سياسة

ما سرقته ال 4G من التونسيين

زووم تونيزيا | الاثنين، 4 أفريل، 2016 على الساعة 16:45 | عدد الزيارات : 7497
اِستفادت شركات الاِتصالات التونسية مؤخرا من خدمة 4G و هي تعني الجيل الرابع من أجيال الاِتصالات الخليوية التي تتميز بالسرعة العالية و الزيادة في القدرة و الكفاءة و الاِستيعاب , لتوفير أداء عال و بقدر أقل من التأخير .

 

هذه المواصفات التي توفرها ال 4G , ماذا لو تمتع بها نوابنا و سياسيونا , و وزراؤنا و موظفونا , و عمالنا و فنانونا , و كتابنا و مثقفونا , و حكامنا و المعارضونَ , من المؤكد أن الوضع سيختلف , بل سينقلب رأسا على عقب , و سيكون اِنقلابا إيجابيا و محمودا .

ليس هناك ما يمنع من الاِتصاف بهذه الصفات , فهي ليست حكرا على الأجهزة الذكية , بل الأصح أن الذكاء بشري و دونه لا ذكاء . لا يتطلب الأمر إلا التطبيق على أرض الواقع .

من أسباب اِبتداع ال 4G , ظهور " تطبيقات " تتطلب عرض النطاق الترددي العالي و الحاجة الملحة إلى مزيد من السرعة و النجاعة.. , و من سبل الخروج من وضع التخلف و تحريك عجلات الرقي و التقدم , " تطبيق " مواصفات تقنية الجيل الرابع و تنزيلها على الواقع , فما أحوجنا إلى السرعة في إنجاز المشاريع و تشغيل العاطلين و الاِرتقاء بالاِقتصاد , و عدم الاِكتفاء بمجرد إنعاشه , من خلال أداء أفضل و حرص على الإتقان في مختلف القطاعات و المجالات , مع إيلاء الوقت قيمته التي يستحق .

هناك إشتراك بين " تطبيقات " الأجهزة الذكية المعتمدة على تقنية الجيل الرابع , و " تطبيق " صفات هذه الخدمة و العمل بها , يتمثل هذا الاِشتراك في المردودية و النفع , أما عن الإمكان من عدمه , فليس بعيدا منا القفزة الاِقتصادية التي حققتها تركيا في العشرية الأخيرة و تصنيفها من بين أقوى الاِقتصادات في العالم , و أيضا النمو الاِقتصادي السريع الذي حققته اليابان بعد الحرب العالمية الثانية , وهو ما يعرف بالظاهرة التاريخية و يسمى المعجزة الاقتصادية اليابانية و غيرها , من ألمانيا إلى ماليزيا إلى الدول الاُسكندنافية في شمال أوروبا .

 

يجب إذن أن نسترد بعض الصفات التي فرطنا فيها لفائدة التكنولوجيا , و أن نعيد تمثلها بقوة حتى نصبح أعلى مستوًى من تلك الشرائح و الأجهزة , التي نظن عبثا , أننا لها مالكون .

كلمات مفاتيح :
4G الاقتصاد