تعرض موقع " اِنكيفادا " , عند نشره لأول الأسماء التونسية التي ورد ذكرها في وثائق بنما , و هو إسم محسن مرزوق , منسق حركة " مشروع تونس " و الأمين العام السابق لحركة " نداء تونس " , و مدير الحملة الاِنتخابية لمرشح الرئاسة وقتها , و الرئيس الحالي الباجي قايد السبسي , إلى حملة قرصنة كبيرة جدا , و إلى هجمة إعلامية واسعة , و إلى تهديدات بالقتل لرئيس تحرير الموقع وليد الماجري . تسبب ذلك في تأخر عرض بقية الحلقات و كشف بقية الأسماء , مما أدخل الشك لدى المتابعين حول جدية هذا الموقع , و تسبب أيضا في فتور نسبة الترقب للجديد الذي سينشره , و لم تستطع الحلقة الثانية من الوثائق , الخاصة بمرشح الرئاسة السابق سمير العبدلي , تحقيق ما حققته حلقة مرزوق , لكن يبدو أن " حلقة النهضة " ستحطم كل الأرقام , و ستتفوق على ما سبق و على ما قد يلحق , لعدة أسباب .
سبق أن ذكرنا أن الموقع المسؤول عن عملية النشر تعرض إلى هجمة كبيرة , بهدف قرصنته أو قرصنة المسؤولين عنه , من خلال التهديد الذي وصل حد التهديد بالقتل , فضلا عن الهجمة الإعلامية التي تلقاها الموقع من وسائل الإعلام التونسية , التي اِتهمته , تلميحا و تصريحا , باِنتقاء الأسماء الواردة في الوثائق و ذلك لحساب جهة سياسية معينة , بهدف ضرب جهات سياسية أخرى , هذا ما حاول الموقع و اِجتهد في نفيه و تبرئة نفسه منه , لكن يعلم جميعنا قوة تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام .
يبدو أن هذه الهجمة قد أربكت الموقع , و جعلته يبحث بكل الوسائل عن إبعاد التهم عنه , و يعمل على إثبات موضوعيته و أنه يتخذ نفس المسافة من كل الفاعلين السياسيين , و أنه لا يخدم جهة سياسية بعينها , و ليؤكد مصداقيته التي أصبحت على المحك بفعل الهجمة المذكورة , لأجل كل ذلك , عمد الموقع على حشر اِسم " حركة النهضة " و أسماء رئيسها و بعض قيادييها في وثائق بنما , في عملية تعمدت الخلط بين الوثائق المذكورة و " الأنشطة الشفافة للمهجَّرين التونسيين " أيام الاِستبداد و النفي القسري , حسب ما جاء في بيان الحركة التي اِنتقدت بشدة محاولات إقحامها في القضية بأي شكل كان .
لعل الغاية ليست إدانة حركة النهضة , و إنما مجرد ذكرها فقط , فذلك كافٍ لينتفض الإعلام مرة أخرى , و " يستمتع " بترديد اِسم الحركة في صيغة المتهم مرة أخرى , و ذلك كافٍ أيضا , لِيَتَّقِيَ الموقع هجمات المقرصِنين و وعيد المهددين , و يستعيد تألقه و يسترجع نسبة المتابعة العالية لحلقات " كَشْفِهِ " .