والتي يتم استخدامها في الغذاء، وهذه الكربوهيدرات تتألف من الكربون، والهيدروجين، والأكسجين، وللسكر نوعين، النوع الأول هو السكريات الأحادية والتي تشمل الجلوكوز الموجود في العسل وعصير العنب، والفركتوز ويسمى سكر الفاكهة وهو أكثر أنواع السكريات الطبيعية حلاوة، والجلاكتوز الموجود في سكر الحليب، والنوع الثاني هو السكريات الثنائية وهي عبارة عن سكرين أحاديين متحدين، وتشمل السكريات الثنائية السكروز والذي يتكون من سكر العنب وسكر الفاكهة وهو المستخدم كسكر للطعام لدى أغلب الأشخاص، والمالتوز ويسمى بسكر الشعير والذي يتواجد في بذور الشعير، واللاكتوز الذي يتكون من سكر الحليب وسكر العنب ويتواجد في الحليب ومشتقاته، يتم الحصول على السكر من منتجات طبيعية متعددة مثل قصب السكر والفاكهة والشعير والشوندر (البنجر) والخروع والبلح. إن الاعتقاد السائد لدى العامة يفيد بأن السكر يجعلنا نصاب بالسمنة ليس إلّا، ولكن بفضل الأبحاث العلمية الجديدة أصبح من الواضح أن أضرار السكر لا تقتصر على الإصابة بالسمنة فقط، كونه مرتبط بأمراض متعددة تصيب الانسان، فقد ظهر ارتباطه مثلاً بالتسبب بارتفاع نسبة أمراض الكبد الدهنية، وإنتشار أمراض السكري من النوع 2، كما أنه يرتبط بزيادة كبيرة بالاضطرابات الأيضية. هذا ما دفع فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، لإطلاق مبادرة تتمثل بتقديم معلومات عن الطعام والشراب والسكر المضاف، من خلال مراجعة أكثر من 8,000 بحث علمي يبين وجود صلة قوية بين استهلاك السكر المضاف والأمراض المزمنة، وهذه المبادرة متوفرة للعامة وواضحة للجميع ومنشورة على موقع (SugarScience.org). بحسب (لورا شميت)، وهي أستاذة في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو في كلية الطب، والمحققة الرئيسية لمشروع (SugarScience)، فإن السكريات المضافة، هي السكريات التي لا تكون موجودة بشكل طبيعي في الأطعمة ويتم إضافتها إلى الأطعمة، و هذا النوع من السكريات يوجد في 74 % من الأغذية المعلبة، حيث يمكن أن تحتوي علبة متوسطة من حبوب الإفطار على كميات من السكر المضاف تتجاوز الحد اليومي المعقول لاستهلاك هذه المادة، وعلى الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تطالب شركات الأغذية بوضع جميع المكونات الغذائية على العبوات، إلّا أنه لا يتم وضع القيم اليومية المقترحة من السكريات الطبيعية والمضافة التي توجد في المنتج على الملصق، وحالياً تدرس الـ ((FDA اقتراح مطالبة مصنعي المواد الغذائية بإدراج المعلومات الغذائية التي يحتويها المنتج من السكريات بنفس الطريقة التي يتم بها إدراج محتويات المواد الغذائية من الدهون والكوليسترول والصوديوم والكربوهيدرات والبروتين. يشير أخصائيي الغدد الصماء أن السعرات الحرارية ليست هي ما يضر ويسبب السمنة بحد ذاتها، بل إن مصدر السعرات الحرارية هو ما يحدد كيفية استقلاب الأغذية، حيث أن الاستهلاك المفرط للسكريات المضافة في النظام الغذائي يرتبط مباشرة بالإصابة بمتلازمة الأيض، وهي مجموعة من العوامل الخطيرة للأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وأمراض الكبد، لذا قبل أن نتساءل عن كمية السعرات الحرارية التي نتناولها، يجب علينا أن نتساءل عن مصدرها، ونبتعد عن السعرات الحرارية القادمة من السكريات المضافة كونها أكثر أنواع السعرات ضرراً، نظراً لارتباطها بمشاكل في الأيض والاستقلاب الغذائي. تعتبر السمنة أحد أهم مسببات الاضطرابات الأيضية، إلا أنها ليست السبب الوحيد، كون الإكثار من تناول السكريات يسبب أمراضاً أيضية مزمنة لدى البدينين والنحفاء على حد سواء، لذلك وبدلاً من التركيز على السمنة باعتبارها مشكلة، يجب التركيز على كمية الامدادات الغذائية من السكريات التي تدخل إلى الجسم، فتبعاً للدراسات فإن الشخص العادي يستهلك ما يقارب 78 غراماً من السكر يومياً، وهذه الكمية أكثر بكثير من الكمية الموصى بها من قبل جمعية القلب الأمريكية، حيث تحدد الجمعية إستهلاك السكر بـ 6 ملاعق صغيرة (24 غراماً) للنساء، و9 ملاعق صغيرة (36 غراماً) للرجال، ومن 3 إلى 6 ملاعق صغيرة (12إلى 24 غراماً) للأطفال. تشير الاحصائيات بأن السكر الموجود في المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والمشروبات الرياضية يعتبر المصدر الرئيسي للسكر المضاف في النظام الغذائي لدى معظم الأشخاص، حيث أن 36% من مجموع السكريات المضافة التي يتم استهلاكها من قبل الاشخاص ناجم عن شرب هذه السوائل، ولأن السوائل لا تشتمل على الألياف، فإن الجسم يعالجها بسرعة، الأمر الذي يسبب إرسال كميات كبيرة من السكر إلى البنكرياس والكبد، اللذان لا يستطيعان معالجته بشكل صحيح، وهذا يسبب تراكم المزيد من السكر في الجسم، مما يؤدي للإصابة بأمراض القلب والسكري وأمراض الكبد، فاستهلاك الكثير من السكر يتسبب بزيادة مستوى سكر الجلوكوز في مجرى الدم، وهذا بدوره يدفع البنكرياس لاطلاق مستويات عالية من الأنسولين الذي يتسبب بتخزين سعرات حرارية زائدة في الجسم على شكل دهون، كما أن إفراز الكثير من الأنسولين يؤثر أيضاً على هرمون الليبتين، وهو هرمون الشهية الذي يعطي إشارات الشبع للدماغ حتى يتوقف الانسان عن الأكل، إلّا أن حدوث خلل في مستويات الانسولين نتيجة لتناول الكثير من السكر يسبب حالة مقاومة من الدهون، وبهذه الحالة يتوقف الدماغ عن الحصول على هذه الإشارات. يشير بعض علماء الاجتماع إلى أن الإفراط في تناول السكريات المضافة يعتبر مشكلة اجتماعية، فأغلب ابناء المجتمعات لديهم قدرة القراءة والكتابة أو على الأقل يدركون الآثار السامة والخطيرة التي يسببها تناول جرعات كبيرة من السكر، ولكن الأدلة تشير إلى أن الشريحة الاجتماعية الأغنى اجتماعياً هي التي تأخذ خطوات فعّالة للحد من تناول السكريات، على عكس الطبقة الفقيرة، التي لا تتخذ أية اجراءات للحد من استهلاك السكريات، والسبب بذلك يعود لكون الأغذية الصحية تعتبر مكلفة ويصعب الوصول إليها بسهولة من قبل محدودي الدخل، وتظهر هذه المشكلة الاجتماعية من خلال إغراق أغلب المنتجات الغذائية بشراب الذرة العالي بالفركتوز كونه ذو تكلفة منخفضة، حيث أن أغلب الأطعمة الرخيصة والمشروبات الغازية والمشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة مليئة بشراب الذرة، وهذه المنتجات الغنية بالسكريات تعتبر سامة للجسم، وتسبب الأمراض الاستقلابية الوبائية، وعلى الرغم من أن هذه المضار معلومة لدى أغلب الأشخاص، إلا أن الفوارق الطبقية الاجتماعية تلعب دورها في انتقاء الأطعمة. وتأكيداً على أهمية مشكلة استهلاك كميات كبيرة من السكر في المجتمعات وإنتشارها الواسع، تشير الاحصائيات إلى أن حوالي 1.5 مليون شخص في الولايات المتحدة فقدوا أحد أطرافهم بسبب الإصابة بمرض السكري من النوع 2 خلال عامي 2001 و 2005، لذلك فقد جاء الوقت لشن حرب صحية شاملة، وهذا الحرب يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الأسباب الجذرية للمشكلة، حيث يجب النظر في السياسات الغذائية لدى جميع البلدان، والتسعيرات الغذائية فيها، وتوافر الأطعمة الصحية بأسعار مقبولة، كما يجب التأكيد على حث شركات الصناعات الغذائية والمشروبات لإيجاد طرق لتسويق الأطعمة الصحية، والتعريف بأضرار الأطعمة الغير صحية التي تكون محملة بالسكر المضاف لحث الجمهور على تركها. ولكن على اعتبار أنه لا يمكن معرفة أنواع وكميات السكريات المضافة من خلال الملصقات الغذائية للمنتجات، يجب على جميع حكومات البلدان أن تجبر شركات الأغذية على إدراج كميات السكريات التي يحتويها المنتج على جميع الملصقات الغذائية حتى يعرف جميع الأشخاص ما الذي يتناولونه، وما هي الكميات الآمنة التي يجب أن لا يتخطوها من السكر، وفي النهاية تبقى إرداة التغيير النابعة من شخصنا هي الأهم لدرء هذه المشكلة الصحية الخطيرة.