أصدر حزب النور، اليوم الخميس 4 جويلية 2013، بيانا اعتبرت فيه أن انتهاء تجربة الرئيس مرسي كانت نتيجة طبيعية…
ممارسات خاطئة ومتراكمة، وهو ما أدى إلى "حالة من الانفصام المجتمعي والقتال بين فئة مؤيدة وفئة معارضة".
وأضاف حزب النور أنّه كان قد نبّه "لهذا الخطر مبكرا فقدم النصح للرئيس سراً وجهراً" ولكن الرئاسة كانت ترفض.
واعتبر الحزب أنّ ماصار هو "مصالحة مع الشعب واعتذار له عن عدم تحقيق تطلعاته، وإنقاذه من فوضى غير معلومة نهايتها"، وهي "فرصة جديدة لتمثيل الشعب المصري، والعمل على إصلاح الوطن عوض الحكم على أشلائه"، على حدّ تعبيره.
ودعا الحزب كل من يريد التضحية بنفسه من أجل حكم الرئيس أن يعيد حساباته حتّى لا يكتب له التاريخ أن "حركة إسلامية في مصر واجهت شعبها أو جزءًا كبيراً منه على الأقل من أجل الحفاظ على كرسي الحكم"، حسب ماجاء في البيان.
كما عبّر حزب النور على ثقته بالجيش المصري من أنّه لن يوجّه السلاح إلى صدور الشعب، طالبا منه الكف عن ملاحقة أبناء التيار الإسلامي "حتى ولو كانوا ممن يخالفونهم إذا لم يكن هناك خروج على القانون, وكذلك عدم المساس بمساحة الحريات التي تعتبر من أهم مكتسبات الثورة المصرية"
وفي ما يلي نصّ البيان:
بيان حزب النور بشأن الأحداث الراهنة
كان حلم المصريين بعد ثورة شعبية عظيمة يتحرر بها من عهود الظلم والطغيان، أن ينجح أول رئيس منتخب من الشعب، ولكن للأسف الشديد تجربته انتهت إلى عزله وتعطيل مؤقت لدستور شارك المصريون في وضعه وبذل حزب النور جهدا كبيرا فيه.
مما لا شك فيه أن هذا الإخفاق كان نتيجة طبيعية لممارسات خاطئة تراكمت حتى وصلنا إلى هذه الحالة من الانفصام المجتمعي والقتال بين فئة مؤيدة وفئة معارضة، أزهقت أنفس وأريقت فيه دماء، وقد تنبه حزب النور لهذا الخطر مبكرا فقدم النصح للرئيس سراً وجهراً، وتقدم الحزب بمبادرة تلو الأخرى، وفى كل مرة ترفض الرئاسة، وكلما تأخرت الاستجابة ارتفع سقف المطالب حتى خرجت المعارضة من طور المعارضة السياسية إلى طور المعارضة الشعبية، ثم انضمت إليها كل مؤسسات الدولة، وحتى اللحظات الأخيرة حاولنا التفاوض من أجل منح الرئيس فرصة جديدة ففشلنا، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وكان علينا أن نسأل أنفسنا هل الأفضل أن ندخل بلادنا في فوضى لا نعلم متى تنتهي أم نعود إلى شعبنا فنصالحه ونعتذر إليه عن عدم تحقيق تطلعاته، لنمثله ثانية في تجربة جديدة أو على الأقل نحافظ على كوننا جزءًا من نسيج المجتمع ندعوه ونعمل على إصلاحه بدلاً من أن نكون مجموعات منفصلة عنه, نريد أن نحكم على أشلائه.
وقبل أن يقرر أحد أن يضحي بنفسه من أجل حكم الرئيس مرسي فعليه أن يفكر، فلعله يخسر الاثنين معاً, وأكثر من هذا أن يكتب التاريخ أن الحركة الإسلامية في مصر واجهت شعبها أو جزءًا كبيراً منه على الأقل من أجل الحفاظ على كرسي الحكم, ومن المفترض أننا لم نتطلع إليه إلا لخدمة الشعب وتحقيق مصالحه.
إننا على ثقة كبيرة في الجيش المصري الوطني الذي أخذ عهدا على نفسه في بداية الثورة أنه لن يوجه سلاحه إلى صدور الشعب المصري, ونطالب القوات المسلحة ووزارة الداخلية بعدم ملاحقة أبناء التيار الإسلامي حتى ولو كانوا ممن يخالفونهم إذا لم يكن هناك خروج على القانون, وكذلك عدم المساس بمساحة الحريات التي تعتبر من أهم مكتسبات الثورة المصرية.
حفظ الله مصر وأهلها