سياسة

شركة الخطوط التونسية : مخطط التفليس والتفويت يطل من جديد

زووم تونيزيا | السبت، 28 مارس، 2015 على الساعة 00:47 | عدد الزيارات : 1887
لا يخفى على أحد أن الثورة التونسية أنقذت شركة الخطوط التونسية من مخطط لتفليسها خلال سنة 2011 وأن الناقلة الوطنية تكبدت خسائر كبيرة جراء الأعباء الثقيلة التي كبلها بها نظام المخلوع خصوصا باقتناء طائرتين رئاسيتين بمواصفات ملكية وبتكفل الشركة بنفقات طائلة لشركات مشبوهة.

 

بعد الثورة ومع الوضع الاقتصادي العالمي الصعب والزيادات في أسعار المحروقات ثم الاتفاقيات الاجتماعية والزيادة في الأجور أصبح لزاما وضع برنامج انقاذ للشركة وهو ما تم فعلا من طرف حكومة علي العريض حيث تم اقرار برنامج اصلاح دعم الشركة بما يفوق 167 مليون دينار والتخلي عن عديد الديون التي كانت عبئا ماليا ثقيلا وتم اقرار برنامج الاصلاح في جلسة وزارية على أن يتم تفعيله ابتداءا من 2014 وتسريح 2000 من أعوان الشركة حيث تم بالفعل تخصيص مبالغ احالتهم على التقاعد المبكر. وتم الاتفاق على التفويت في الطائرتين الرئاسيتين بما يسمح بعودة الشركة للربح انطلاقا من 2016.

 

وبعد كل هاته الخطوات توقف كل شيء فجأة مع حكومة المهدي جمعة ورغم الوضعية الحرجة للشركة فلم يتم تفعيل برنامج الاصلاح لا من طرف حكومة مهدي جمعة ولا من طرف حكومة الصيد. وأدى هذا التلكؤ الغريب وسط صمت عجيب ممن كانوا لا يتركون فرصة للبكاء على حال الغزالة ابان الثورة الى تواصل تدهور وضعية الغزالة نحو نقطة اللاعودة رغم مئات المليارات التي ضختها الدولة ورغم التفويت في احدى الطائرتين الرئاسيتين لملياردير سعودي لم يكشف عن هويته.

 

وحتى اختفاء خدمات الأكل من رحلات الخطوط التونسية منذ شهرين تقريبا ورغم الفيديوهات الفضيحة التي تناولتها مواقع التواصل الاجتماعي لمطاعم الشركة التي تزود تونيسار بالأطعمة فان كل هذا لم ينفع في ايقاظ المسؤولين من سباتهم المشبوه.

 

وفي تطور قد يكون رصاصة الرحمة للغزالة تم الاصرار على ايقاف رحلات الخطوط التونسية الى المطارات الليبية وهي السوق الأولى للشركة والمصدر الأول للمداخيل بالعملة الصعبة لشركة الخطوط التونسية ولتونس بصفة عامة.

 

السؤال هنا لماذا يقع منع المسافرين القادمين من ليبيا أو الذاهبين اليها عبر طائرات الخطوط التونسية في حين يتواصل تنقل الأشخاص بصفة طبيعية عبر الحدود البرية وهل لدى المسافرين برا صكوك براءة من الارهاب لا يمكن السفر بها على متن طائرات الخطوط التونسية.

 

أما من جهة أمن المطارات فمتابعة الوضع يمكن أن تتواصل بطريقة يومية كما كان الأمر منذ اندلاع الثورة الليبية بدون مشاكل تذكر. ألا يعرف المسؤولون عن البلاد أن مداخيل السياحة بين تونس وليبيا هي المورد الأول للعملة الصعبة وليست الأسواق الأوروبية ذات الدخل المتراجع أصلا والمتقهقر حتما. لم يحدث طارئ مختلف عن الوضع منذ الثورة الليبية اللهم الا تفاصيل سرية حملها رئيس الجمهورية معه الى قمة شرم الشيخ لتقديم قربان جديد لحلفائه العرب.

وان كان للقربان ثمن فهل سينال الغزالة نصيب من العطايا أم أنها قد تصبح قريبا شركة بكفاءات تونسية وشريك استراتيجي اماراتي يمكنه الحصول علىأسهم الشركة بثمن زهيد ثم الاستفادة من برنامج الاصلاح المجمد لتعود الغزالة للتحليق عاليا لكن هذه المرة بألوان مختلفة وبعد أن تفوت في لقبها التاريخي "الناقلة الوطنية".