سياسة

اقترحها الباجي قائد السبسي، موقف حراك تونس ‏الإرادة‬ من مبادرة حكومة الوحدة الوطنيّة

كريمة قندوزي | الأحد، 5 جوان، 2016 على الساعة 15:42 | عدد الزيارات : 2129
دعا رئيس الجمهوريّة في حوار صحفي إلى ما سمّاه بإمكانيّة تشكيل حكومة وحدة وطنيّة حدّد فيها مسبقا مكوناتها الحزبيّة والمنظّماتيّة.

 

واعتبر حراك تونس الإرادة، في بيان صادر عنه اليوم الأحد 05 جوان 2016، أنّ ما أعلن عنه رئيس الجمهورية إمعان في تجاوز صلاحياته الدستورية وفرض نظام رئاسي خارج ضوابط الدستور، كما هو إمعان في المناورة واستمرار في نهج التخبّط والمكابرة ورفض الاعتراف بأزمة الحكم الهيكليّة وفشل الرباعي الحاكم نظرا لغياب رؤية وبرنامج وإرادة فعليّة في الإصلاح.

 

كما اعتبر أن التلاعب بالمصطلحات النبيلة التي "لا يختلف عليها إثنان مثل الحوار والمصالحة والوحدة الوطنية للتغطية على سياسات وممارسات لا علاقة بخيارات أجمعنا عليها"، من شأنه إفراغ هذه المعاني من كل قيمة وتأثير فتزداد الفوضى في العقول وفي القلوب وهو أمر ليس في مصلحة مواصلة بناء المنظومة الديمقراطية.

 

وأضاف الحزب أنّ خطورة الأزمة السياسية ناجمة عن "الفشل الصارخ" لرئيس الجمهورية الذي يحاول من خلال مبادرته الأخيرة توزيع هذا الفشل وخاصة التملص من مسؤوليته فيه، مُشيرا إلى الأوضاع التي آلت إليها البلاد من مؤشرات اقتصادية واجتماعية خطيرة من انخفاض الدينار وتواصل اقتصاد الصفر بالمائة والعجز التجاري المتفاقم ومخاطر الانفجار الاجتماعي جراء ارتفاع نسب البطالة والتدهور المستمر للمقدرة الشرائية للتونسيين والتي اعتبرها علامات فشل الحكومة بائتلافها الرباعي ونتائج مباشرة لسياسات.

 

كما أشار الحزب إلى "فشل البرلمان" في الاضطلاع بالدور الذي حدده له الدستور و اكتساب احترام المواطنين نتيجة الصورة السلبية التي يعطيها للشعب منذ انتخابه، "وبدل القيام بمراجعة جذرية للسياسات التي أدت إلى هذا الوضع، نرى الجبل يتمخّض عن مبادرة يعلم الجميع أنها ستربك العمل الحكومي وتعطّله بانتظار حكومة جديدة ليس لنا وهم حول قدراتها، مما سيفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بتبعاتها الموجعة على حياة الملايين من التونسيين والتونسيات"، وفق نص البيان.

 

وأكّد الحراك أنّ الديمقراطية نظام سياسي مبني على حكومة تحكم وتتحمل مسؤوليتها ومعارضة تعدّ البدائل وتقدمها للشعب إبان الاستحقاقات الانتخابية، ومن هذا المنظور وباعتباره حزبا معارضا "يلعب دوره الطبيعي" خارج منطق الاستيعاب أو التخوين التي درج عليه الاستبداد، داعيا أحزاب المعارضة الديمقراطية الأخرى والمنظمات الوطنية، إلى التنادي من أجل تحشيد القوى لصياغة برنامج إنقاذ مرحلي يمثل خطة للخروج من المأزق ومواجهة التحديات العاجلة في انتظار المحطات الانتخابية الفاصلة التي سيعبّر فيها الشعب التونسي السيد عاجلا أو آجلا عن إرادته الحرة.