سياسة

ردّ قوي من "ابن الجنوب" على سلوى الشرفي

زووم تونيزيا | الجمعة، 28 نوفمبر، 2014 على الساعة 12:02 | عدد الزيارات : 7168
أثارت تصريحات المحسوبين على نداء تونس مؤخرا استنكار الكثير ممن رفضوا محاولاتهم لتقسيم الشعب.  

حيث استهلّها زعيم حركتهم الباجي قائد السبسي الذي وصف في أحد تصريحات كل من صوت للمرزوقي بالإرهابيين والمتطرفين الجهاديين، لتسير على دربه الأستاذة الجامعية في مجال الصحافة سلوى الشرفي والتي وصفت هي بدورها مناصري المرزوقي بـ "الفضلات".

واختلفت ردود أفعال النشطاء حول هذه التصريحات، ومن أبرزها مقامة متميّزة كتبتها أحدهم أطلق على نفسه اسم "ابن الجنوب".

وسمّى ابن الجنوب مقامته "مقامة الفضلاء في الردِّ على الأدعياء" نقد فيها سلوى الشرفي ودعاها لاحترام أهل الجنوب خاصة ولكل من صوت للمرزوقي، ردّ راقٍ على من خيّر المستوى المنحط للتعبير على اختلافه مع الآخرين.

مقامة الفضلاء في الردِّ على الأدعياء

حدَّثنا أبو الفضل قال:

بُلينا عامًا في المدينة بامرأة من سقط المتاع، يُقال لها لَكاع. امتهنت صحافة التصحيف، وإعلام التخويف. واتخذت بينها وبين الفضيلة حجابا، فساءت منقلبا ومآبا. وكنا نتحاشاها لمروءة فينا، وأنفة من إذلال المرأة تعترينا. حتى بلغ السيل الزُّبَى، ولم نجد عنها مهربا. فأهَـمَّنا ما صرنا إليه، وبيَّتنا ما عزمنا عليه. وقلنا إن كان منها بعد اليوم بدار، فقد مُنِع الجوار. فإما أن تُعْذِرَنا نَـجِيَّا، وإما أن تهجرنا مَلِيَّا. وبينما نحن في أخذ ورد، وإقدام وصد. إذ برجل في لثام الصحراء، وهيأة الفضلاء. يغذو إلينا المسير، مستبقا إليها مُنْكَرا ونكير. ينادي من بعيد لقد أعذرْتُ في ما عَزمتُ، فلا تردوني أو تصدوني. إنني قد دبرتُ أمرها وسأكفيكم شرَّها. قلنا ذلك ما كنا نبغِ، فحدِّثنا نُصْغِ.

قال: كنتُ في بعض مجالس التحصيل أنشد بالمدينة التأميل. أطلب العلم في حلقات العلماء وألِجُّ في مصاحبة الفضلاء. وكانت منزوعة الشرف هذه التي تسلقكم بألسنةٍ حِداد، كواحد الجماد. لا فيها رُوح، ولا فضيلة منها تفوح. واغتاظت لما تُلمَز به من بلادة في التفكير، وسفاهة في التدبير. فعزمتْ على أن تخالف المألوف، حتى انتهت إلى أن نهت عن المعروف. وعمدتْ إلى بعض حروف حفظتْها، وإلى بعض أقوال تلتْها. وادعت أنها أعلم من الحسن البصري، وأفصح من سحبان الوائلي. فأضحكت الناس، بما أتته مما يأنف منه الخنَّاس. وازدرتها الأعين والنفوس، وانفض بمقدمها الجلوس. وصارت إلى ابتذال وسوء حال. حتى كان أن تطايرت يوما إلى حلقة عالم جليل، قد اجتمع إليه الطالب والخليل، فقالت إنما أنت بــــــالفواضل تسود، وبــــــــفضلات هذه المدينة تعود. واهتز الحاضرون لما سمعوا، وقاموا إليها فما رجعوا. حتى صاح فيهم العالم مناديا، دعوها فإن لها قلبا بالرذيلة شاديا، وإنها متى أجبناها، فقد رفعناها، دعوها وما تقول، فإنها قد عميت عن الفاضل والمفضول. وتعجّب من سوء الحال، فعرف أنها غير ذات بال. وقال إنها لا تدري أنَّ الفواضل في اللغة هي الأيادي الجميلة، وأنها بما قالت مدحَـتْـنا مدْحَ الخليلة. وأما الفضلات التي تزدريها، فإن كانت بسكون الضاد تبغيها، فهي من الثياب ما يُبتذل للفِراش ونحن في الفضائل من أصحاب الرياش، وإن كانت بتحريك الضاد تبغيها، فتلك جاهلية تعتريها. وإنَّ هذه المدينة بمن فيها، تنفي خَبَثها وتلقيها. قالوا إنَّ لها من اللسان حِدَّة، وتدعي من الحداثة جِدَّة. وقد أعانتها مهنتها في الصحافة، على ترويج هذه الخرافة، قال أما صحافتها فتصحيف، وأما حداثتها فثوب خفيف، عما قليل يكشفها فتعْرى، ولها في الرذيلة لعنة أخرى. فالتفت إليها الجمهور وقد دسَّت رأسها في التراب، لِـمَا سمعتْ من الجواب، فما أغناها طول اللسان عن سحر البيان. وأتاها أهل المدينة يُهرَعُون قالوا إنها بيننا طاعون، فإما أن ترجع عما هي فيه، وإما لنا أمر فيها نقضيه، وقال آخر إما أن تؤوب إلى الفضيلة أرَزَا، وإما طرحناها أرضا جُرُزَا، فقد فرَّقتنا بدائها، وفتنتنا بأهوائها، وإنا لَنراها في سَوْرة التصابي، تأتي بمرذول الجواب، ولسنا تاركيها حتى تبْرأ مما يعتريها، أليس قد قالوا إنها تعلِّم الناس، وتخط بيمينها الكتاب والكراس؟ فقال شيخ من الحاضرين إنها قد صَفِرتْ من كل العلوم، فما تعلِّم أبناءنا غير السُّموم، فاخلَعوها عن منابر التعليم حتى لا تنشر سُمَّ التقسيم. 

قال الرجل ثم أخذتها النعال من بعيد كرجم الشيطان، وماج الميدان. فاستجارت من هول المصاب ببعض المارة، وهي لأثواب حداثتها الرثة جارة، وتسامع الناس ببهتانها فضجُّوا، واستزادوا من شتمها ولجُّوا، واجتمع أهل المدينة جميعا، وقالوا إنها قد أفسدت علينا من الزمان ربيعا، فارجموها أو تتوب، وما عليكم في ما أتته من ذنوب، ولا تخافوا فتنتها إن أمنتم عودتها.

قال أبو الفضل: فمالك تغذو إليها الخطى، وقد أصبحت خبرا مضى، قال لقد كان من بيننا واحد من الشعراء، عرَّفها معنى الفواضل والفضلاء، فأردتُ أن يسمع الناس الوصيَّة، قبل أن تنعم بالعشية، قلنا هات أسمعنا، وبما قال أمتعنا. فقال:

منزوعةَ المفاخر والشَّرَفِ

أراكِ في دوَّامةٍ من خَرَفِ

جاوزْتِ حدَّ السَّرَفِ

وجئتِ بالإفك الذي عُلِّمْتِهِ في الصُّحُفِ

ساءَ الذي عُلِّمتِهِ من خِسَّةٍ وصَلَفِ

الناس جمعا قد رَمَوْكِ من رحاب الشَّرَفِ

بعد الذي أتيتِه من إثْمِكِ المقْتَرَفِ

فواضلُ الأيدي رمتْ إليكِ بعضَ الغَلِفِ

وهو طَعامٌ للقرود أو لذات الظَّلَفِ

هذا جناهُ ما أتيتِ من عظيم السَّرَفِ

ونحن أهل عزة ونخوة وشرفِ.

كلمات مفاتيح :
تونس سلوى الشرفي