وأضاف مامي لدى تقديمه هذا الكتاب، خلال حفل نظمته الجمعية التونسية لدارسي اللغة الاسبانية وآدابها ودار النشر «سيال بقماليون» بفضاء السليمانية بالمدينة العتيقة بالعاصمة مساء أمس، أن وزارة الثقافة الاسبانية طلبت منه إعادة تقديم الكتاب ببرشلونة بعد الصدى الإيجابي الذي تركه تقديمه الأول بالعاصمة مدريد في نوفمبر الماضي، بالإضافة إلى نفاد الطبعة الأولى من هذه المختارات وظهورها في طبعتها الثانية منذ الأسبوع الماضي.
وسيعاد طبع هذا الكتاب في كولومبيا والهندوراس في طبعة مشتركة بين دار «بيغماليون» الاسبانية وداري نشر من البلدين المذكورين. وعلى هذا الأساس، سيسافر رضا مامي إلى هذين البلدين في أواخر أفريل 2017، لتقديم الكتاب المترجم في في عدة جامعات وفي معرض الكتاب بالعاصمة الكولومبية بوقوتا.
فكرة ترجمة عيون من الأدب التونسي راودته منذ ما يزيد عن 25 سنة، وقد اختار أن يستهلها بأبي القاسم الشابي صاحب أبيات « إذا الشعب يوما أراد الحياة… فلا بدّ أن يستجيب القدر »، وهي كلمات رددتها الشعوب العربية التائقة إلى الحرية.
وأٌقرّ بوجود عديد الصعوبات بالقول إن ترجمة الشعر ليست بالأمر الهيّن وأن العقبات مستعصية، معتبرا أن الغوص في معاني الشعر لا يخلو من المسؤولية الجسيمة، وأن الخوف من خيانة النص هاجس لا يستطيع المترجم عامة ومترجم الشعر خاصة أن يكون وفيا لروح القصيدة والنفس الشعري للغة الاسبانية.
كما ذكر ان من ضمن الصعوبات التي واجهته الصور الشعرية المكثفة بقصائد الشابي، معتبرا أن الصعوبة لا تكمن في نقل عباراتها وإنما في جعلها لغة الوصول إلى المتلقي بأحاسيسها وإيحاءاتها وانفعالاتها، مؤكدا حرصه على نقل رسالة الشابي المضمنة في شعره، والمحافظة على رونق الشعر وتوهجه في النص المترجم.
وعن اختياره 22 قصيدة تحت اسم «مختارات من عيون الشاب»، فسّر المترجم ذلك بمراعاة بعض المعايير الدقيقة منها تنوع المضامين وخصوبة الخيال وعمق المضمون الإنساني.
وأضاف أن القصائد الاثنين والعشرين التي تعادل 800 بيتا شعريا تحولت إلى 1500 سطر بعد ترجمتها إلى الاسبانية على اعتبار اختلاف نظام القصيدة في اللغتين.
وتمحورت الأشعار المنتقاة حول مواضيع الحب والمرأة والتمرّد والحياة والشعر والطبيعة والموت.
من جهته، قال الناشر الاسباني «خوسي مانويل لوثيا مخيياس» إنه تعرّف على أشعار الشابي من خلال ترجمة بعض الأبيات الشعرية لرضا مامي، مضيفا أنه شجعه على مواصلة ترجمة مختارات من قصائد الشابي. وعبّر عن استعداده لبذل قصارى جهده لترويج الكتاب في اسبانيا والتعريف بأبي القاسم الشابي وأشعاره.
وتوقع مانويل أن تحقق مبيعات الكتاب نجاحا نسبيا، وصدور ما بين 500 و600 نسخة لهذا الكتاب، معتبرا أن «الشعب الاسباني لا يهتم كثيرا بقراءة الشعر مقارنة بالنصوص النثرية».
وعبّر كاتب عام الجمعية التونسية لدارسي اللغة الاسبانية وآدابها خالد الطرودي عن أمله في أن تتجدّد هذه البادرة مع مؤلفات تونسية أخرى بما يساهم في نشر الثقافة التونسية في العالم.
وكشف مامي عن اعتزامه تجديد تجربته في مجال ترجمة الكتب التونسية من اللغة العربية إلى اللغة الاسبانية، وذلك بترجمة كتاب «حدث أبو هريرة قال» للأديب الفقيد محمود المسعدي.
وات