كما أنك لن ترى خطوط هذا المثلث عند عبورك فوقها، ولكن وفقاً لبعض الأشخاص، فإن مثلث برمودا هو مكان حقيقي، اختفت فيه عشرات السفن والطائرات والأشخاص بدون أي تفسير مقنع، فمنذ أن قامت مجلة (Argosy Magazine) بصياغة عبارة “مثلث برمودا” في عام 1964، واصل هذا المثلث بجذب انتباه العالم إليه، ولكن في الحقيقة عندما نتعمق في معظم الحالات، نجد أن الأمور تصبح أقل غموضاً، وقابلة للتفسير. ولكن هل هذا يعني أن جميع الأشخاص الذين تحدثوا عن تجاربهم الغريبة في مثلث برمودا هم كاذبين؟ ليس بالضرورة أن يكون جميع هؤلاء الأشخاص كاذبين، كون العلماء وثقوا بعض الانحرافات عن القواعد الأساسية في منطقة مثلث برمودا، حيث وجدوا بعض التشكيلات المثيرة للاهتمام في قاع البحر داخل حدود المثلث، لذا، نقول لمحبي التعلق بالغرائب، بأن هناك دخاناً أنتج هذه النار. موقع مثلث برمودا على الرغم من عدم وجود أي توثيق رسمي لموقع مثلث برمودا، إلا أن الأبحاث تشير إلى أنه يقع قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة في المحيط الأطلسي، وإن هذا المثلث الوهمي يغطي مساحة تقدر بحوالي 500.000 ميلاً مربعاً، وقد تمت تسمية المنطقة باسم برمودا تيمناً باسم قمة المثلث التي تدعى جزيرة برمودا والتي كانت تعرف سابقاً باسم “جزيرة الشياطين”، كون الشعاب المرجانية حطمت العديد من السفن الشراعية التي تبحر بالقرب من شواطئ الجزيرة، حيث يلاحظ وجود الكثير من حطام السفن في المياه المحيطة بالجزيرة. نشأة الأسطورة بدأ مثلث برمودا بالظهور إلى العلن كمنطقة غامضة، عندما حظي بتغطية إعلامية في عام 1945 عقب اختفاء خمسة من ضباط البحرية في المنطقة، وكان سبب الاختفاء يعود بالأصل إلى خطأ قائد سرب الطيران، ولكن أعضاء عائلة قائد السرب لم يتقبلوا ذلك، وأقنعوا قيادة البحرية بتغيير سبب الحادث ليصبح لأسباب غير معروفة، اكتسبت بعدها أسطورة المثلث زخماً إعلامياً، وذلك حين قام المراسل (جونز) بعرض لائحة للاختفاءات الغامضة للسفن والطائرات بين ساحل فلوريدا وجزيرة برمودا، وبعدها بعامين، قام (جورج ساند) بكتابة مقال في مجلة (Fate) بعنوان “لغز البحر يطرق بابنا” وكانت المقالة تتحدث عن سلسلة من حالات الاختفاء البحرية الغريبة التي لم تترك أثراً، والتي حدثت في السنوات القليلة الماضية في المثلث المائي الذي يحدده ولاية فلوريدا، وبرمودا، وبورتوريكو، ومنذ ذلك الحين وقعت حوادث كثيرة، تم تحليها وإعادة تفسيرها لتوافق الأسطورة، وفي عام 1964، قام (فنسنت جاديس) من مجلة (Argosy) بإعطاء المنطقة اسم مثلث برمودا ضمن مقاله الذي عنونه “مثلث برمودا القاتل”، وفي عام 1975، اتصلت (ماري مارجريت فولر)، رئيس تحرير مجلة “Fate”، بشركة التأمين البريطانية (لويدز لندن) للحصول على إحصائيات حول مبالغ التأمين التي دُفعِت عن الحوادث التي تقع داخل حدود مثلث برمودا، ووفقاً لسجلات شركة (لويدز) فإنه تم الإبلاغ عن 428 حالة فقدان لسفن من جميع أنحاء العالم بين عامي 1955 و 1975 في تلك المنطقة، وبيّنت الشركة أن الحوادث في هذه المنطقة كانت مماثلة لأي منطقة أخرى في أي مكان آخر في العالم، ولكن بعض المهتمين بأسطورة المثلث يشيرون إلى أن احصائيات الشركة ليست دقيقة، كون الشركة أساساً لا تؤمّن سوى على السفن، وبالتالي فإنها لم تضمّن تقريرها عدد القوارب الصغيرة أو اليختات أو الطائرات الخاصة التي فُقدت بالمنطقة، وتوالت بعدها المزيد من المقالات والكتب والأفلام التي تغذي اسطورة المثلث، وتعللها بنظريات مختلفة التي تتراوح ما بين حالات الاختطاف التي يقوم بها فضائيون إلى وجود أخطبوط عملاق في المنطقة يسبب هذه الحوادث. بعض حالات الاختفاء الغريبة يشير العديد من موثقي أسطورة مثلث برمودا بأن هناك قائمة طويلة من السفن والطائرات فُقدت في هذه المنطقة، ولكن في الحقيقة فإن العديد من هذه السفن والطائرات لم تختفِ في مكان قريب من هذا المثلث، أو تم تفسير اختفائها في حدود المثلث بشكل منطقي وعقلاني، فعلى سبيل المثال، سفينة (ماري سيليست)، التي وجدت عائمة في عام 1872 بدون وجود أي شخص على متنها، وبدون وجود أي حالات لدمار أو لتخريب في السفينة، تبيّن فيما بعد أنها فُقدت على بعد عدة مئات من الأميال من مثلث برمودا. سفينة (S.S. Cyclops) : خلال الحرب العالمية الأولى كانت سفينة (U.S.S. Cyclops) تعمل على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة حتى 9 كانون الثاني/يناير 1918، حينها تم اسناد مهمة النقل البحري الخارجي لهذه السفينة، وكان من المقرر أن تبحر السفينة إلى البرازيل لتزويد السفن البريطانية بالوقود في جنوب المحيط الأطلسي، وقيل أن السفينة انطلقت من ريو دي جانيرو في 16 شباط 1918، وبعد توقف قصير في بربادوس من 3 إلى 4 آذار، لم تُر هذه السفينة أو يُسمع عنها ثانية، حيث اختفت بمن فيها من الأشخاص (306 شخصاً) دون تترك أي أثر. رحلة الطيران للبحرية الأميركية (Navy Avengers) رقم 19 : قصة مثلث برمودا الأكثر شهرة هي سر فقدان خمسة ضباط تابعين للبحرية الأميركية في عام 1945، ففي دورية روتينية قام بها سرب الطيران التابع للبحرية الأميركية متضمناً خمسة طلاب طيارين من ذوي الخبرة العالية، فجأة، بدأ البرج بتلقي رسائل من قائد السرب تشير إلى أن السرب قد تاه، وتوقفت البوصلات عن العمل، و كل شيء أصبح خاطئاً، وبعدها لم يُر هؤلاء الضباط، وأشارت تحقيقات البحرية أنه لا يوجد أدلة تفسّر اختفاء سرب الطيران، ولكن وقائع الأحدث تشير إلى أن خطأ قائد السرب الملازم (تشارلز تايلور) المتمثل بعدم اتباع تعليمات مركز القيادة، أدت إلى فقدان السرب، وبعدها أُسند لطائرتين تابعتين للبحرية الأميركية البحث عن سرب الطائرات، إلا أن إحدى الطائرتين انفجرت بعد وقت قصير من اقلاعها، والطائرة الأخرى لم تعثر على أثر للرحلة رقم 19. رحلة الطيران التجاري رقم (NC-16002) : في 28 كانون الأول / ديسمبر 1948، انطلق الكابتن (روبرت ليندكويست) في الرحلة التجارية رقم (NC-16002) من سان خوان- بورتوريكو إلى ميامي- فلوريدا، وتواصل مع برج ميامي عندما كان على بعد 50 ميلاً من المطار، وطلب تعليمات الهبوط، وفعلاً قام برج المراقبة بالرد على الطيار بالتعليمات، ولكن لم يتلق البرج أي رد بعد ذلك، وفُقدت الطائرة ولم تصل أبداً إلى المطار ولم يُسمع عنها بعد ذلك، وذلك على الرغم من أن العديد من التقارير أشارت إلى أنه لم يكن هناك أي مشكلة في الراديو وأن الطقس كان صحواً، ولكن وفقاً لتقرير التحقيق الصادر عن مجلس الطيران المدني، فإن الطائرة كانت تعاني من صعوبات كهربائية منذ البداية، وبطارياتها كانت بحاجة إلى إعادة شحن حتى تتمكن من التواصل مع برج المراقبة وحتى تعمل بوصلاتها بشكل صحيح، ولكن قائد الرحلة (ليندكويست) تجاهل التعليمات الموجهة له بالبقاء في سان خوان حتى اصلاح العطل، وتابع رحلته إلى ميامي، وفعلاً فَقَدَ (ليندكويست) اتصاله مع البرج في ميامي، ولكن برج سان خوان استطاع سماعه، وجميع محاولات الاتصال به بعد ذلك باءت بالفشل، ويفترض تقرير مجلس الطيران المدني أنه بسبب عدم القدرة على التواصل مع برج المراقبة، لم يتنبه الطيار إلى التغيّرات الجارية بسرعة الرياح، والتي أدت على ما يبدو إلى انحراف الطائرة بنسبة تصل إلى 50 ميلاً، كما أن الطائرة كانت محملة بوقود يكفيها لسبع ساعات ونصف من الطيران، ووفقاً لآخر اتصال للطائرة، يتبين بأنها حلقت لمدة ست ساعات، لذا فإنها من المحتمل أن تكون قد سقطت في خليج المكسيك بعد نفاد الوقود، ولم يتم العثور على الحطام، كون الحادث وقع في منطقة عميقة للغاية وأي بقايا للتحطم ستختفي بسرعة في هذه المنطقة. ناقلة (S. Marine Sulpher Queen) : كانت هذه الناقلة متجهة الى نورفولك بولاية فيرجينيا من بومونت- تكساس وهي محملة بـ15.000 طناً من الكبريت المنصهر، وفي 3 شباط / فبراير 1963، اتصل قبطان السفينة لاسلكياً بمركز المراقبة ليعطي تقريراً روتينياً عن موقعه، وأوضحت رسالته أنه بالقرب من مضيق فلوريدا، ولكن الناقلة لم تصل ابداً الى ولاية فرجينيا، وتبين بعد التحقيقات أن تسرّب الكبريت قد تسبب بانفجار الناقلة، وبأن تسرب غاز الكبريت سمّم طاقم السفينة مما منعهم عن إرسال نداء الاستغاثة، علماً أن فرق البحث استطاعت إيجاد بعض القطع من حطام السفينة. طائرة رقم (680) التابعة لساح الجو الأميركي الاحتياطي : في ليلة صحوة من عام 1965، انطلق طاقم طيران محنك من قيادة سلاح الجو الاحتياطي برحلة جوية على متن الطائرة رقم (680)، وفي طريقهم إلى جزيرة غراند تورك في جزر البهاما، هبطت الطائرة كما كان مقرراً لها في قاعدة للقوات الجوية في ولاية فلوريد، ومن ثم أقلعت في الساعة 7:47 مساء باتجاه جنوب جزر البهاما، ولكنها لم تصل ابداً الى وجهتها، وتشير التقارير بأنه لا يوجد أي دلائل على وجود مشاكل في الاتصالات اللاسلكية بالطائرة، كما أن طاقم الطائرة كان يضم مهندسي صيانة خبراء، فلو كان هناك مشكلة ميكانيكية على متن الطائرة، لاستطاع الخبراء حلها، علماً أنه تم العثور على بضعة قطع فقط من حطام الطائرة، وبشكل عام ليس هناك أي تفسير لاختفاء الطائرة (680). النظريات الغريبة الكائنات الفضائية ومملكة أتلانتس : تشير الاحصائيات بأن منطقة مثلث برمودا تتمتع بأعلى معدلات للمزاعم التي تشير إلى رؤية الأجسام الطائرة المجهولة (UFO)، لذا فإنه من غير المستغرب وجود نظريات عن اختطافات يقوم بها كائنات فضائية في هذه المنطقة، لا بل تجاوز البعض الحدود ليقول بأن منطقة مثلث برمودا هي بوابة إلى الكواكب الأخرى، ويعتقد الكثيرون أن منطقة المثلث هي موطن لمدينة اتلانتس المفقودة، التي تشتهر بتقنياتها المتقدمة مثل سلاح شعاع الموت، الذي يقال أنه دَمّر المدينة في نهاية المطاف، ويقول البعض أن سكان اتلانتس كانوا فضائيين قادمين من نجم الثريا، هذه التكهنات تعززت عندما زعم الغواص (راي براون) في عام 1970، بأنه استحصل على كريستال الطاقة الذي تشتهر اتلانتس، والذي يحتوي على طاقة غريبة، ويُزعم بأن بلورات الطاقة تُرسل أشعة من الطاقة التي تؤدي إلى العبث بالأجهزة الملاحية أو إلى تحطم المركبات. الشذوذ المغناطيسي : يشير الكتاب الذي ألّفه (روب ماكجريجور) و (بروس جرنون) بعنوان (الضباب: النظرية التي لم تنشر عن ظاهرة مثلث برمودا) إلى أن سبب ظاهرة مثلث برمودا هو وجود “ضباب الكتروني”، ففي 4 كانون الأول / ديسمبر 1970، كان (جرنون) ووالده يحلّقان فوق منطقة المثلث وكان الجو صحواً، عندما صادفا سحابة غريبة بحواف مستديرة تماماً، ويشير الكتاب بأن هذه السحابة بدأت تنتشر بسرعة كبيرة حتى شكّلت ما يشبه النفق، وعند دخولهما إلى داخل النفق استطاع (جرنون) ووالده مشاهدة خطوط على جدران النفق تتحرك بعكس عقارب الساعة، وعندها توقفت الأدوات الملاحية للطائرة وبدأت البوصلة بالدوران بشكل سريع بعكس اتجاه عقارب الساعة، أفاد بعدها (جرنون) بأنهما حاولا الاتصال بمركز التحكم بالطيران في ميامي، إلا أن المركز أجاب بأن الرادار لا يوضح وجود أية طائرة ما بين ميامي وبيميني وأندروس، ولكن بعد دقائق عاد المركز ليقول بأن الطائرة هي فوق ميامي، وأشار (جرنون) أنه من غير المعقول أن تكون الطائرة قد قطعت هذه المسافة من مكان السحابة إلى ميامي، كون هذه الرحلة تستغرق على الأقل 75 دقيقة، ويشير الكاتب بعدها إلى أن السحابة بدأت تزول بطريقة أشبه بزوال أشرطة الضباب، وعادت الأجهزة الملاحية للعمل بشكل صحيح، ووجد الطياران نفسيهما فوق شاطئ ميامي مباشرة، واستخلص الكاتب بأن هذا الضباب الالكتروني هو بوابة للسفر عبر الزمن، ويشير (جرنون) بأنه شهد هذه الظاهرة مرة أخرى عندما كان في رحلة جوية مع زوجته، كما أن العديد من الطيارين الآخرين زعموا أنهم مروا بتجارب مماثلة في ذات المنطقة، ويعتقد (جرنون) أن العواصف الكهرومغناطيسية القوية الموجودة داخل الأرض تظهر إلى سطح الأرض وتتركز في الجو وسرعان ما تختفي، تاركة خلفها الضباب الالكتروني، ووفقاً لـ(جرنون) فإن أحد العلماء السويديين أشار إلى أن الطاقة المغناطيسية فوق منطقة المثلث هي الأضعف على الكرة الأرضية وهذا هو سبب تشكّل الضباب الالكتروني في هذه المنطقة لا غيرها. أعطال البوصلة : جميع القصص التي تروى عن أسطورة مثلث برمودا، تتشابه في أن هذه المنطقة تؤدي إلى تغيّر إشارات البوصلة، حيث تشير البوصلة فوق هذه المنطقة إلى الشمال الحقيقي بدلاً من الشمال المغناطيسي، وهذا ما يسبب جنوح السفن والطائرات عن مساراتها. الثقوب الزرقاء : الثقوب الزرقاء هي عبارة عن كهوف داخل أو تحت الماء مملوءة بالماء والفراغات والتي يكون لونها أزرقاً، يظن البعض أن الثقوب الزرقاء قد تكون عبارة عن ثقوب دودية صغيرة موجودة في المنطقة، ويشيرون إلى أن هذه الثقوب قد تكون نقطة لعبور الأجسام الغريبة الفضائية عند وصولها الى الأرض من الأبعاد الأخرى. النظريات المعقولة إن معظم التفسيرات المنطقية للحوادث التي تحصل في مثلث برمودا، بما في ذلك التفسيرات التي قدمتها البحرية الأمريكية وخفر السواحل، تعود إلى الخطأ البشري أو التأثيرات البيئية، فهذه المنطقة هي من أكثر المناطق اكتظاظاً بالحركة البحرية خاصة بالنسبة للهواة من الطيارين والبحّارة، وإن إزدياد حركة المنطقة يؤدي إلى المزيد من الحوادث وحالات الاختفاء. أنماط الطقس والتضاريس : تشير الدراسات إلى أن هذه المنطقة هي عرضة لتغيّرات مناخية كبيرة وعواصف عنيفة وغير متوقعة، وهذه العواصف القصيرة يمكن أن تتشكل بسرعة، وتتبدد بسرعة، بدون أن يتم اكتشافها عن طريق الأقمار الصناعية، كما أن هذه المنطقة تتميز بوجود عواميد المياه (وهي زوبعة تحصل في عرض المياه تقوم برفع المياه من سطح المحيط إلى آلاف الأمتار في السماء) التي يمكنها بسهولة تدمير طائرة عابرة أو سفينة، كما تشمل الآثار البيئية المحتملة الأخرى الزلازل تحت الماء، حيث وجد العلماء قدراً كبيراً من النشاط الزلزالي في المنطقة، كما رصدوا وجود أمواج عالية جداً فيها قد تصل إلى علو 100 قدماً. إن التضاريس الموجودة تحت الماء في المنطقة قد تكون أيضاً عاملاً ملائماً لتفسير الحوادث في منطقة مثلث برمودا، فالمنطقة تتميز بانتقالها من الانحدارات اللطيفة إلى الانحدارات العميقة للغاية في غضون أمتار قليلة، وفي الواقع، كشفت البعثات عن وجود أعمق الخنادق في العالم في مجال مثلث برمودا، ومن المستحيل أن يتم العثور على حطام الطائرات أو السفن التي تغرق ضمن هذه الخنادق. إحدى التفسيرات المعقولة الأخرى المتعلقة بأنماط الطقس هي التيارات الخليجية، كون هذه التيارات يمكن أن تشكّل تحديات ملاحية خاصة بالنسبة للبحارة قليلي الخبرة، حيث تم الإبلاغ عن وجود بعض التيارات في المنطقة تتحرك بسرعة تزيد عن خمسة أميال في الساعة، وهذه السرعة كافية لحرف البحارة مئات الأميال عن مسارهم، وكافية أيضاً لمسح أي دليل على الكارثة بسرعة. هيدرات غاز الميثان : يبدو أن هذه النظرية قد تفسّر بعض حالات الاختفاء في مثلث برمودا، حيث اكتشف العلماء في جامعة كارديف وجود تجمعات كبيرة من غاز الميثان المحاصر في قاع المحيط، ويرجع وجوده إلى موت وتحلل الكائنات البحرية، وهذه الرواسب تحتوي على البكتيريا التي تنتج غاز الميثان، وينحصر هذا الغاز في القاع تحت طبقة الجليد، مما يؤدي إلى تراكمه ليشكّل طبقة مركزة من جليد الميثان، تدعى هيدرات غاز الميثان، وتقول النظرية أنه في غضون ثوانٍ يمكن أن يتمزق جيب من غاز الميثان من قاع البحر، مما يؤدي إلى صعود الغاز وثورانه على سطح الماء دون سابق إنذار، وفي حال تزامن هذه الانفجار مع وجود سفينة في منطقة الانفجار، فإن انخفاض كثافة الماء سيؤدي إلى غرقها، وبقايا الحطام سيتم سحبها بسرعة لتستقر في قاع البحر، كما أن الطائرات التي تحلق في سماء المنطقة قد تشتعل خلال هذا الانفجار. القرصنة : قد تكون أعمال القرصنة البحرية مبرراً منطقياً لحالات اختفاء السفن، فمهربي المخدرات يقومون في كثير من الأحيان بقرصنة القوارب لتهريب المخدرات، ويمكن لهذه النظرية أن تكون صحيحة تماماً خاصة في زمن الحرب. أخيراً، وعلى الرغم من أن هذه النظريات وغيرها قد تفسّر أسباب الاختفاء في المنطقة المعروفة باسم مثلث برمودا، إلا أن كثيراً من الأشخاص لا يزالون يفضلون النظريات الغريبة التي تشير إلى وجود مظاهر خارقة للطبيعة في منطقة مثلث برمودا، وطالما أن هذه النظريات ما تزال موجودة، سيبقى مثلث برمودا مصدراً للسحر والغموض.