للإجابة على هذا السؤال بشكل فعَّال، علينا أن نعود إلى نقطة البداية؛ ما هي “ريادَة الأعمال”؟ نحتاج المزيد من الإدراك والفَهْم لكلمة – ريادة الأعمال. رائد الأعمال هو مالك أو مدير مشروع يدرّ المال عن طريق الخوض بالمخاطرة والابتكار. وبعبارةٍ أخرى، ريادة الأعْمال هي ببساطة مُمَارسة تصنع رائد الأعمال – الشخص الذي يخوض بالمخاطرة لبدء مشروع تجاري جديد. طالما أن الأمر كذلك، ينبغي أن يكون السؤال المنطقي هو: هل كل شخص لديه القدرة على أخذ زمام المُبادرة والمُخاطرة لبدء مشروع تجاري جديد؟ كلمة السرّ هنا هي القدرة. إذًا، هل جميعنا كبشر نمتلك القدرات والإمكانيات لنصبح “رواد أعمال”؟ الإجابة – كما ستكتشفون ذلك قريبًا – هي نعم! لكن لا تحكموا على ما ذكرناه الآن، دعونا نتعمَّق أكثر لكشف النقاب عن هذا اللغز. وللقيام بذلك، سنبحث في ثلاثة مسارات رئيسية كشفت الأبحاث أنها السُّبُل التي يتَّخِذها الناس ليصبحوا رواد أعمال.
كيف تصبح رائد أعمال؟ 3 طرق للدخول في عالم ريادة الأعمال
هناك ثلاثة طرق أساسية لبدء أي مشروع تجاري جديد. أي، هناك ثلاثة طرق لتدخل عالم ريادة الأعمال وتصبح رائد أعمال؛ وهو أن يكون؛ لديك خبرة -تقنية لديك فكرة- لديك رغبة.
لديك خبرة تقنية :
ولعلَّ هذا هو النموذج الأكثر شهرة، خاصة في الآونة الأخيرة. هناك أسماء مخترعين حازوا على تلك الشهرة، مثل: صاحب سيارات فورد، أو مخترع المصباح، أو مؤسسا قوقل، أو صاحب الفيس بوك، أو مؤسس مايكروسوفت، وبالتأكيد صانع الآيفون. لا أنصح باتخاذ هؤلاء كقدوة لنا باعتبارنا عرب مسلمين، وإنَّما لننظر فقط إلى أعمالهم فحسب. هؤلاء وغيرهم، قامت اختراعاتهم الاستثنائية كأسباب لتغيير مجريات العالم. فقد غيرت التقنية التي استخدموها الطريقة التي يمضي بها العالم نحو الأمام. ربما هي عقول موهوبة في التقنية، لكنها – وكما نعلم – لن تنتفع بذلك في الآخرة. عندما يفكر الناس في كلمة “ريادة الْأعمال”، فإن أمثال ما ذكرناهم – أو غيرهم – هم أول من يتبادرون إلى الأذهان، وهذا أمر متوقَّع. لكن اسمحوا لي أن أقول، إن تلك الاختراعات قد تكون معيارًا عندما يتعلَّق الأمر بريادة الأعمال. فالتقدُّم التقني لا يستجيب لاحتياجات السوق الحالية. وإنما يقوم بخلْقِ احتياجاتٍ وأسواق جديدة، لم تكن موجودة من الأساس قبل ذلك. والقدرة على ابتكار تقنيات متقدمة غالبًا ما تدعونا لنتساءل ما إذا كان بإمكاننا أن نصبح رواد أعمال في يومٍ من الأيام أم لا. فإن تأثير تلك الاختراعات في العالم تجعل البعض منا يبدو وكأنه يلعب. لا أستطيع مساعدتكم في ذلك، لكن أتساءل ما إذا تمكَّنَّا من تحقيق أي من هذه الانتصارات التقنية في حياتنا. ربما لم أتعرَّف على شخصيتك جيدًا كقارئ، لكني بالتأكيد أسأل نفسي هذا السؤال. أعني، أن أمثال هؤلاء لا يزالون بشرًا مثلنا، في حين أنهم ابتكروا احتياجات المستقبل.
لديك فكرة :
إذا تابعتم عن كثب رواد الأعمال الذين أنشأوا مشاريع صغيرة ناجحة من خلال تقدم فكرهم التقني؛ ستجدونهم أولئك الذين لديهم أفكار تجارية كبيرة. إنهم لم يخترعوا التقنيات الحديثة، وإنما قاموا بالتفكير في أفكار خارقة، أفكار تغير تمامًا طبيعة منتج ما أو خدمة أو حتى قطاع بأكمله. ثم تُتَرْجَم تلك الأفكار الخارقة لتتمثَّلَ في مشاريع تجارية جديدة. وكما تعلمون، إن تلك الأفكار عادة ما تكون تحسُّنًا جذريًّا أو تغيير نمط الأعمال القائمة. فإنها تحوّل هذه الأعمال القديمة رأسًا على عقب، وتتوصَّل إلى طرقٍ غير عادية لحل نفس المشكلة بشكلٍ أسرع، أو أفضل، أو أقل تكلفة، من جميع الأعمال الموجودة في السوق. العبقرية = تكمن في التفكير في طرقٍ جديدة تجمع بين: أداء المهام المختلفة والمتنوّعة + نهجٍ جديد لحلِّ مشكلة ما + إنشاء منتج معين + مع تقديم خدمة ما. هناك أمثلة لديها شعبية كبيرة لمثل ما سبق، على غرار ماكدونالدز أو موقع أمازون، وغيرهم. هذا النوع من الأفكار نستطيع تسميتها بـ “فكرة تدرّ الملايين”. فهي ليست كالأفكار اليومية. وهي كذلك لا تأتي لمن لديه ذكاء خارق. إنها تأتي فقط لمن لديه استعداد أن يفكِّرَ بهذه العقلية، فقط الاستعداد.
لديك رغبة :
وهي آخر الطرق، لكنه بالتأكيد ليس أقل الطرق أهمية حتى تصبح رائد أعمال لتبدأ مشروعك التجاري الصغير، لابد من وجود الرغبة – سمِّهَا إن شئت “شغف”/”وَلَع”/”عاطفة”، كلها تؤدي لنفس المعنى -. من بين كافة الطرق الثلاثة التي تجعلك “رائد أعمال”، لعل هذا هو أسهل مستوى لدخول الجميع في هذا العالم. أي إنسان لديه استعداد للمبادرة والمخاطرة التي تتطلّبها ريادة الأعمَال سيمضي على ما يرام عبر الطريق الثالث. هذا النوع من ريادة الأعمال لدينا جميعًا، أليس كذلك؟ بالمقارنة مع الخيارين الآخرين، فإنه الأسهل والأقل تهديدًا لنصبح رواد أعمال من خلال البدء في مشروع تجاري جديد باستخدام الشغف والعاطفة تجاهه. الأول يتطلَّب مستوىً كبيرًا من العبقرية الخلَّاقة في مجالٍ ما. والثاني يتطلَّب درجةً كبيرةً من البصيرة والْفُرَص. لكن بدء مشاريع صغيرة ناجحة من خلال رغبتك فيها لا يتطلَّب أي موهبة نادرة الوجود. بالإضافة إلى أنك لست بحاجة إلى أن تصبح عبقريًّا حتى تمتلك الرغبة. ولا تحتاج إلى البصيرة والفُرَص لتحصل على الشَّغَف. كل ما تحتاجه أن يكون لديك رغبة في الحياة.