في يوم 9 من نوفمبر من سنة 2004 أطلقت مؤسسة موزيلا متصفحها الجديد فايرفوكس 1.0 و كان متصفح مايكروسوفت آنذلك إنترنيت إكسبلورر الوحيد الموجود في الساحة ليشكل بذلك متصفح موزيلا البديل المميز، خصوصا أنه متصفح مفتوح المصدر و هو ما شكل نقطة قوته. لكن نجاح فايرفوكس في أن يكون بديلا مميزا لـ إنترنيت إكسبلورر سيتحول إلى منافسة شرسة مع متصفح آخر و هو متصفح جوجل (جوجل كروم) بالإضافة إلى متصفح آبل (سفاري)، لكن رغم ذلك فإن فايرفوكس ما زال محافظا على مكانته من بين المتصفحات الأكثر شعبية في العالم. و رغم انقضاء 10 سنوات على وجود فايرفوكس في الساحة فإن مؤسسة موزيلا أمامها عدد كبير من التحديات تتمثل أساسا في المنافسة القوية مع باقي المتصفحات بالإضافة كذلك إلى ضرورة العمل على تطوير هذه المنصة خصوصا فيما يتعلق بالأجهزة المحمولة التي أصبحت رائجة و مهمة في تصفح المواقع بالإضافة إلى العمل على الأنظمة المختلفة. يبدو أن مؤسسة موزيلا لم تجد طريقة أفضل لإحياء ذكرى إطلاق متصفحها الشهير فايرفوكس قبل 10 سنوات من تأكيدها على عزمها حماية المعطيات الشخصية من خلال انضمامها لمبادرة Polaris و التي تهدف لحماية خصوصية المستخدمين ضد الرقابة و بمشاركة عدد من الفاعلين في هذا المجال. و قد احتفلت موزيلا في 9 نوفمبر الحالي بالذكرى العاشرة لإطلاق متصفح فايرفوكس، و قد شهد منذ إطلاقه الكثير من المحطات، لكن يبدو أنه في الفترة الأخيرة أصبح يركز على احترام الحياة الخاصة للمستخدمين و هو ما دفع مؤسسة موزيلا لعقد شراكة مع فاعلين أساسين في مجال الحريات على الإنترنيت. و كانت الأخبار قد أشارت في وقت سابق إلى رغبة موزيلا فايرفوكس في تعزيز ثقافة حماية خصوصية المستخدمين عبر منحهم إمكانية التصفح الآمن عن طريق شبكة Tor التي تعد واحدة من الوسائل التي تمكن المستخدمين من إخفاء هوياتهم الحقيقية و المحافظة على حريتهم الشخصية على شبكة الإنترنيت. و اليوم تأكد هذا الخبر حيث أشارت نائبة رئيس موزيلا (Denelle Dixon-Thayer) في بيان إلكتروني أن المؤسسة ستنخرط في مبادرة استراتيجية جديدة تحمل اسم (Polaris) مع كل من شبكة Tor و مركز Center for Democracy et Technology من أجل إدماج خاصيات و آليات جديدة داخل منتوجات موزيلا للحفاظ على خصوصية المستخدمين.
