سياسة

الغنوشي في الصين و التأويلات في تونس !

زووم تونيزيا | الجمعة، 19 سبتمبر، 2014 على الساعة 17:19 | عدد الزيارات : 784
زووم | تونس بعد الدعوة التي وجهت لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي من الصين في إطار زيارة تبادل الأراء و المواقف…
ول العلاقة بين البلدين و على إثر وصوله لها خاصة بعد إجتماعه بالقيادة العليا للحزب الشيوعي الصيني مرفوقا بالوفد الذي صحبه في هذه الزيارة، كثرت التعاليق و التأويلات بخصوص المغزى من هذه الزيارة. من أبرز ما قيل هو أن الصين لم تجد في تونس سوى حركة النهضة قادرة على تحقيق الوفاق الوطني الذي سيسمح فيما بعد بالإنفتاح الخارجي على كل الدول الراغبة في التعامل مع تونس فمن يستطيع تحقيق التعايش داخليا بين الفراق يستطيع أن يبني علاقات خارجية مع دول و إن خالفتها في المرجعية. كما قال آخرين أن الغنوشي ذهب لحشد التأييد الدولي لدعمه في الإنتخابات القادمة، كما عارض آخرين الزيارة من أصلها بعد إجتماع الغنوشي بحزب شيوعي يختلف جذريا مع حركة النهضة و سخر البقية من حزب العمال الذي تم تجاوزه و توجيه الدعوة لشيخ الحركة الإسلامية. في الحقيقة الملاحظ لصور الوفد يتبين الهدف الحقيقي من هذه الزيارة، رياض بالطيب وزير الإستثمار و التعاون الدولي السابق في حكومة الترويكا كان حاضرا، رجل الإعمال محمد فريخة ضمن الوفد، وجهان فقط يوضحان الهدف الحقيقي من الزيارة، فلتونس رمزية في شمال إفريقيا بإعتبارها ديمقراطية ناشئة و أصبحت تمثل مركز الأنظار في المنطقة لمختلف الدول الغربية و المشرقية و حتى دول الشرق الأقصى، في المقابل الصين دولة تبحث عن سوق حية و نشيطة في شمال إفريقيا بعد خسارتها لبعض الأسواق خاصة في الشرق الأوسط نتيجة الحروب، و أصبحت تسعى لغزو السوق الإفريقية الخصبة عن طريق بوابة تونس و تبعا لذلك بدأت الصين في التمهيد لمشروعها و التعريف بمؤسساتها لحركة النهضة لأنها تراها الأقرب للحكم و لعل دعوتها لها دون غيرها دليل على ذلك. الجمهورية الصينية اليوم لم يربطها بالتوجه الشيوعي سوى الإسم فهي دولة ليبيرالية بإمتياز ومن أبرز الدول الصناعية العالمية الجديدة لا تهمها سوى مصلحتها و شعارها الوحيد هو الربح مهما كان مأتاه و إن كانت الدول الأوروبية و الأمريكية تلهث وراء ثروات قارة إفريقيا فإن الصين تلهث وراء غزو أسواق القارة و ربما إختارت حركة النهضة كنقطة عبور لبسط النفوذ محليا و إقليما و قاريا. الغريب في الأمر أن بعض التحليلات التي إتخذ أصحابها السطحية منهجا تركت كل ذلك و وجّهت بوصلتها للصحفي كمال بن يونس الذي عرف بقربه من نظام المخلوع و ذلك بهدف توجيه الرأي العام نحو الحديث عن هذا الصحفي المرافق للوفد و إبعاده عن أهمية الزيارة و موضوعها و ما يمكن أن تقدمه لتونس في ظرف تحتاج إليه الدولة إلى شريك إقتصادي جديد لا يعادي سياسة البلاد و لا يتدخل في شؤونها الداخلية.

لطفي المرايحي ينفي إيقافه

السبت، 12 نوفمبر، 2022 - 22:25