سياسة

ويكيلكس يكشف المنصب الذي شغله يوسف الشاهد والذي تم إخفاؤه عن مختلف وسائل الإعلام

هدى بوغنية | الأربعاء، 3 أوت، 2016 على الساعة 11:25 | عدد الزيارات : 7481
بعد ان تم سحب الثقة من حكومة الحبيب الصيد، إقترح رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بتكليف يوسف الشاهد بمهمة رئاسة الحكومة الجديدة وقد أثار هذا المقترح فور الإعلان عنه ردود أفعال مختلفة من قبل عدد من النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي حيث تداولوا تدوينات رافضة ليوسف الشاهد معتبرين أنه "صهر رئيس الجمهورية" ولذلك وقع الإختيار عليه.    

 

وبخصوص هذا الموضوع، كشفت وثائق ويكيلكس جانبا آخر من السيرة الذاتيّة لمرشّح رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لرئاسة الحكومة خلفا لحبيب الصيد هذا الرجل الذّي كان مكلّفا بمهام في قسم الخدمة الزراعية الخارجيّة في السفارة الأمريكية في تونس كما تكشف المراسلة المنشورة في موقع ويكيلكس سنة 2010.


وزير الشؤون المحليّة في الحكومة الحالية، ورئيس لجنة التوافق التي أسسها رئيس الجمهورية خلال الأزمة التي عصفت بحزبه أواخر سنة 2015، لم يكن مجرّد أستاذ جامعي وخبير دولي في السياسات الفلاحية ، حيث عمل هذا الأخير قبل 14 جانفي 2011 وبعدها بفترة في السفارة الأمريكية في تونس صلب قسم الخدمات الزراعية الخارجية وهي أحد أذرع السياسة الاقتصادية الأمريكية ويتمحور مجال عملها حول "قطاع الأغذية والزراعة في الخارج" وذلك من خلال جمع المعلومات عن حركة العرض والطلب العالمية وإتجاهات التجارة والفرص الجديدة في السوق. وتهدف نشاطاتها إلى تحسين قدرة المنتجات الأمريكية على الدخول إلى الأسواق العالمية وتطبيق برامج صممت لبناء أسواق عالمية جديدة وللإبقاء على الموقع التنافسي للمنتجات الأمريكية في الأسواق العالمية.


المنصب الذّي شغله يوسف الشاهد والذّي تمّ إخفاؤه عن مختلف وسائل الإعلام، تكشفه مراسلة منشورة على موقع ويكيلكس وصادرة عن السفارة الأمريكيّة في تونس بتاريخ 13 جانفي 2010. هذه الوثيقة المسرّبة تكشف جهود الولايات المتحدة الأمريكيّة لإقناع السلطات التونسية بالمضيّ قدما في تبنّي وتسويق واستخدام التكنولوجيا الحيويّة في الزراعة في تونس. المراسلة ذاتها تحذّر من إمكانية تلكؤ السلطات التونسية في تطبيق هذه السياسة بضغط من الشركاء التقليدين لتونس من دول الاتحاد الأوروبي. وهو ما يكشف في جانب منه خفايا الصراع الأمريكي الأوروبي على تدعيم النفوذ السياسي والاقتصادي على الساحة التونسية.


انتداب يوسف الشاهد كخبير فلاحي في السفارة الأمريكيّة، لم يكن محض صدفة، إذ كانت اطروحة دكتوراه التي قدّمها هذا الأخير في باريس سنة 2003 تحت عنوان "تقييم آثار تحرير الاسواق الفلاحية على المبادلات ومستويات العيش"، تعكس توجهه الاقتصاديّ والسياسيّ. ويؤكّد الخبير الاقتصادي مصطفى الجويلي الذّي اطّلع على هذه الأطروحة، أنّها تدعو إلى ضرورة التحرير الكلي لقطاع الفلاحة في تونس وانفتاحه الكامل على الاسواق العالمية، كما دافع الشاهد خلالها على ضرورة اجراء اصلاحات عقارية تحرر الاستثمار في القطاع الفلاحي وتسمح للمستثمرين الاجانب بتملك الاراضي الفلاحية في تونس معتبرا ان الحديث عن "حماية حقوق المزارعين" و"السيادة الغذائية" شعارات بالية تجاوزها الزمن ومناقضة لأسس العلوم الحديثة. ليعرّج قائلا أنّ هذا الأخير مرتبط ارتباطا وثيقا بالمؤسسات المالية العالمية والمنظمة العالمية للتجارة.


رغم عدم تأكيد اسم "رجل المرحلة"، إلاّ أن إطلاق اسم يوسف الشاهد كمرشّح لرئاسة الجمهورية لتولي منصب رئيس الحكومة القادمة، يعكس في جانب منه مهام المرحلة القادمة وخصائص من سيتولّى تنفيذ متطّلباتها. فكاتب الدولة السابق للصيد البحري والموظّف السابق في السفارة الأمريكيّة، يتناغم بشكل واضح مع التوجّه الاقتصاديّ القائم على تحرير الاقتصاد وإقالة الدولة من دورها والذّي تسارعت وتيرته منذ خمس سنوات عبر حزمة من الإجراءات والقوانين على غرار القرارات الخاصة بالقطاع المالي، أو تغلل رجال الأعمال في الشأن السياسي، وتجريم الحراك الاجتماعي، والشراكة بين القطاع العام والخاصّ وغيرها.

كلمات مفاتيح :
يوسف الشاهد