سياسة

المرزوقي يقلب المعطيات رغم التشويه و الأساليب القذرة

علي عبد اللطيف اللافي | الجمعة، 19 ديسمبر، 2014 على الساعة 12:57 | عدد الزيارات : 3208
استطاع الدكتور المرزوقي صنع المستحيل وقلب الموازين رغم انه ليس من السهل على مترشح للرئاسة أن يصنع صورة متميزة وجذابة تقلب الموازين في التفاف الناس حوله في سباق انتخابي وتنافس شديد التوتر والتقارب سيما بعد أن عملت " ماكينة " رهيبة على تشويهه أشهر وسنوات ...هذا ما فاجأ به الدكتور محمد المنصف المرزوقي الجميع خلال حملته الانتخابية في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التونسية ولا يزال.

فبعد أن سيطرت على مخيلة جزء كبير من التونسيين صورة وصور أنتجتها الحملة الممنهجة ضده استعملت فيها وسائل وأدوات رديئة وغير إنسانية أحيانا أرادت المس من شخصه ومواقفه والافتراء عليه بكل أنواع الإشاعات والأكاذيب، خرج الدكتور المرزوقي عليهم بصورة أكثر ثقة وصلابة تجاوزت كل مستويات التشويه وفندت كل الأقاويل بل وردت الصاع صاعين على خصومه ومنافسه.

ربطة العنق ....أخيرا أربكهم بها وقدمها للجماهير

بعد تركيز منتقديه حول لباسه وإصراره على عدم استعمال ربطة العنق في لباسه واختزال الهيبة أحيانا في هذا النمط من اللباس يفاجئ الدكتور الجميع ويلبسها بين مناصريه في حفل بهيج ورغم ما أضفته عليه من أناقة تلقائية وجه بها رسالة إلى الثورة المضادة مفادها أنه أرقى من أن يختزل صورته وشخصيته في هيئة لباس بعينها وقد كان المشهد بقدر ما فيه من تفاعل للجمهور حوله الرئيس غلى سخرية من استفزاز لمن صدعوا رؤوس التونسيين عن الموضوع.

ذكرنا المشهد باللقاءات الجماهيرية للرؤساء الأمريكيين بالناخبين في الولايات المتحدة وما يقدمونه من نماذج تواصلية جماهيرية وهي تقنية أتقنها الدكتور المرزوقي في اجتماعاته الأخيرة فضلا على نجاعة كبيرة في الرد على منافسه في الخطابات أو في التحركات والمشاهد الانتخابية إن صح التعبير.

اثبت الرئيس المرزوقي أن اللباس وصورة الرئيس ليست نمطا ولا صنما وإنما هي وسيلة لكسر الصورة النمطية للرئيس الجامد المحاط بهالة مخيفة وإنما يمكن التقرب للناس بلباس ما يعهدون كما يمكن لباس غير ذلك مما يقتضيه الموقف وفي المحصلة شخصية الرئيس ومواقفه أكثر أهمية من لباسه.

بل لعله بهذا التنوع في مظاهر لباسه بين التقليدي والعصري يقدم صورة رمزية على تجميع التونسيين من مختلف الجهات وهذا سلوك الزعماء الثوار يذكرنا بمانديلا وغاندي وغيرهم بينما يستدعي لنا المنافس صورة الرئيس الصنم المستبد والخشبي المظهر والانتماء التاريخي.

الرئيس الرياضي....كرة القدم والرسالة المشفرة

بعد اللقاء الجماهيري المتميز في القبة بالمنزه تبتكر حملة الدكتور محمد المنصف المرزوقي صورة أخرى على غاية من الرمزية بحضوره ومشاركته في حصة رياضية بالملعب المعشب لممارسة كرة القدم في زي رياضي أظهرت المترشح للرئاسة في لياقته البدنية الجيدة وهي ميزة طالما اعتمدها الرؤساء في حملاتهم الانتخابية لما تقدمه من دليل على سلامة الرئيس المستقبلي وتطمئن الناخبين على صحته.

لكن هذه الصورة أيضا فيها تحدي يبطن ما لا يظهر فالمنافس يكابر عن وضعه الصحي وتخفي حملته بكل الوسائل الحالة الصحية لمرشحهم بينما يقصدون لفت انتباه الناخبين عن مسألة الحالة الصحية لمنافس الدكتور المرزوقي وهي شأن بالغ الأهمية في المنصب المتنافس عليه ولذلك كان لصورة الرئيس يمارس رياضة كرة القدم ويسابق مرافقيه في اللعبة بكل أريحية، كان لها وقع كبير لدى الناس ولا شك سيكون لها دور كبير في قلب المعطيات في صفوف الناخبين.

الصورة الجديدة بعثت الرعب و الهلوسة في معسكر النداء رغم إمدادات الأموال ورغم اصطفاف نخب وأحزاب اختارت الانتهازية سبيلا ومرفأ في انتظار يوم الأحد ....