وقد قالت الصحيفة أنّ النهضة كان يُنظر إليها كخطر يُهدّد الإنتقال الديمقراطي إلاّ أنّها أثبتت أنّها أكبر مُساند له، حيث أنّ الفضل في النقلة النوعيّة التي حققتها تونس في الديمقراطية بعد الثورة يعود لحركة النهضة لأنّها غلّبت المصلحة الوطنيّة رغم كل الضغوطات التي واجهته، إضافة إلى أنّها تصرّفت بعقلانية ولم تصطدم مع القوى السياسية الأخرى إذ أنّها بحثت دوما على حلول وسط معهم.
الصحيفة تحدثت أيضاً عن تنازلات النهضة التي مكّنتها من البقاء في الخارطة الديمقراطية والتي أُعتبرت سلوكا حضاريا ساهم في بقاء وإستمرار التجربة الديمقراطية الهشة، مُضيفة أنّ مساهمة الحزب في الانتقال السياسي والديمقراطي كان سببا لتراجع القمع وتزوير الانتخابات.
وأشادت "فورين بوليسي" بتنازل حركة النهضة عن حقها الديمقراطي عن طيب خاطر وتحالفت مع أحزاب مناهضة لها فقط من أجل الحفاظ على اللحمة الوطنية، السلوك الذي أعتبرته الصحيفة يستحق الإعجاب لأنّه اثبت أنّ إنخراط "الإسلام السياسي" في العملية الديمقراطية والتكيف مع الظروف السياسية أمر مُمكن.