعدّ بدوره الأب الروحي للإرهاب الديني الداعشي الذي تُمارسه حركة النهضة اليوم".

 

أما الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق فقد أكّد أنّه لا يوجد أي حزب بمفرده أن يحل مشاكل التونسيين ولذلك فإنّ غايتهم هي تجميع أكثر للقوى السياسية لمجابهة التشتت الموجود اليوم، مُشيراً في سياق حديثه إلى أن حركة النهضة تختبئ وراء الحكومة في حين أنها هي المسؤولة عن حالة الفشل التي تعيشها البلاد.

 

هذا وأكّد الناشط السياسي المستقل، محمود البارودي ، أنّ اليوم ليس ميلاد جبهة الإنقاذ والتقدّم فقط بل أنّه ميلاد الجمهورية الثالثة والإنطلاقة الحقيقية لها لأنّ الوضع الراهن وعدم الإستقرار في النظام السياسي منذ 2011 لا يُمكن أن يُساعد على التغييرات الكبيرة.

وبيّن البارودي أنّ النظام السياسي الحالي نتيجة لتوافق مغشوش لا يصلح و لا يُصلح، مُشدّداً على أنّ الجبهة ليست لها مشكل مع أي حزب وهي مفتوحة على نداء تونس و آفاق تونس وغيرهم من الأحزاب دون أن يذكر حركة النهضة.

 

وقد حضر رضا بلحاج ممثلا عن الهيئة التسييرية لحركة ناء تونس ليُؤكّد أنّه في عهد الترويكا شهدت البلاد عدّت مآسي والتي تُهدّدنا اليوم بالعودة حيث أنّه بعد النجاحات بدأت تظهر ملامح الانتكاسة والتراجع ذلك أنّ المشهد السياسي بدأ يختل من جديد والمستفيد بلا منازع هي حركة النهضة واتباعها من مهددي مقومات الدولة الحديثة.

كما اِعتبر بلحاج أنّ الدّولة لم تستعد عافيتها وبدأ اختلال التوازن السياسي يتأكّد لصالح حركة النهضة التي أصبحت الماسك الفعلي لدواليب الحكم مما يُهدّد استقرار مؤسسات الحكم واستقلال السلطات، مُضيفاً أنّ النهضة أصبحت قوى مهيمنة من جديد لأننا مشتتين وأنّ الحزب الفائز دخل في أزمة وأصبح منقسم.

 

وقد عبّرت جبهة الإنقاذ والتقدّم صراحةً على رفضها التام للتحالف مع حركة النهضة مُستقبلاً الشيء الذي تعهّد به نداء تونس لناخبيه قبل الانتخابات التشريعية و الرئاسية، غير أنّ الانتخابات التي جعلت النهضة في المرتبة الثانية حتمت على الجميع التعامل معها بإعتبارها القوى الثانية في البلاد وفي مجلس النوّاب والتي أصبحت فيما بعد كتلتها القوى الأولى داخل المجلس.