سياسة

مشروع مرزوق يمهد ل "بروكسيل و باريس" في تونس

زووم تونيزيا | الثلاثاء، 29 مارس، 2016 على الساعة 11:07 | عدد الزيارات : 5142
من الواضح أن خطر الجهاديين في فرنسا و بلجيكا أقوى و أشد من باقي دول أوروبا , و من المؤكد أن هناك أسبابا وجيهة لذلك , يمكن تبينها من خلال إلقاء نظرة على سياسة البلدين في علاقة بإنتاج التطرف.

 

قامت كل من فرنسا و بلجيكا بمنع إرتداء الحجاب و تغطية الرأس في المدارس العامة و هما البلدان الأوروبيان الوحيدان اللذان قاما بهذا الحظر , فقد أقرت فرنسا هذا الحظر في الأجهزة الحكومية و المدارس التي تديرها الدولة , و منعت بلجيكا إرتداءه في معظم مؤسساتها التعليمية .

 

هذا المنع تحكمه خلفية ثقافية تحيل على السياسة العلمانية الفرنسية التي توصف بأنها الأكثر حدة و تطرفا في ما يتعلق بالدين , فالنهج الفرنسي للعلمانية هو أكثر عدوانية من النهج البريطاني مثلا حيث لا مشكلة لدى البريطانيين في التعبيرات الدينية , إن كان الحجاب الاسلامي أو الكيبا اليهودية أو غيرها . و ليس أدلَّ على قوة العامل الثقافي و الفكري الفرنسي (العدواني في علاقته بالدين) في إنتاج التطرف , من معرفة أن أربعا من الدول الخمس التي سجلت أكبر نسبة للتطرف في العالم هي دول "فرنكفونية" , أي ناطقة باللغة الفرنسية.

 

نعود الى تونس , فنرى البعض ممن تشبعوا بالثقافة الفرنكفونية , يميلون نفس الميل , من خلال الدعوة الى منع النقاب كحل لمواجهة الإرهاب . يعلم جميعنا أن المنع يؤدي الى التطرف و أن التطرف يؤدي الى الإرهاب , و أن نفس الأسباب تؤدي الى نفس النتائج و أن الأمر ليس بهذه السطحية فالمسألة أكبر و أعمق , فما عاشته البلاد من إستبداد و قهر و تضييق و إنتهاك لحقوق الإنسان قبل الثورة جعل تونس من أكبر مصدري "الدواعش" اليوم , يجب إذن , في معرض الحديث عن الحلول , التحلي بجدية أكبر و عدم "التنطع" في هذه المسائل.

 

يجب أن نخرج من التفسيرات النمطية و الحلول البدائية لظاهرة الإرهاب , و أن يترفع البعض عن المتاجرة بهموم الناس لغايات حزبية و " إشهارية " , حتى لا يستقيل مَن بقي مِن الوطن.