وكانت النظرية تقول أنه منذ حوالي أربعة مليارات سنة تم قصف كوكبنا بالصخور والكرات الثلجية الحاملة للجزيئات التي انقسمت إلى العناصر اللازمة لتكوين المادة الوراثية DNA تحت الضغط الهائل. والآن، هذه هي المرة الأولى التي تثبت فيها هذه النظرية، عبر نتائج المختبر. فقد قال العلماء أن جزيئات الفورمامايد والتي وجدت في المذنبات يمكن لها أن تتكسر إلى القواعد النيتروجينية التي تستطيع تكوين DNA تحت عوامل الحرارة والضغط الهائلين، إذ نجح فريق من المعهد المركزي الأوروبي في جمهورية التشيك باستخدام ليزر ذي طاقة عالية بمحاكاة القوى التي حدثت عند اصطدام المذنب بالأرض، مثل الارتفاع البالغ التطرف في درجة الحرارة وموجات الصدمة والإشعاع، فتمكنوا من كسر الفورمامايد إلى ثلاثة قواعد نيتروجينية من التي تدخل في تكوين DNA هي الأدينونين والجوانين والسيتوسين، لكن الثيامين فقط هي التي لم تنتج عن هذا التكسر وكانت ناقصة. أما بالنسبة لـRNA فقد كانت جميع قواعده النيتروجينية موجودة. ويتكون حمضنا النووي DNA من أربع قواعد نيتروجينية تتشكل على هيئة أزواج في شكل أشبه بدرجات لسلم حلزوني. ويقول العلماء أن هذه التجربة تحل إشكالية أساسية في معرفة منشأ الحياة، وتكشف لنا أن اصطدام المذنب لوحده قادر على نقل مادة كيميائية من كونها بسيطة إلى كونها الأبجدية التي تشكل جينات الكائنات الحية. صحيح أن العلماء كانوا يعرفون من قبل أن مكونات الحمض النووي DNA قد يستحصل عليها من جزئ الفورمامايد إلا أنها المرة الأولى التي يعرفون فيها أن ذلك قد يحدث بشكل تلقائي عفوي بسبب حادث اصطدام ذي طاقة عالية. وقال الباحث الرئيسي الدكتور سفاتوبلك سيفيس أننا صرنا نعرف الآن أن اصطدام المذنب لا ينهي كل الأشكال للحياة القديمة فحسب، بل يمكن أن يكون بذرة البداية لحياة جديدة.