سياسة

في رسالة وجهّها لرئيس الجمهورية : نائب عن حركة النهضة يدقّ ناقوس الخطر

زووم تونيزيا | السبت، 25 جوان، 2016 على الساعة 00:28 | عدد الزيارات : 6581
زووم - توجّه النائب عن دائرة العالم العربي عن حركة النهضة ، ماهر مذيوب ، برسالة مطولة إلى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي .

 

وقد دقّ ماهر مذيوب خلال كتابته لأسطر الرسالة ناقوس الخطر ، حيث اِعتبر أنّ تونس اليوم مُهدّدة أكثر من أي وقت مضى في استقلالها ووحدتها وديمومتها أيضاً، وأنّ التهديد الأكبر اليوم في تونس هو الفقر المدقع إذ أنّ الشعب التونسي "جيعان في كرشو و فقير في حاله و مريض في جسده و روحه" وهو ما يُمثل تهديد جدي و خطير يستدعي من رئيس الجمهورية إعلان النفير العام من أجل مقاومة الفقر و الجوع الكافر و لا معنى لأي حكومة أو سلطة اذا لم تعلن خطة طوارئ عاجلة لاجتثاث الجوع و الفقر المدقع من البلد بتكاثف الجميع و مساعدة الدول الشقيقة و الصديقة.

 

قال مذيوب أنّ شباب تونس اليوم محبط و مكبل بالبطالة و الحرمان و يشعر أن الثورة التي ضحى من أجلها بالغالي و النفيس قد سرقت منه، كما ذكّره بتصويت النساء له بكثافة قائلاً له أنّ نساء تونس اليوم غاضبات و محبطات و يشعرن بالغبن مُضيفاً "هن المسالمات يعتقدن اعتقاد راسخا أننا نحن معشر الرجال فسدناها و هلكناها و خربانها... و لا نزال نجلس على أعلى الربوة...و هن لا يزل مهمشات و مبعدات عن دوائر القرار... بل إننا تسامحنا مع الجميع...و تحدثنا مع الجميع... فهل من الصدف أن كل الاتحادات الوطنية عادت للعمل و النشاط...إلا اتحاد النساء".

 

وفي ما يلي نص الرسالة كاملا :

بسم الله...

رسالة مفتوحة من النائب ماهر المذيوب 
إلى سيادة رئيس الجمهورية التونسية 

أما بعد، أهداءكم أطيب التحيات اللائقة بمقامكم الموقر...و بمناسبة مبادرتكم التي أطلقتم عليها مبادرة حكومة الوحدة الوطنية،،،

و كمواطن تونسي، مقيم بالخارج و نائب بمجلس نواب الشعب ،أقسمت على أن أخدم وطني باخلاص و أن ألتزم بأحكام الدستور و بالولاء التام لتونس...

يسرني أن أبعث لكم هذه الرسالة المفتوحة:

1- من كان يعبد الزعيم بورقيبة فان بورقيبة قد مات- رحمه الله- و من يحلم بعودة النظام القديم ،فإن القديم لا يعود ابدا إلا في شكل ماساة،

و إذا أردتم يا سيادة الرئيس الخلود في التاريخ
و البقاء في ذاكرة أجيال المستقبل،و هذا ممكن ، فلتسهروا على احترام الدستور و لتجسدوا رمز وحدة تونس و استقلالها و استمراريتها... 

فتونس اليوم مهددة أكثر من أي وقت مضى
في استقلالها ووحدتها بل قل في ديمومتها...

2- ان التهديد الأكبر اليوم في تونس هو الفقر المدقع يا سيادة الرئيس ، فالشعب التونسي جيعان في كرشو و فقير في حاله و مريض في جسده
و روحه...و هذا تهديد جدي و خطير يستدعي من سيادتكم إعلان النفير العام من أجل مقاومة الفقر
و الجوع الكافر و لا معنى لأي حكومة...أو سلطة اذا لم تعلن خطة طوارئ عاجلة لاجتثاث الجوع و الفقر المدقع من البلد بتكاثف الجميع و مساعدة الدول الشقيقة و الصديقة و هذا ليس عيب أو حرام بل العيب إخفاء الحقائق المرة... أو التغافل عنها...

3- أن شباب تونس اليوم محبط و مكبل بالبطالة
و الحرمان و يشعر أن الثورة التي ضحى من أجلها بالغالي و النفيس قد سرقت منه... من أقرب الناس اليه: آباءه و أجداده... و هو إذ يكن لهم عميق التقدير ... فهو يبحث عن حقه في الحياة...
و نحن جميعا سددنا عليه أبواب الرزق و العمل 
و قصصنا لهم و لهن أجنحة الأمل...و أقول لسيادتكم و لنا و للجميع اذا لم نعد الحق لأصحابه و نولي الشباب صدارة المشهد السياسي و الاقتصادي
و الاجتماعي فسيجرفنا السيل سيل الدماء و يأكلنا العاصف المشتعل... كما قال الشابي شاعر تونس الملهم ...

4-إن انقاذ تونس مما تردت فيه ممكن و حقيقي
و لا يتطلب سوى أعمال المخيلة و بعض التقدير...
و مع تقديرنا لكل الجهود من أجل إخراجها من الوحل فإن أبناءها و بناتها في الخارج و الذين يقدر عددهم بقرابة مليون و نصف هم خزان الجمهورية
و طريقها نحو الخروج من أزمتها الاقتصادية الخانقة... و هم يا سيادة الرئيس وطنيون إلى حد النخاع و لا ينتظرون سوى من يرشدهم الى مخطط متكامل و جدي من أجل المساهمة في إنقاذ اقتصاد البلاد المتهالك. 

5- لقد قيل بأن النساء صوتن لكم بكثافة... و لكن دعني أخبركم بأمر مهم... يا سيادة الرئيس: نساء تونس اليوم غاضبات و محبطات بل ادعي أنهن يشعرن بالغبن...لا ادعي الحديث باسمهن و لكن أشعر بهن...فهن المسالمات يعتقدن اعتقاد راسخا أننا نحن معشر الرجال فسدناها و هلكناها و خربانها... و لا نزال نجلس على أعلى الربوة...و هن لا يزل مهمشات و مبعدات عن دوائر القرار... بل إننا تسامحنا مع الجميع...و تحدثنا مع الجميع... فهل من الصدف أن كل الاتحادات الوطنية عادت للعمل و النشاط...إلا اتحاد النساء...
يا سيادة الرئيس حضرتكم رجل دولة رفيع و خبير بأنفس الرجال و أعتقد جازما أن الأزمات لا تقدر على إدارتها... إلا النساء فمابالك بحراير تونس.. 

6- من حقكم يا سيادة الرئيس عرض المبادرات المفيدة لتونس و شعبها ،،، و إذ أثني على مبادرتكم من أجل المصالحة الاقتصادية من حيث رسالتها 
و أهدافها النبيلة لكي لا يبقى جزء من الشعب التونسي معطل حتى وإن أخطأ أو زلت به القدم في الفساد و الإفساد في السابق...فإن من العدل 
و الانصاف أن تلحقها بمبادرات حقيقية تتناسق مع الأعمال المهمة لهيئة الحقيقة و الكرامة من أجل أن تعتذر الدولة التونسية و تجبر بخاطر الآلاف من التونسيبن و التونسيات الذين تجرعوا ويلات الظلم و الجبروت و شربوا و عائلاتهم من كاس المهانة
و الاذلال طيلة 60 سنة من الاستقلال...فهذه أولوية 
الأولويات.. فالظلم ظلمات يوم القيامة...

7- يا سيادة الرئيس ترزح تونس اليوم تحت وطاة غيمة الإرهاب المخيفة...و نيران البطالة للشباب القاتلة... و علامات وهن و ضعف للدولة شديدة...
و الاعيب لوبيات متعددة و مختلفة داخلية و خارجية متعاظمة و مشبوهة...و هذا كله لا يقاوم إلا برجال سياسية و سياسيين يتسمون بصفة مهمة
و أساسية إلا و هي الشجاعة و هذه غابت عنا منذ أكثر من عقدين... كما أننا لا يمكننا أن نحارب الإرهاب و نقاوم الفساد و الإفساد و نشجع الشباب إلا إذا اعتمدنا على تكنولوجيا المعلومات... يا سيادة الرئيس تيقن أن هذا هو سبيل الخلاص...

اللهم هل بلغت... اللهم فأشهد...

مع فائق الاحترام و عميق التقدير