وهنا نجد بأن على الجهات المعنية وأصحاب الأموال الاستثمارية تبنّي هذه الإبداعات وتحقيقها لتغدو مكاسباً تعمّ فوائدها على الجميع. وكريادي أعمال أو صاحب فكرة مشروع ناشيء فأنت الوحيد القادر على جذب انتباه شركات الاستثمار إليك، لذا فإنه يتطلّب منك أن تتحلّى ببعض الصفات الضرورية لإقناع أصحاب الاستثمارات بفكرتك، حتى تتبناها وتصبح مشروعاً ناجحاً. ويُجدر بالذكر هُنا أن الأفكار التكنولوجية والتي تتخذ من شبكة الإنترنت سبيلاً للوصول إلى المستهلكين هي الأنجح على الإطلاق في الوقت الحالي؛ كوّن أن الاستثمارات الإلكترونية سجّلت حضورها القوي خلال السنوات الماضية من خلال تبنيّها لأفكار مواقع وتطبيقات على الإنترنت والأجهزة الذكية من شأنها أن تقدم الخدمات للناس بكل سهولة ويُسر وتوفر عليهم الوقت والجهد. وهُنا قد برزت شركات ومجموعات استثمارية كمجموعة آي مينا القابضة “iMENA Group” التي دعمت أصحاب الأفكار الناشئة لتطبيقها عملياً وتسخير الإنترنت مركزاُ لها. حيث ظهرت استثماراتها في العديد من المجالات؛ كالإعلانات المبوّبة التي تبنّاها موقع السوق المفتوح، وموقع Reserveout لتقديم خدمة الحجوزات عبر الإنترنت، إضافةً إلى خدمة طلب التاكسي عبر تطبيق EasyTaxi على الهواتف الذكية. كل هذه المشاريع وغيرها الكثير كانت أفكار ناشئة قدّمها أصحابها بطريقة مقنعة مبنيّة على دراسة ووعي وإدارك لتتبناها شركة استثمارية مثل آي مينا وتكلّلها بالنجاح. وهُنا يكمن السؤال: كيف تقدّم فكرتك الناشئة للشركات الاستثمارية ؟! .. عليك أولاً أن تتحلّى بالثقة والإيمان بقوة فكرتك وملامستها لاحتياجات السوق والناس. عليك أن تعي قدرة فكرتك على مواكبة التطوّر والنموّ بعد فترة من الزمن. عليك أن تعرض فكرتك بطريقة مدروسة ومبنيّة على أسس سليمة تنم عن فهمك واقتناعك بها. عليك أن تعرف الجهة المستهدفة من فكرتك، وذلك بتحديد وجهتها القائمة على نظرة شمولية لوضع السوق الحالي واحتياجاته. عليك أن تضع نظرة مستقبلية لفكرتك ما إن سارت حسب خطوات معينة يتم تقدير نجاحها نسبياً. عليك أن تضع خطة واضحة المعالم لتسير عليها فكرتك، من حيث فريق العمل الذي تحتاجه، راس المال المطلوب وما إلى ذلك من خطوات تضمن نجاح المشروح دون أي عبء مادي قد يذهب سُدىً. عليك أن تعرض فكرتك على المستثمر بطريقة سلسة يسهل فهمها، فهو قد لا يكون لديه خبرة في مجال ما تكون فكرة مشروعك موجهة له. كل هذه النقاط ستدعم قابلية شركات الاستثمار لتبنّي مشروعك ومنحك حرية التصرّف به بشرط إثبات جدارتك من خلال النتائج المُرضية والتي جاءت ملائمة لتوقعاتك. تذكر دائماً أن قوة مشروعك مستمدة من قوة فهمك وعرضك له، هذا ما سيجذب الاستثمارات بلا شك لتطبيقها عملياً ودعمها مادياً وإدارياً.