زووم تونيزيا
| الاثنين، 30 جوان، 2014 على الساعة 20:31 | عدد الزيارات : 797
أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف اختصارا بــ"داعش" أمس الأحد 29 جوان 2014 ، "قيام الخلافة…
لإسلامية"، وبايع زعيمه الملقب بأبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين". حيث ذكر المتحدث باسم التنظيم، أبو محمد العدناني، في تسجيل مصوّر، أن "الدولة الاسلامية ممثلة بأهل الحل والعقد فيها، من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى، قررت إعلان قيام الخلافة الإسلامية وتنصيب خليفة دولة المسلمين، ومبايعة الشيخ المجاهد، أبو بكر البغدادي، فقبل البيعة، وصار بذلك إماماً وخليفة للمسلمين".
أبو بكر البغدادي الذي لمع نجمه منذ سمة تقريبا يعتبر أكثر الشخصيات غموضا ، فقد وصفتْه "لوموند" الفرنسية بـ "الأسطورة" التي تتردّد أصداؤها في "الدوائر الجهادية" من إندونيسيا إلى موريتانيا، مروراً بالضواحي الأوروبية. ويعرف بلقب “الشيخ الشبح” حيث أن القليلين للغاية من شاهدو وجهه، لأنه غالبا ما يرتدي وشاحا حتى لدى مخاطبة العناصر المقربة منه. ويعتقد بأنه من مواليد عام 1971 في مدينة سامراء، شمالي العراق، ويحمل دكتوراه في الدراسات الإسلامية، بحسب ما نشرت مواقع جهادية.
ما تم التأكد منه وفق وزارة الداخلية العراقية هو أن أبو بكر البغدادي هو شخص يدعى الدكتور إبراهيم عواد إبراهيم السامرائي ويلقب بـ(ابو دعاء)، عمل بإحدى المساجد أثناء الغزو الأمريكي للعراق، ويعتقد بأنه كان يعتنق أفكارا متطرفة قبيل الحرب، فيما تقول نظريات أخرى بأنه تشرب هذه الأفكار أثناء اعتقاله لمدة أربع سنوات في معسكر بوكا الأمريكي جنوب العراق، حيث احتجز الجيش الأمريكي العديد من قيادات القاعدة.
عام 2013، رصدت الولايات المتحدة جائزة قدرها 10 ملايين دولار، لمن يساعد في قتل أو اعتقال البغدادي، المكنى بـ”أبو دعاء” وهي ثاني أعلى جائزة ترصدها وزارة الخارجية الأمريكية لرأس مطلوب بعد زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري.
ويذكر أن أبو بكر البغدادي، قال لسجانيه حينما أطلق سراحه سنة 2009م من سجن بوكا في البصرة بالقرب من الحدود الكويتية، أكبر معسكر اعتقال أمريكي في العراق خلال حقبة الغزو المباشر، عبارة: "حسنا يا أولاد.. سأراكم في نيويورك".
وبحسب الديلي ميل البريطانية لم يتصور السجانين أنهم في أقل من خمس سنوات سوف يرون تقارير إخبارية تتحدث عن البغدادي كزعيم لاكبر جماعة اسلامية متهمة ارهابية، المجموعة التي تجتاح العراق يمينا ويسارا ومتجهة نحو بغداد.
ونقلت جريدة "ديلي بيست" الأمريكية عن الجنرال كينيث كينج إنه يتذكر ما قاله أبو بكر البغدادي لحظة مغادرته السجن عندما قال: "أراكم في نيويورك يا شباب"، وحينها لم يأخذ الجنرال كينج هاتين الكلمتين على محمل التهديد ليكتشف الآن بأن البغدادي كان يعني ما يقول، وأنه كان خارجاً من السجن لمواصلة القتال.
وبعد سنوات طويلة قضاها في القتال مع الجماعات التي تستلهم نهج تنظيم القاعدة، تزعم أبو بكر البغدادي تنظيم دولة العراق الإسلامية عام 2010 خلفا لأبي عمر البغدادي.
وانتهز البغدادي فرصة اندلاع الثورة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، فأرسل مساعده أبا محمد الجولاني إلى سوريا لكي يوجد لتنظيم القاعدة موطئ قدم هناك، وشكل جبهة النصرة التي أعلنت عن نفسها بسلسلة تفجيرات وباتت رقما صعبا ضمن المعارضة المسلحة التي تقاتل نظام الأسد.
ومع تزايد نفوذ الجولاني بسوريا، ورفضه فتوى بدمج قواته تحت قيادة زعيم تنظيم الدولة بالعراق، شنّ البغدادي حربا على جبهة النصرة مما أدى إلى انفصاله عن تنظيم القاعدة.
ولم يُظهر البغدادي مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، والذي حث تنظيم "داعش" على التركيز على العراق وترك سوريا لجبهة النصرة.
وأظهر البغدادي ومقاتلوه تحديا علنيا لزعيم القاعدة، ما دفع بعض المعلقين إلى الاعتقاد بأنه أصبح الآن في منزلة أعلى لدى العديد من الجماعات الإسلامية المسلحة.
ويقدر الباحث في مركز بروكينغز في الدوحة تشارلز ليستر عدد مقاتلي تنظيم الدولة في سوريا بما بين ستة وسبعة آلاف، وفي العراق بين خمسة وستة آلاف. ولم يتسن التأكد من هذه الأرقام من مصادر أخرى.
وتتضارب الأنباء بشأن مصادر تمويل هذا التنظيم، هناك من يتهم أجهزة استخبارات إقليمية بتمويله، ومن يقول إن التنظيم في كل من سوريا والعراق يجمع جزءا من موارده المالية عن طريق الإتاوات التي يفرضها على سكان المناطق التي يسيطر عليها.
وأشاد مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية بالبغدادي كمخطط نجح في استغلال الاضطرابات في سوريا وضعف السلطة المركزية في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية ليقتطع أرضا جعل منها قاعدة له.
ويقول خصوم البغدادي إن نجمه في صعود ونفوذه يتجاوز العراق وسوريا، وإنه يحظى بشعبية وسط الجهاديين، وهو ما يبعث على "الأسف"، وذلك لأن أنصاره "لا يرون مدى الضرر الذي يسببه".