هذا وكتب مازن الشريف في تدوينته الفايس بوكية:
"باختصار شديد ودون إطالة: يجب إعلان حالة تأهب قصوى. فما حدث في بنقردان ليس سوى اختبار صغير جدا رغم خطورته، ومع التحية لقواتنا الأمنية والعسكرية والتأييد الكلي ثم التحية لأهلنا في بنقردان ووطنيتهم التي لا تنبع من فراغ وهم أحفاد المناضلين وفرسان تونس، فإن الأمر يمكن اختزاله في الآتي:
* حذرت مرارا من مثل هذا التطور للعمليات الإرهابية، وأقول أن دور اليقظة الاستراتيجية والاستشراف هو التوقي ومنع حدوث الأمر واستباقه، وللأسف هذا لم يتم.
* العملية ليست تغييرا للعمل الإرهابي بل تطوير له، وهي عملية نوعية متطورة فيها استهداف للنقاط الحيوية ومحاولة فتح باب حرب الشوارع واستهداف المندنيين، ولكنها قبل ذلك اختبار لردات الفعل وآليات المواجهة ليتم دراسة ذلك قبل القيام بعمليات أكبر يشترك فيها الخلايا النائمة والمتسللون من التراب الليبي.
* عملية صبراتة كانت بداية لمرحلة جديدة لا رجوع عنها، والتدخل الأجنبي في ليبيا حتمي وكل هذا يعني فتح المجال لداعش لضرب عميق لتونس والجزائر ومصر، وكان لابد على الحكام التونسيين قراءة ذلك وفهمه.
* كون تونس المصدّر الأول للإرهابيين في العالم يعني أنها ستجني ثمار ذلك عاجلا أو آجلا، وقد بدأت مرحلة طالما حذرنا منها، مرحلة مريرة للأسف إن لم ننتصر فيها وسيكون لها ثمن في كل الأحوال.
* مع هذه العملية يجب فهم الفن العسكري المتبع من قبل الإرهابيين: عمق في الجانب يعني ضربة أكبر في المركز، والحذر الحذر من عمليات تفخيخ او انتحارية في العاصمة وسوسة وصفاقس.
* نزول عدد كبير من الإرهابيين في خط الحدود مع الجزائر وفي العمق التونسي كما حدث في جلمة أمر سيتم بشكل اكبر ولكن ليس للمؤونة بل حين تندلع الحرب الفعلية سيكون بابا لاستهداف الجميع.
* ما حدث في بنقردان سيفتح باب الإرهاب الأسود ويصبح مصطلح الطاغوت شاملا حتى للشعب نفسه الذي يصر رغم كل شيء على رفض ثقافة الموت. لابد من فهم هذا جيدا.
* وجود داعمين للإرهاب وخونة وعملاء له وعدد كبير من الخلايا النائمة أمر حتمي وحقيقي، ولكن الأدهى أن تراخي الدولة في التعامل مع الإرهابيين والمشتبه بهم وخاصة العائدين من سوريا سيجعل الأمور أكثر تعقيدا فالإرهابي لا يلعب في حين الدولة لا تتصرف بنجاعة.
* مستوى القوات الأمنية والعسكرية في مواجهة هذه المخاطر ممتاز من الجانب العقائدي فالعقيدة الوطنية والروح القتالية عالية رغم كل المشاكل والإشكاليات، لكن تطوير المستوى اللوجستي والمخابراتي أمر ضروري وعاجل.
* على رئاسة الدولة والحكومة اتخاذ إجراءات حالة التأهب القصوى وتفعيلها بشكل قوي وناجع.
*تكاتف جهود الجميع، والحسم والنجاعة من الدولة ودعم القوات الأمنية والعسكرية، وتفعيل قوة الإعلام لدعم المعنويات وإنارة الرأي العام أمر ضروري أيضا، والاستعانة بأهل العلم ضروري، وكذلك التعاون مع الجزائر حتمي وحيوي، والتعاون الدولي على المستوى اللوجستي والاستعلاماتي.
* تونس ستنتصر، لكن نرجو أن نخفض من ثمن الانتصار، وإذا استمر الوضع على حاله سيكون الثمن كبيرا جدا".