سياسة

مركز الدراسات الاستراتيجية و الدبلوماسية يسلط الضوء على التحديات و الفرص بالمناطق الحدودية

مراد الشارني | السبت، 4 أفريل، 2015 على الساعة 21:26 | عدد الزيارات : 4187
نظم مركز الدراسات الإستراتيجية و الدبلوماسية ، اليوم السبت 4 أفريل 2015 ، ندوة حوارية تحت عنوان "المناطق الحدودية التحديات و الفرص" ، وذلك بحضور خبراء و مختصين في مجالات الاقتصاد و التنمية و الأمن.  

 

موقع «زووم» كان حاضرا ، في نزل افريكا بالعاصمة ، أين انعقدت الندوة ، و في ما يلي حوصلة ، لأهم ما جاء في الندوة و ملخص لمداخلات الحاضرين :

 

إطار الندوة

 

افتتح الندوة الدكتور رفيق عبد السلام وزير الخارجية السابق و رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية و الدبلوماسية ، بكلمة تأطيرية ، قدم فيها الخطوط العريضة ، و أهم المحاور ، بعد أن تحدث على أهمية المناطق الحدودية ، في علاقة بالوضع الداخلي التونسي من جهة ، و كذلك علاقة تونس مع جيرانها الجزائر و ليبيا

 

التجارة و التهريب في سياق العولمة

 

قدم الدكتور كمال العروسي ، الباحث في الاقتصاد و التجارة العالمية ، في مداخلته ، جملة من المفاهيم المتعلقة "بالعولمة"، كما تحدث عن احتكار ما اسماه "المركز المالي و التكنولوجي للعولمة" وهي الولايات المتحدة الأمريكية لمفاصل التجارة "العبر وطنية" من خلال الشركات متعددة الجنسيات..و أكد العروسي أن القوى الاستعمارية القديمة و الولايات المتحدة تتصارع و تتنافس على حماية مصالحها التجارية في العالم من خلال ربط الإرهاب بالتهريب ، كما أن بعض الأطراف تؤجج بؤر التوتر في المناطق الحدودية بمختلف أنحاء العالم كلما شعرت بتهديد لمصالحها الاقتصادية لمسالكها التجارية الدولية .

 

عوائق التنمية في المناطق الحدودية

 

الأستاذ بالجامعة التونسية و وزير التنمية السابق جمال الدين الغربي ، أعطى بدوره بسطة عن واقع التنمية بالمناطق الداخلية و الحدودية ، بعد أن قدم أرقام وصفها "بالمفزعة" حول الواقع الاجتماعي و الاقتصادي بهذه الجهات. الغربي تحدث أيضا في مداخلته عن "النظرة الدونية" لأهالي هذه المناطق و الصورة النمطية التي تصورها بعض المؤسسات الإعلامية و بعض الأعمال الثقافبة التي تقدم دائما أهالي جندوبة مثلا على أنهم غير قادرين على المشاركة في خلق الثروة (رغم امتلاك مناطقهم لموارد هائلة تُحول عائداتها للبنوك و منها لمراكز نفوذ أخرى) و عاجزين عن الفعل الاقتصادي كما تطرق الغربي لغياب الأطر و المؤسسات و التشريعات التي تحفز سكان هذه المناطق على المشاركة في الدورة الاقتصادية عبر الاستثمار و بعث المشاريع. ثم ختم الأستاذ الغربي مداخلته بتقديم بعض التصورات للنهوض بالتنمية في هذه الجهات مؤكدا على ضرورة التعاون في هذا المجال مع الجارتين الجزائر و ليبيا

 

رؤية مستحدثة في تنمية المناطق الحدودية

 

الصادق جبنون ، الخبير مالي و الباحث في فرص الاستثمار ، تحدث عن بعض التجارب المقارنة في تنمية المناطق الحدودية. و تمحورت مداخلة جبنون على نموذج مقاطعة " سارلاند" ، وهي منطقة حدودية بين ألمانيا و فرنسا ، حيث بين المتدخل كيف يمكن تحويل منطقة حدودية "معزولة" إلى مركز للتعاون و فرص الاستثمار بين الدولتين و لفت جبنون الانتباه إلى ضرورة البحث عن مصادر أخرى للتمويل و التعاون المالي و الاقتصادي (الصين مثلا) من قبل الدولة التونسية ، و عدم الاقتصار على صندوق النقد الدولي..

 

تنمية المناطق الحدودية و الأمن الوطني

 

و بخصوص العلاقة بين الأمن و التنمية بالمناطق الحدودية ، أشار التخصص في علم النفس و الإطار الأمني السابق بوزارة الداخلية يسري الدالي ، إلى إن النظام السابق و بعض مراكز النفوذ اعتمدت دائما على ثنائية «الأمن مقابل التنمية» . كما أكد الدالي على أهمية معالجة ما أسماه أزمة الثقة بين الأعوان و الإطارات الأمنية فيما بينهم في هذه المناطق من جهة ، و بين أعوان و إطارات الوحدات الأمنية و أهالي المناطق الحدودية من جهة ثانية..كما أكد الدالي على ضرورة إعادة النظر في مقاييس الانتداب و معايير تعيين الأعوان و الإطارات الأمنية في هذه المناطق.