كتبت جهاد خالد زوجة مراسل الجزيرة المعتقل في مصر والمضرب عن الطعام تغريدة مؤثرة في صفحتها على الفايسبوك هذا…
صها:
كفوا حديثكم عن البطولة ..
أكتب تلك الكلمات بيد مرتعشة ، و قلب يخفق بشدة و روح معلقة بين السماء و الأرض ..
و لا أدري لم أكتب ، لا يجب علي شيء ، و لا يجب علي أن أوضح لأي أحد أي موقف ..
لكنني سأكتب لأنني شعرت أنني أريد أن أفعل ..
أنا عروس ، أحسب نفسي ما زلت عروس ، ربما أنه رسمياً تخطى زواجي عاماً و نصف ، لكننب فعلياً و لظروف كثيرة ربما يكون مجموع ما عشته مع زوجي لا يتخطى أشهراً ثلاثة ..
فأعتبر نفسي عروس ما زالت في فترة عقدها تنتظر عريسها يأخذها بفستانها الأبيض من بيت أهلها لواحتهما الصغيرة ليبدءا حياتهما من جديد ..
عرفت عبد الله منذ حوالي ثلاثة سنوات أو أكثر قليلاً عن طريق أصدقاء مشتركين ، و جمعنا سوياً أحلاماً للعالم كله ، أو كما يحب أن يقول هو ، للإنسانية ،،
أول أحلامي أنا كان أرى في بلدي الأم مصر رحمة و عدل و عدالة و تنمية و نهضة ، أن أرى فرص حياة متساوية ، أن يدخل أبنائي إن عشنا هنا مدارس حكومية أكثر تقدماً و تطوراً من المدارس الخاصة ، و إن مرض أحد منهم أجد له مكاناً في مستشفى حكومي يضاهي تقدمه أفضل مستشفى في بريطانيا ، أنه عند تخرج أحدهم من جامعته وجد فرص العمل و البحث العلمي متاحة له و لكل زملائه و أن الوطن ينتظر منهم أن يعطوه كل ما عندهم من طاقة و علم ليخدم هذا الوطن الأرض كلها ..
تلك أبسط حقوقنا !! التي لا يجب أن تكون تحولت لأحلام بفعل ما عانيناه و عناه الوطن طوال تلك السنوات لكنه قد كان !!
و أحلام عبد الله لم تختلف عني كثيراً ، هو فقط من البداية كان يحلم " للإنسانية" كلها بمثل تلك الأحلام ، بل و يفكر دائماً كيف سيحققها من خلال موقعه ،
أيدري من سجن عبد الله كل هذا ؟ أيستطيع أن يفكر مثلما نفكر نحن هكذا ؟ أيتمكن من أن يحلم مثلما نحلم نحن ؟!
أنا أثق أنه لا يستطيع ..
لكن الأهم ، أيدري كل من سمع عن عبد الله هذا ؟ أيدري كل من يتحدث عن بطولته و صموده أحلامه تلك ؟ أيستطيعون أن ينحون حديثهم عن الصمود و البطولة و الشموخ و لو قليلاً و يفكرون أن لهذا الشخص حياة شخصية خاصة به .. أن له أسرة !!
عبد الله و زملائه المعتقلين و كل الشخصيات العامة المعتقلين منهم أو المفقودين أو الذين أصابتهم مصيبة في عزيز عليهم كلهم بلا استثناء كلهم لهم حياة خاصة ، لهم زوجة و أطفال و أب و أم .. لهم أصدقاء ..
لهم أماكنهم المفضلة و أكلاتهم المحببة و أوقاتهم الخاصة و رواياتهم و خصوصايتهم ..
هم ليسوا أرقاماً ، حيواتهم ليست روايات ..
هم أكبر حتى من فكرة أن يكونوا أبطال أفلام أو مسرحيات أو خياليين نتابعهم و نتابع ذويهم و نعرف أخبارهم دون أن تلمس حياتنا الخاصة و كأنه طالما الأمر بعيداً عن حياتنا الخاصة فليمر إذن بسلام ..
نقرأ في الروايات و في كتب التاريخ عن أبطال عظام انتهت حياتهم بالموت لأجل قضيتهم ثم تقشعر أبداننا لذكرهم ثم ينتهي الأمر ..
أنا لا أريد هذا .. كزوجة و امرأة و أنثى لا أريد هذا ، أريد زوجي إلى جواري , أريد رجلي معي .. أريد أن نكمل ما بدأناه سوياً ، أريد أن نحقق أحلاما معاً كما خططنا ..
أريد أن أجلس معه وحدي دون أن يأتي أحد الغلاظ يخبرنا أن الوقت قد انتهى و أنه علي الرحيل و تركه في مكان مظلم لا أنيس فيه ..
أنا عروس ، أريد عريسي ..
أنا فقط زوجة .. تريد زوجها ..
أنا جهاده الخالد ، أريد عبد الله ..