ووفق نص الرسالة الذي نشره موقع "تونيفزيون"، فقد أكّد القاسمي أنّ الشاب محمد علي التونسي قرّر التراجع عن طموحه في التمثيل وأنّه سيبذل جهده لإقناعه بالعدول عن قراره، مُوضّحاً أنّ الأسلوب الكوميدي الساخر ليس إلا خيارا من جملة خيارات عديدة لتناول فنيّ لموضوع ما بهدف تنبيه المجتمع إلى السلوك والحسّ السليم كلّما انحرف عنه.
الرسالة :
إلى الأستاذ سمير الوافي
ردّا على ما دوّنته على حائطك حول ما بدا لك تهكّما على الريف و سخرية من أهاليه ساخّطّ لك بعض الكلمات على حائطي لأحيطك علما بما غاب عنك من علم وكل حائط بما فيه يرشح...
إلى الأستاذ سمير الوافي
احيّي فيك دفاعك واهتمامك بالفنّ وبالريف في آن واحد
سيدي الكريم ، أنت تعلم أن لا احد منزّه عن النقد وانك سبق وان نقدتني عديد المرّات وإنني لم أجبك رغم اختلافي معك في عديد النقاط لان النقد حق من حقوقك حتى وان اختلفنا و لم ولن يدفعني ذلك إلى اتّهامك بادعائك الصحافة .
لكنني اليوم مضطر للإجابة لسببين أوّلهما أن ما قيل خطير في حقّ شاب تونسي وئد حلمه في المهد بعد قراءته لما دوّنت وقرّر أن لا يعود إلى خشبة المسرح مجدّدا وانقل إليك واحدة من جملة الإرساليات التي وصلتني منه : " خويا جعفر حبيت نعمل مسرحية نقاوم فيها ظاهرة الانتحار بالعلا وناقف على أسبابه ، اليوم هاني عرفت أهمّ سبب هو وئد الأحلام في المهد "
سيدي الكريم ، هل كان الشاب محمد علي التونسي مطالبا باللجوء إلى لهجة المدينة وباللجوء إلى الحديث عن عمارة المدينة وعن طرائف المدينة وعن قطط وكلاب المدينة و عن عيوب المدينة وفضائل المدينة وعن مأساة وأفراح المدينة في عمل مسرحي أراده من الريف وعن الريف ولأجل الريف ؟؟؟
سيدي الكريم،لذلك تحديدا كان دوري كأستاذ يحتّم عليّ قبول طرحه ورؤيته ونظرته ولهجته واختلافه عنّا وشبهه بنا على حد السواء دون قمعه أو "صنصرته" أو إقصائه أو اغتصاب حلمه الذي مازال مشروعا مشروع لمشروع مسرحي.
إلى الأستاذ سمير الوافي
يتمثل السبب الثاني في أن ما كتبته يعتبر عين الخطأ على حدّ علمي وعلى ضوء ما تعلّمت ، فالأسلوب الكوميدي الساخر ليس إلا خيارا من جملة خيارات عديدة لتناول فنيّ لموضوع ما ،بهدف تنبيه المجتمع إلى السلوك والحسّ السليم كلّما انحرف عنه وهذا ما يؤكده لنا "برغسون" في كتابه "الضحك" و هذا ما عبّر عنه الكثير من العظماء الذين تتلمذنا على نظرياتهم وآثارهم الفنية في فن السخرية و الكوميديا ...
كما لم يسبق لي أن درست أو تعلّمت أن هناك موضوعا أو طرفا أو جهة أو منطقة أو شخصا أو سلوكا أو ظاهرة في منأى عن النقد ولا ممنوعة من التناول في المجال الفني...
ويكفي أن يجيبك أديبنا الذي لم يعرف أدب الفكاهة كاتبا في قامته "الجاحظ" والذي لم ينجو من سخريته اللاذعة في زمانه احد حتى نفسه بقوله : " من كانت فيه دعابة فقد برئ من الكبر "
إلى الأستاذ سمير الوافي
نحن لا نهزأ من ماضينا ولا من لهجتنا
لا نهزأ من الريف ولا من المدينة
نحن نواجه ولا نخفي عقدنا النفسية والعيوب الكامنة فينا
نحن نحاول ونسعى وندعو إلى التساؤل بكل ما فينا
ختاما أعلمك أني سأسعى جاهدا إلى إقناع الشاب محمد علي التونسي بالعودة إلى المسرح وبالعودة إلى الحياة ومواصلة الحلم
وسيرى مشروعه النور بلهجته وآلامه وأماله...
الإمضاء الأستاذ جعفر القاسمي