سياسة

في رسائل نارية من الصادق شورو إلى حركة النهضة : حذاري فالتاريخ لا يرحم !

زووم تونيزيا | السبت، 13 ديسمبر، 2014 على الساعة 12:23 | عدد الزيارات : 3558
تعيش تونس هذه الأيام على وقع التحضير للانتخابات الرئاسية في دورها الثاني بعد مرور كل من المترشحين الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي بنسب متقاربة.

وتباينت المواقف المعبرة عن مساندة المترشحين بين مواقف متوقعة وأخرى صادمة، مواقف مساندة وأخرى رافضة وبعضها محايد.

وكان موقف النهضة من أبرز المواقف التي أحدثت جدلا واسعا في الشارع التونسي وبين السياسيين أنفسهم، حيث استنكر بعضهم هذا الحياد في فترة حسّاسة وجب فيها التعبير بصراحة عن مواقف الأحزاب والوقوف سدّا منيعا أمام عودة النظام المخلوع والتجمع المنحل في حلّة جديدة أخرى.

وفي هذا السياق عبّر القيادي بحركة النهضة الصادق شورو، في بيان أصدره يوم أمس الجمعة، 12 ديسمبر 2014، عن تخوّفه من هذا الوضع الذي تعيشه تونس ومن تنافس منظومتين إحداهما تكرّس لعودة التجمّع والأخرى "ستعمل على استكمال استحقاقات الثورة، وأولها التصدي للقوى المضادة للثورة التي جمعت كل وسائلها الخبيثة للاجهاز على كل نفس ثوري في البلاد"، وفق تعبيره.

هذا وتوجّه شورو بـ 3 رسائل قويّة إلى حركة النهضة، قواعدها وكافة الشعب التونسي.

وفي ما يلي نص البيان كاملا :

 كلمات للتاريخ

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

تونس في 19 صفر 1436 / 12- 12 - 2014

كلمات للتاريخ

تمر بلادنا هذه الأيام بلحظة تاريخية هي من أخطر اللحظات في تاريخ بلادنا ما بعد الثورة ، ذلك ان نتيجة الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية القادمة سترسم مصير البلاد ، ليس لفترة السنوات الخمسة القادمة فحسب ، وانما لعشر سنوات او اكثر، ولان هذا المصير سيكون من بين احد مشروعين كبيرين متناقضين :

الاول : سمته الكبرى انه سيقود البلاد ، بعد اجل لن يتجاوز السنة ، الى وضع لن يختلف كثيرا عن الوضع الذي عشناه في حقبة ما قبل الثورة ، بكل مآسيه وآلامه وأحزانه وفساده وظلمه وظلماته ، ذلك ان القائمين على هذا المشروع اليوم كانوا هم الفاعلين الرئيسيين والضالعين الى الأذقان في مشروع الدكتاتورية الفاحشة الذي اطاحت به ثورة الشعب العارمة ، وكل ما في الامر انهم غيروا اسمهم خداعا للراي العام ، فهؤلاء لن ينتظر منهم الا ما تعودوا عليه من قمع للحريات واستبداد بالسلطة واستحواذ على خيرات البلاد لفائدتهم الخاصة وارتهانهم لمشاريع الهيمنة الخارجية ، فهذه هي حقيقة المرشح عن هذا المشروع الاول للدور الثاني من الانتخابات الرئيسية .

الثاني : هو نقيض المشروع الاول ، لانه يبشر بالمضي قدما في مشروع الحرية والكرامة والعدالة وبالسعي الى ترسيخ هذا المشروع في الواقع السياسي والاجتماعي ، وبالعمل على استكمال استحقاقات الثورة ، وأولها التصدي للقوى المضادة للثورة التي جمعت كل وسائلها الخبيثة للاجهاز على كل نفس ثوري في البلاد ، ومرشح هذا المشروع للدور الثاني من الانتخابات الرآسية ، قد برهن ، سواء من خلال ماضيه النضالي في مجال الحقوق والحريات ، او من خلال المسؤولية التي تحملها طيلة السنوات الثلاثة الماضية ، بانه جدير بان يكون حامل لواء هذا المشروع في الفترة الرآسية القادمة بإذن الله تعالى.

ازاء هذا الوضع الخطير اريد ان اقول ثلاث كلمات للتاريخ :

 الاولى: الى قيادة النهضة ، انها ان لم تعلن انحيازها للمشروع الثاني اعلانا لا لبس فيه في هذا الضرف بالذات فإنها تخطيء خطئين تاريخيين كبيرين :

 الاول : في حق البلاد ، لانها ستفوت عن البلاد المصلحة الكبرى التي ستتحقق اذا كتب لهذا المشروع الفوز في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية ، وستفتح الباب لمفسدة كبرى وكارثة عظمى ستصيب البلاد حتما بفوز المشروع الاول ، ان هي تمادت في غموضها او صدر عنها ما يفهم منه انحياز للخيارالاسوء.

الثاني : في حق النهضة ، لان اي قرار تتخذه القيادة يفهم منه مساندة الخيار الاول ، ولو بطريقة غير مباشرة، سيحدث في الحركة شرخا كبيرا بدأت تباشيره تظهر للعيان في صورة استقالات وانسحابات فعلية في القيادات المركزية ، وقد ينتهي الى ما لا يحمد عقباه ، فضلا عما هو حاصل الآن من تناقض كبير بين موقف القيادة والقواعد من المرشحين للرئاسية ،

على القيادة ان تتق الله في مصلحة البلاد ، وعليها ان تتق الله في وحدة الحركة ، ولتستشعر عظم مسؤوليتها في هذا الشأن ، ولتحذر محاكمة التاريخ لتبعات أخطائها فان التاريخ لا يرحم .

الثانية : الى قواعد الحركة ، لا ارى خيارا لكم الا ان تلتزموا دعم مرشح الخيار الثاني ، لانه دعم لخيار الحق ، إنكم مسؤولون عن خياركم ومحاسبون عليه ، لا عذر لكم ان انتم وقفتم وقفة المتفرج ، ولن يشفع لكم احد ان انتم اخترتم اختيار السوء ، ولن ينجيكم من سوء العاقبة الا ان تقفوا مع الحق وتسندوه .

الثالثة : الى عامة الشعب ، لا تغتروا بالوعود الكاذبة التي يقدمها لكم من كانوا سببا في مآسيكم وفقركم وبؤسكم والبغي عليكم ومصادرة حقكم في العيش الكريم ، إنكم ان اخترتم مرشحهم او ان انسحبتم من الانتخابات فإنكم ستندمون يوم لا ينفع الندم ، لأنكم سترون منهم ما هو أدهى وامر مما اصابكم منهم في سنوات الذل والمهانة ، انه لن ينجيكم من شرورهم الا ان تعطوا صوتكم الى مرشح خيار الحرية والكرامة والعيش الكريم .

الصادق شورو