"كل كيلو وات يحتاج إلى مساحة 10 أمتار وأصغر محطة يمكن بناؤها لإنتاج كهرباء من الطاقة الشمسية هى محطة بقدرة 6 كيلو وات.. وهو ما يعنى 60 مترا على الأقل للمحطة"، كما يقول توفيق، الذى يرأس أيضا مجلس إدارة شركة كايرو سولار، إحدى الشركات المؤهلة لتركيب محطات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية. بعد أكثر من شهرين من المخاطبات مع إحدى شركات توزيع الكهرباء وإجراء المقايسات، نجح توفيق فى ربط محطة الطاقة الشمسية التى أقامها على سطح منزله بقدرة 6 كيلو وات بالشبكة القومية للكهرباء. فيما تقوم شركته حاليا بتكرار نفس التجربة مع عدد من المنازل، ويتوقع توفيق الانتهاء من إجراءات تركيب بعض المحطات المنزلية وربطها بالشبكة القومية خلال أسبوعين. كانت وزارة الكهرباء قد أعلنت، فى سبتمبر الماضى، عن الأسعار التى ستقوم الحكومة بموجبها بشراء الكهرباء المولدة باستخدام الطاقات الجديدة والمتجددة، وخاصة الشمس والرياح، من المستهلكين سواءً كانوا من المنازل أو شركات القطاع الخاص، وذلك لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك المحلى للكهرباء، والتى أدت إلى انقطاعات متكررة للتيار الكهربائى خلال الفترة الأخيرة وخاصة فى شهور الصيف. وستكون قيمة التعريفة التى تشترى بها الحكومة الكهرباء من المنازل أو الشركات الخاصة، والتى تعرف باسم "تعريفة التغذية"، ثابتة طوال مدة التعاقد، التى تنتهى بانتهاء العمر الافتراضى للمحطة والذى تم تحديده بـ20 سنة لمشروعات الرياح و25 سنة لمشروعات الطاقة الشمسية. وحددت الحكومة سعر شراء الكيلو وات فى الساعة من المحطات المنزلية التى لا تزيد قدراتها على 10 كيلو وات بـ84.8 قرش، وتصل إلى 90.1 قرش للمحطات الأقل من 200 كيلو وات، و97.3 قرش للمحطات التى تتراوح قدراتها من 200 إلى 500 كيلو وات. "كل كيلو وات قدرة فى المحطة يمكنه توليد ما بين 1750 إلى 1800 كيلو وات ساعة كهرباء فى السنة، وذلك بالنسبة للمحطات التى سوف تقام فى القاهرة، بشرط تركيبها بشكل سليم وفى الاتجاه والميل الصحيح المواجه لأشعة الشمس"، كما يقول توفيق. ويوضح رئيس شركة كايرو سولار أن هناك نوعين من محطات الطاقة الشمسية التى يتم توصيلها بالشبكة القومية للكهرباء، الأولى محطات تقوم بإنتاج الكهرباء من خلال الألواح الشمسية وضخها فى الشبكة القومية مباشرة، ولا يمكن تخزين الكهرباء المنتجة منها أو الاستفادة منها فى الاستهلاك الخاص، وهو النوع الذى قام بتنفيذه فى منزله. وهذا النوع هو "الأكثر انتشارا والأقل تكلفة وعائده أكبر حيث يتم بيع كامل الإنتاج من الكهرباء المولدة للحكومة"، كما يقول توفيق، مشيراً إلى أن تكلفة بناء أصغر محطة من هذا النوع (بقدرة 6 كيلو وات) تبلغ 67 ألف جنيه. أما النوع الثانى فهو محطات تتميز بأنها متصلة ببطاريات لتخزين الكهرباء تقوم بتغذية المنزل بالتيار الكهربائى فى حال انقطاع الكهرباء. إلا أن تكلفة النوع الثانى تزيد على النوع الأول بسبب تكلفة بطاريات التخزين والتى تحتاج إلى تغيير كل فترة تصل فى أحسن الأحوال إلى 10 سنوات. ولا يحقق النوع الثانى نفس عائد النوع الأول حيث يتم استهلاك جزء من الكهرباء المولدة فى حالة انقطاع التيار بدلا من بيع كامل الإنتاج للحكومة، تبعا لتوفيق، مشيرا إلى أن الكهرباء التى يتم تخزينها فى البطاريات لا يمكن الاعتماد عليها فى تغذية استهلاك المنزل بالكامل، وإنما فى الاستخدامات الخفيفة فقط مثل الإنارة، وأجهزة التليفزيون وبعض الأجهزة الكهربائية وليس فى الأجهزة كثيفة الاستهلاك للكهرباء مثل تلك التى تستخدم فى التدفئة أو التبريد. وبحسب توفيق، فإن النوع الأول من المحطات لا يحتاج إلى مصاريف صيانة مرتفعة وهو لا يتطلب سوى تنظيف الألواح الزجاجية بالماء كل أسبوع أو عشرة أيام، لإزالة الأتربة. وقال توفيق إن المنازل المناسبة لهذا المشروع هى المبانى المنخفضة والتى لا يمنع عنها أشعة الشمس أية مبانٍ مرتفعة مجاورة، مثل الفيلات والشاليهات والمستشفيات والنوادى والمدارس والجامعات والمصانع، بالإضافة إلى المنازل فى الأرياف والصعيد حيث ارتفاعات المنازل منخفضة. ويمكن لأى منزل فى مصر تكرار تجربة هشام توفيق، وذلك بالتوجه إلى إحدى الشركات المؤهلة من وزارة الكهرباء لتركيب محطات الطاقة الشمسية، والتى يبلغ عددها نحو 75 شركة، بحسب الموقع الإلكترونى لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة. الشركة سوف تقوم بدورها بمعاينة موقع المحطة والتأكد من ملائمته للمشروع وعمل القياسات المطلوبة، وتحديد قدرة المحطة المناسبة للموقع، ليتم التوقيع بعد ذلك مع شركة التوزيع الحكومية التى يتبعها المنزل لشراء الطاقة المولدة من المحطة الشمسية، وتركيب العداد الذى يحتسب الطاقة المولدة. وعن التحديات التى تواجه هذا النشاط، قال توفيق إن أسعار شراء الكهرباء من المنازل منخفضة ولا تشجع المواطنين على خوض هذه التجربة، مطالبا الحكومة أيضا بإتاحة تمويل ميسر للمواطنين لتشجيعهم على المشروع. وقالت وزارة الكهرباء عند إعلان أسعار شراء الكهرباء من المنازل والقطاع الخاص إن وزارة المالية ستقوم بتوفير تمويل بنكى مدعم وبشروط ميسرة للمحطات المنزلية والأقل من 200 كيلو وات بفائدة 4% ومن 200 إلى 500 كيلو وات بفائدة 8%، إلا أنها "لم تفعل حتى الآن"، بحسب توفيق. وقال توفيق إن الشركات المؤهلة لتركيب المحطات تعمل حاليا على تكوين جمعية لتطوير المهنة والتأكد من تأهيل الفنيين والعاملين بهذا المجال ووضع معايير لضمان كفاءة وجودة تركيب المحطات.