زووم تونيزيا
| الاثنين، 14 جانفي، 2013 على الساعة 00:34 | عدد الزيارات : 1590
في تلك الليلة، كانت البسمة لا تفارق شفاه المواطن ايهاب النمر وأفراد عائلته في غزة بما رزقوا من مولود جديد…
نجبته زوجته ام كريم وأسمته مفيد، مر اليومين الاول والثاني بعد الولادة بما حملاه من اجواء فرحة وتهاني من الاقرباء وجميع الاحباب، ولكن سرعان ما انقلب ذلك الى نكسة ألمت بالعائلة، بسبب تحول لون الطفل مفيد الى الأزرق، سارع الاب على اثر ذلك للمستشفى لعرضه على الاطباء لمعرفة السبب.
مكث الطفل مفيد ليلته الثالثة بعد ان جاء الى هذه الحياة متنقلا من مكان لآخر ومن طبيب لآخر في المستشفيات الفلسطينية، بعيدا عن احضان أمه التي لم تستطع الخروج من بيتها بسبب التعب والإرهاق الذي اصابها نتيجة الولادة، وسرعان ما تزاحمت الكوابيس إلى عقل ام كريم وقلبها المفطور على طفلها الجديد بانتظار شروق شمس اليوم التالي للاستماع إلى وصف الطبيب لحالة طفلها الصحية.
المأساة
بزغت أشعة الشمس في ذلك اليوم باهتة لتكشف هول الصدمة، علمت الام من زوجها عبر الهاتف ان طفلها يحتاج لثلاث عمليات جراحية، لم تستطع ام كريم تمالك نفسها في ذلك الوقت وهي تسأل: "كيف، ما الذي أصابنا، البارحة كان بين يدي يضحك".
أخذت الأم تبكي، وهي تضم نجلها كريم ابن الثلاثة سنوات حينها، وبعد ساعات ُطرق الباب عدة مرات، ذهبت الأم لفتحه فوجدت زوجها (ايهاب والد كريم البكر ومفيد) يائسا، لا يود الكلام مع أحد من شدة الحزن، تاركا طفله في المستشفى برعاية أخاه أحمد، ذهب ابو كريم ليأخذ قسطا من الراحة بعد ليلة لم تغمض فيها عيناه للحظة، لكنه لم يستطع ان ينام وابنه يعاني، وظل غارقاً في تفكير عميق.
رحلة العلاج
أخبر أبو كريم زوجته قصة طفلهما وقال لها "قبل كل شيء نحن راضون بما قسمه الله لنا فلا تحزني" وبدأ الحديث: " اخبرني الطبيب بعد الفحص بأن طفلنا يحتاج الى ثلاثة عمليات جراحية بسبب وجود مشكلة في امعائه واذا لم تجرى سوف نفقده، وقال لي ايضا يجب أن تُجرى العلمية الاولى غدا لكي ننقذ الطفل باسرع وقت".
أُجريت العملية الاولى وكان نتيجتها الفشل، وبعد ثلاثة ايام انفجرت أمعاء الطفل، حينها سارع الاطباء لإجراء العملية الثانية لانقاذ الموقف، تم خلالها ازالت الامعاء الغليظة من الجسم بالكامل وبعد ذلك ظهرت مشكلة ان الطفل لا يستطيع قضاء حاجاته، اجريت العملية الثالثة وتم احداث ثقب جانبي ليتمكن من قضاء حاجاته.
وعلى هذا الحال مكث مفيد في المستشفيات الفلسطينية عدة أشهر، قبل أن يقرر والده الذهاب به الى مصر لعلاجه يقول ابو كريم "لشهاب": " يئست من العلاج غير المجدي لطفلي هنا، وقررت اخذه الى مصر ليعالج هناك، بدأت بجمع الأموال اللازمة لتلك الرحلة العلاجية، طلبت من جاري ان يقرضني مبلغا من المال وافق وذهبت بعدها لمصر، عرضت طفلي على الأطباء فقالوا لي إن حالته صعبة ولا يوجد له علاج لدينا، بإمكانك علاجه بألمانيا حيث تُجرى له هناك عملية زرع امعاء"، وتابع" استبشرت خيرا وقلت لنفسي الآن أصبح هناك مكان اذهب اليه لعلاج ابني، ولكني رجعت الى الطبيب وقلت له كم تكلف العملية هناك، صدمني ما سمعت ورجعت الى بلدي احمل ولدي يائسا حزينا دون أمل".
واضاف:" استقبلتني زوجتي وأفراد عائلتي وقالوا لي بشر(سبع ولى ضبع) فقلت لهم لا امل، سألوا عن السبب فقلت ان العملية تحتاج لمبلغ كبير من المال حزنوا مثلي، أنا لا أملك نقودا، عملي في الحلويات (العوامة، والحلب) لا يأتي بمئة الف دولار"- المبلغ الذي تكلفه العملية بألمانيا.
مؤسسات غير انسانية
وأوضح ابو كريم "لشهاب"، ان معاناة طفله مستمرة منذ ولد أي قبل 9 سنوات من الآن، ويقول طرقت أبواب كافة المؤسسات التي تدعي انها انسانية فعاملتني كمتسول، مشيرا الى أن جمعية واحدة فقط كانت تأتي وتعطيه 50 دولار كل شهر، والآن توقفت ولا يدري ما السبب. مبينا أنه ارسل كتابات للجهات الحكومية وتلقى منها ردا سلبياً حيث أن التحويلات العلاجية لا تغطي العلاج في ألمانيا وأضاف أبو كريم "من ذلك اليوم وحتى الان انا وطفلي وزوجتي نعاني".
وناشد ابو كريم من خلال شهاب كافة المؤسسات الخيرية والإنسانية والحكومية والدولية وكل من يستطيع المساعدة بالاسراع لنقل الطفل المريض للعلاج وتوفير احتياجات العملية في المانيا. قائلا:" طفلي يعذبني كل يوم عندما يقول لي (أنا تعبان يا بابا)".
وثائق طبية