سياسة

غداً : التاريخ يكتب نفسه لأوّل مرّة بصوت ضحايا الاِنتهاكات و الإستبداد

زووم تونيزيا | الأربعاء، 16 نوفمبر، 2016 على الساعة 18:30 | عدد الزيارات : 2401
زووم - تبدأ هيئة الحقيقة و الكرامة في تجربة فريدة من نوعها عبر عقد جلسات علنية للإستماع لضحايا الإستبداد والإنتهاكات يوم غد الخميس 17 نوفمبر و تتواصل للجمعة 18 نوفمبر الجاري والتي ستُعرض أمام جميع التونسيين على الساعة الثامنة و النصف مساءً.

 

ولأنّ هذه الجلسات تُمثّل جزء هام جدا من تاريخ تونس، فإنّ عرضها سيكون في عديد وسائل الإعلام التونسية و غيرها.

 

وقد وضعت الهيئة 34 أخصائي في التاريخ و التوثيق لمُعالجة 2862 ملف، منهم الباحث التاريخي بلقاسم فالح الذي أكّد أنّ تاريخ تونس كان موظفا سياسيا ويتضّمن العديد من التحريف مُشيراً إلى أنّ من حق التونسيين معرفة التاريخ الحقيقي لبلادهم.

 

وعن مهمة هؤلاء الأخصائيين، قال بلقاسم فالح أنّ مهمتهم تجميع الوثائق و الشهادات التي تُخوّل للمؤرخين كتابة التاريخ الصحيح، وأيضاً القيام بالتحقيقات اللّازمة لمعرفة حقيقة ما حصل بالضبط من أجل كشف الحقائق و توثيقها كي يعرف أحفادنا تاريخهم الصحيح و من أجل حفظ الذاكرة الوطنية و بالتالي تحقيق المُصالحة الوطنيّة.

 

ومن جهة أخرى، فقد سجلّت هيئة الحقيقة و الكرامة 1897 ملفّ فساد مالي، حيث بيّنت المختصة في القانون بالهيئة مريم غُبرة أنّ الهيئة يجب أن تفهم كيفية عمل "ماكينة الفساد" في تونس لتتمكّن من تفكيكها وإصلاح المؤسسات، مُشيرة إلى أنّ ملفات الفساد جاءتها من المواطنين ومن الدّولة التي قدّمت 685 ملف فساد كمتضررة و طلبت التحقيق و المُصالحة .

 

وقد قالت مريم غبرة أنّ الهيئة تقوم بفتح بحث في كل ملف يأتيها لمعرفة كيفية حصول الفساد ولتقييم الضرّر حيث أكّدت أنّ الصلح لا يتمّ إلاّ بعد عودة الأموال للدّول وهذا بفضل آلية التحكيم و المُصالحة، وأنّ كشف الفساد يُساعدنا لإصلاح المؤسسات و حماية الإقتصاد الوطني.

 

وتسعى هيئة الحقيقة و الكرامة لكشف الحقائق و تصحيح التاريخ وتأهيل ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان والضغط لمحاسبة المسؤولين، فيما سجلّت 11100 ضحيّة تعذيب وضعت على ذمّتهم 37 اخصائي نفسي منهم الأخصائي محمد بن مبارك الذي أكّد أنّ من مهتهم الإحاطة و المُرافقة بالضحايا المستحقين لذلك و للعائلات المُتضرّرة المحتاجة لمن يُعيد لها كرامتها حيث أنّ حفظ كرامة الانسان تؤدي لا محاله لضمان حقوق الجميع، موضّحا أنّ مجهودات كل التونسيين مطلوبة حتى لا يُهان أي تونسي آخر.