سياسة

يعتمدها الإرهابيّون في هجماتهم، تعريف استراتيجية "الذئاب المنفردة"

كريمة قندوزي | السبت، 28 مارس، 2015 على الساعة 10:49 | عدد الزيارات : 5816
انتشرت منذ مدة تسمية جديدة وصف بها الخبراء العمليات الإرهابية التي تستهدف أماكن من فترة لأخرى وهي : "الذئاب المنفردة".

وتمّ تداول هذه التسمية في تونس بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف سياحا بمتحف باردو، نفّذه شخصين كان بحوزتهما أسلحة كلاشينكوف، قنابل وأحزمة ناسفة.

من هي "الذئاب المنفردة" وكيف تنفذ هجوماتها، متى وأين ؟ كلّها أسئلة أجاب عنها مقال نشره موقع الجزيرة :

من هي الذئاب المنفردة :

الذئاب المنفردة هم أشخاص يقومون بهجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، وبات يطلق هذا الوصف أيضا على هجمات فردية تنفذها مجموعات صغيرة من شخصين أو ثلاثة كحد أقصى، وهي إستراتيجية جديدة تعتمدها الجماعات الجهادية وخصوصا تنظيم الدولة.

وتصف صحيفة "واشنطن بوست" ظاهرة "الذئاب المنفردة" بـ"الكابوس الجديد"، بينما تعتبر صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية منع "الذئاب المنفردة" من ارتكاب "أعمال إرهابية" يمثل التحدي الأكبر للأجهزة الأمنية في الغرب.

ويشير خبراء أمنيون إلى أن الأشخاص الذين يتصرّفون بطريقة فردية يمثلون خطرا أكبر من تنظيم الدولة أو تنظيم القاعدة والتنظيمات المتفرّعة عنه. وتوقعوا أن يصبح هذا "التكتيك" الجديد أكثر بروزا في الأشهر المقبلة.

وبالعودة إلى أصول التسمية، تظهر أنها غير مرتبطة فقط بالجماعات الجهادية، فهي تعبر عن أي شخص يمكن أن يشن هجوما مسلحا بدوافع عقائدية أو اجتماعية أو نفسية أو حتى مرضية.

المجنون والشرير

وتلفت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن هناك نوعين من "الذئاب المنفردة" هما "المجنون والشرير"، وتدلل الصحيفة على ذلك بالطبيب النفسي الأميركي نضال حسن، الذي أطلق النار في قاعدة "فور هود" العسكرية وقتل 13 عسكريا عام 2009، ورفض الاعتراف بأنه "مذنب".

في المقابل تتحدث الصحيفة عن المهاجر الإيراني مان هارون مونيس، الذي احتجز عشرات الرهائن في مقهى بسيدني خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، وكان يعاني من اضطرابات نفسية. ووصفه محاميه السابق بأنه مصاب بجنون العظمة، ناهيك عن أنه كان له سجل جنائي وعمل في السحر.

بدورها تشير الديلي تليغراف إلى حادثة قيام المواطن الكندي مايكل زحاف بيبو بقتل جندي وإطلاق النار داخل البرلمان في العاصمة الكندية أوتاوا. وترجح الصحيفة أن يكون الهجوم رد فعل على قرار كندا المشاركة في العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة. وتوضح أنه مأخوذ حرفيا من أدبيات تنظيم القاعدة الذي يطالب أنصاره بقتل الأوروبيين والأميركيين "الكفار" متى سنحت الفرصة.

وتعدد الصحيفة أشكال العمليات التي يمكن أن تقوم بها "الذئاب المنفردة"، كزرع قنابل ذاتية الصنع في أماكن مختلفة، أو شن هجوم فردي بالسلاح كما فعل اليميني المتطرف أندريه بريفيك في النرويج عام 2011، وأدى إلى قتل العشرات احتجاجا على سياسة بلاده في مسألة هجرة الأجانب إليها.

وتشير إلى أن منع مثل هذه الهجمات أمر شديد الصعوبة ما لم تكن لدى السلطات معلومات عن نية الشخص القيام بمثل هذا العمل.

دعوة للقتل

وتتزايد مخاوف الأوروبيين والأميركيين من تشجيع "المتطرفين" على القيام بمثل هذه الأعمال المنفردة بدلا من العمل بشكل جماعي لتنفيذ خطة يكون كشفها أسهل.

ويبدو أن الخوف من تحول المقاتلين الأجانب العائدين من العراق وسوريا إلى "ذئاب بشرية" تنفذ عمليات تهز الدول التي خرجوا منها بات واقعا، الأمر الذي دفع قائد شرطة "إسكتلنديارد" للتحذير من المخاطر التي تهدد الأمن البريطاني بسبب الشباب الذين يسافرون من بريطانيا للانضمام لصفوف الجهاديين في سوريا، ويبلغ عددهم أسبوعيا نحو خمسة.

وفي السياق، تشرح الديلي تليغراف أن هؤلاء الشباب يعودون لبريطانيا بعد تشبعهم بأفكار الجماعات الإسلامية، إضافة إلى "من يتحولون إلى التطرف نتيجة متابعتهم للفكر المتطرف الموجود على الإنترنت الذي يدعو أتباعه إلى قتل المواطنين الأبرياء تقربا إلى الله".