سياسة

بورقيبة يرفض العودة الى الشارع

زووم تونيزيا | الأربعاء، 30 مارس، 2016 على الساعة 16:23 | عدد الزيارات : 5035
عندما يتناهى إلى مسامعنا أن رئاسة الجمهورية التونسية فكرت و قررت إعادة " تمثال بورقيبة " إلى الشارع الرئيسي بالعاصمة و أن تكاليف هذا " المشروع " تقدر بحوالي 500 ألف دينار تونسي , ينتابنا , و لو لوهلة قصيرة , أننا في رخاء و بحبوحة من العيش تجعل قرارات " قادتنا " تصب في هذا السياق التَرَفِيِّ .

 

من المنطقي أن نسأل , ما الفائدة التي ستنجر عن هذا " الإنجاز " ؟ و كم دورة ستدور عجلة التنمية بعد هذا الإجراء ؟

 

صحيح أن تكلفة نقل التمثال لن تتسبب في إفلاس الحكومة و لن تُفرغ ميزانية الرئاسة , لكنها ستغذي ألما و تقتل أملا لدى شباب صبر و اِنتظر الغد الأفضل و الحياة الكريمة التي غدت أسمى الأمنيات . تتوالى الأحداث لتؤكد أن الشعب و شبابه خاصة , أوعى من حكامه و أصدق , و هذا ما أكده أهالي بنقردان في تصديهم لجرذان الإرهاب في الأحداث الأخيرة , و وقوفهم الشجاع و المشرِّف إلى جانب قوات الجيش و الأمن ليبرهنوا , بالفعل لا بالقول , عن وعي كبير و حس وطني عال و شعور بالواجب و المسؤولية يُترجم " بلادي قبل أولادي" .

 

بعيدا عن الموقف من بورقيبة , يجب على " الحاكمين " أن يعوا بأن الشعب قد أسقط أسطورة الزعامة و هدم معبد الإنقياد و منطق التأليه , و مهما تكن المسوغات و المبررات , لن يدخل هذا " الإنجاز " في باب مواطن الشغل أو النهوض بالإقتصاد أو حتى في باب البعث برسائل إيجابية للشباب , و هو أبعد ما يكون عن حاجة شعبية ملحة و أقرب ما يكون إلى الترف السياسي " المفارق " .

 

و يحدث أن , يُنفَق على الموتى , أما الأحياء , فيصبرون..