وأعلن القروي عن قراره تجميد انتمائه لنداء تونس الذي يبقى واحداً من مؤسسيه، كما علّق النشاط صلب جميع هياكله، ذلك أنّ الطريق المتبعة حالياً من قبل هذا الحزب لم تعد تلتقي مع القيم التي يؤمن بها وأنه أضحى يفتقر إلى الأركان الأساسية لكل حزب ديمقراطي ألا وهي العمل الجماعي والتشاور والتبادل والتوافق بل وأكثر من ذلك إلى الرؤى والأفكار ونكران الذات والإرادة الحقيقية للتركيز على خدمة المواطن.
وأشار نبيل القروي أن الصراعات والمناكفات والدسائس والمناورات السياسوية ابعدت الحزب عن الواقع اليومي للشعب ومشاغله الرئيسية، مُبيّنا أنّه قرر إسترجاع حريته في التعبير والنشاط ليتمكن من التحرك والعمل دون قيود، للقاء مواطنينا والإنصات لمشاغلهم والوقوف على أسباب معاناتهم وقلقهم ونفاذ صبرهم وصيحة فزعهم ومد يد المساعدة لهم وخاصة منهم شبابنا والذين يتقاسم معهم هذا الوطن ممن يعانون الخصاصة والهشاشة والحرمان والإطلاع على آمالهم وأحلامهم ومحاولة تجميع كل الإمكانيات لإعانتهم على تحقيقها وعلى إسترجاع أملهم وثقتهم في المستقبل.
ووضّح القروي في بيانه أنّه لن يبتعد عن السياسة لكن نظراً للوضع الخاص والدقيق الذي تمر به بلادنا سوف يتعاطاها بطريقة أخرى دون أن يكون ذلك موجهاً ضد أحد، قائلاً "لدي رؤية براقماتية لإيجاد الحلول للإشكاليات التي تعيشها تونس تتمثل في حل المشاكل العملية اليومية للتونسيين أول بأول بصفة عاجلة وتراكمية وذلك بالتوازي مع ضرورة وضع الإصلاحات الهيكلية العميقة التي تتطلبها إعادة البناء الوطني. واني مقر العزم على القيام بذلك مسلحاً بكل الإمكانيات المتاحة".