و بيّن الوافي أنّ أجواء اللقاء الإعلامي بين الرئيس وبعض الإعلاميين حول طاولة فطور صباح اليوم كانت حرة وصريحة وجريئة بدون حواجز نفسية أو محظورات.
وفي ما يلي نص التدوينة:
"تلك هي أجواء اللقاء الإعلامي بين الرئيس وبعض الإعلاميين حول طاولة فطور الصباح اليوم...وقد لبيت الدعوة الرئاسية للمشاركة في نقاش حر معه...تميز بجرأة المواقف التي عبر عنها الزملاء الحاضرون وعددهم تسعة إعلاميين...تمت دعوتهم بدون وصاية أو شروط وقيود مسبقة...!
أجواء اللقاء ومزاج الرئيس يشجعان على الصراحة...وهو ما طلبه هو شخصيا قبل أن يصغي لمختلف ارائنا...وكان إبنه حافظ قايد السبسي محور جزء هام من النقاش...حيث أصغى بانتباه لما قيل عن الإبن الذي أساء لصورة الرئيس وألحق ضررا بالغا بشعبيته...وهو ما قلته له بصراحة في إحدى مداخلاتي خلال اللقاء...الإبن الذي سمح له بالعبث بصورة رئيس البلاد مستغلا صفته العائلية كإبن...ولم يتحرج الرئيس من مداخلتي بل كان صدره رحبا...لكنه لم يبد موقفا صارما لوقف تصرفات الولد...
مداخلتي الثانية التي قدمتها للرئيس...هي مطالبته بأن يكسر تقليدا تونسيا عريقا...هو الخروج الصغير والمهين والتعيس لكل حكام تونس عبر التاريخ...لا أحد منهم خرج كبيرا...لا أحد وفق في تحقيق انصراف مشرف ولائق وكريم...جاؤوا بالعز وخرجوا بالدز...الباي خرج مهانا...بورقيبة غادر من أصغر باب وخسر كرامته...بن علي هرب من البلاد...المرزوقي غادر بعد أسوأ فترة مرت بها البلاد...واليوم على الباجي قايد السبسي أن يكتب سيناريو خروجه...وأمامه آخر فرصة تاريخية ليخرج كبيرا أو يخسر كل شيء...الخروج اللائق أصعب من الدخول الكبير...!
الحبيب الصيد كان محورا هاما في علاقة بالوضع الحالي...الرئيس شخص الأزمة...تشخيصه كان مرعبا ووضع الجميع أمام الحقيقة المرة...نحن في اتجاه الهاوية ومن هنا يجب أن تنجح المبادرة لتفادي الكارثة...وكل ذلك متناقض مع التصريحات المطمئنة التي أطلقها رئيس الحكومة...حول عدم خطورة الوضع...وإذا اقتنعنا بتشخيص الرئيس فإن رئيس الحكومة ارتكب مغالطة كبيرة وأنانية لإنقاذ صورته...ولم يصارح الشعب بحقيقة الوضع...وضع خطير جدا وليس صعبا فقط كما صرح الحبيب الصيد !!
الرئيس قال أن لديه أسماء لرئاسة الحكومة لكنه ليس وحده في القرار النهائي...لكنني فهمت من كلامه أن رئيس الحكومة على الاغلب سيكون من نداء تونس...لم يقل ذلك مباشرة لكنني فهمته من وحي حديثه معنا...ولكن مزيد الوقت قد يدعم ذلك أو العكس...
3 ساعات من النقاش والحوار والنقد...لم ينالوا من لياقة الرئيس ومن يقظته...هذه حقيقة...كان منتبها ولماحا وسريع البديهة...ولم ينته اللقاء إلا بإلحاح متكرر من مستشاريه لتنبيهه أن موعدا آخر ينتظره...وهو بتلك اللياقة يكذب ما يقال عن صحته...
هذه انطباعات أولية وسنعود بالمزيد في ورقة أخرى...".
تكفّلت فرنسا بمصاريف زيارة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إليها.