سياسة

لماذا قرر بوتفليقة إقالة السفير الجزائري بفرنسا ؟

زووم تونيزيا | الأربعاء، 7 ديسمبر، 2016 على الساعة 11:58 | عدد الزيارات : 2643
تعددت السيناريوهات والتأويلات المتعلقة بأسباب إقالة السفير الجزائري بفرنسا عمار بن جمعة، بعد أن اكتفى الرسميون بالقول إن الأمر خاص بأخطاء مهنية ارتكبها هذا الأخير في إطار عمله بفرنسا والذي بدأه سنة 2013، بعد أن قضى أكثر من ثلاث سنوات ممثلا للدبلوماسية الجزائرية في باريس بعد تعيينه في 30 سبتمبر 2013، حيث خلف آنذاك ميسوم سبيح الذي عزل بنفس الطريقة.  

 

أنهى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مهام سفير الجزائر بفرنسا عمار بن جمعة، حيث تجهل الأسباب الحقيقية لهذه الإقالة، لكن حدوثها خارج الحركة العادية في سلك السفراء والقناصلة توحي بأنها جاءت نتيجة عدم رضى عن أداء السفير، أو إلى أخطاء مهنية عجلت برحيله. بالمقابل، تعددت الروايات بين متابعين ومستقين للأخبار من مصادر متعددة، حيث قال البعض إن الأمر متعلق بمنح تأشيرة دخول لصحافيين ورجال أعمال معادين للجزائر خلال المنتدى الإفريقي الذي احتضنته الجزائر، فيما قال آخرون إن السفير الجزائري نقل دعوة من رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد إلى مسؤولي ”الميداف” الفرنسية دون إخطار وزارة الخارجية والتعاون الدولي أو الرجوع إليها.


بالمقابل، ربط آخرون القضية بأخطاء ارتكبت في فرنسا بعد التهاون في وضع حد لتسلل اللوبي المغربي إلى مسجد باريس. والخطأ الذي ارتكبه ميسوم سبيح الذي أمضى 8 سنوات كاملة كسفير للجزائر في فرنسا، يعود إلى ”تسريبه” لخبر نقل الرئيس بوتفليقة، من المستشفى العسكري فال دوغراس، إلى مصحة ليزانفاليد لمتابعة فترة العلاج، دون الرجوع، وكان الخبر المذكور قد انفردت بنشره يومية فرنسية، قبل أن يعلن رسميا في بيان من الرئاسة الجزائرية.


وبعد عملية التحقيق في القضية، تبين أن ميسوم سبيح هو من سرب الخبر إلى الإعلام الفرنسي، لينهي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مهام سفير الجزائر في باريس ميسوم سبيح وعين بدله سفير الجزائر في بروكسل عمار بن جامع. وتطرح مسألة إقالة السفراء الجزائريين في الخارج وخاصة بفرنسا، العديد من علامات الاستفهام، لا سيما ما تعلق بفرنسا التي تربطها بالجزائر علاقات تاريخية وسياسية ”تتأرجح” بين الدفء تارة والجمود أخرى، في ظل ممارسة الساسة الفرنسيين لكل أشكال ”الخرجات” التي تهدف إلى توصيل رسالة ما إلى المسؤولين الجزائريين، غير أن الدبلوماسية الجزائرية التي تعمل في صمت لا تتسامح مع الأمر وتعمل في صمت وبعيدا عن الأضواء لحفظ كرامة البلاد، ومهما كانت الروايات التي تطرح حول إقالة السفير الجزائري في فرنسا، إلا أن الرئيس بوتفليقة لا يتلاعب مع الخطأ غير المسموح به في مثل هذه المواقف.

 

المصدر: الفجر الجزائرية