بدل العلاج الكيماوي المرهق للمريض. العلاج المناعي بدأ في تحقيق نتائج مدهشة، ولكن الاستجابة له تختلف باختلاف المرضى ونوع السرطان. تنشيط الجهاز المناعي في جسم الإنسان لمحاربة السرطان رؤية قديمة سائدة بين الأطباء. لكن المشكلة التي استمرت عقوداً من الزمن كانت النجاح في ذلك. وفي القرن الماضي، شارك الكثير من مرضى السرطان اليائسين في تجارب العلاج المناعي، إلا أنهم توفوا في نهاية الأمر. لكن المركز الألماني لأبحاث السرطان في هايدلبرغ أكد أن الجهاز المناعي في الجسم يتعرف على بعض أنواع الأورام بشكل أفضل من الأنواع الأخرى. فعلى سبيل المثال، يمكنه التدرب على محاربة سرطان الخلايا الصبغية (الميلانوما)، الذي يعتبر أخطر أنواع سرطان الجلد. وفي الوقت الراهن، يجري تطوير علاجات مناعية جديدة من قبل كبرى شركات الأدوية خصيصاً لهؤلاء المرضى. كما أدرجت دورية "ساينس" العلمية الشهيرة العلاج المناعي للسرطان على رأس قائمتها للإنجازات العلمية لعام 2013، بعدما "عززت استراتيجية العلاج إمكانياتها في النهاية". وبعد مرور عام على ذلك، ما تزال أغلب العلاجات في طور التجريب وفي مراحل مختلفة من التطوير. وفي حين يستجيب بعض المرضى بشكل مدهش للأدوية الخاصة بالعلاج المناعي، بحسب أوتمار فيستلر، الذي يعمل في المركز الألماني لأبحاث السرطان، إلا أنه يرى بأن "لا أحد منا يمكنه التنبؤ في الوقت الحاضر بما إذا كانت هذه الاستجابات طويلة الأمد. وعندها يمكن القول بكل يقين إننا توصلنا إلى علاج".