حذر الخبير الإقتصادي معز الجودي من وصول تونس إلى ما وصلت إليه لبنان من وضعية إفلاس، مؤكدا أن السيناريو اللبناني ليس بعيدا عن بلدنا إذا تمت المواصلة في نفس السياسات ولم يتم العمل على تجاوز الأزمة المالية والإقتصادية.
وتحدث الجودي عن تمويل الدولة التونسية للأجور عبر التداين وعن نسب التضخم وعن التوريد الذي أضر بمنظومة الإنتاج مبينا إن هناك نية مبيتة للقضاء على منظومة الإنتاج السنوات الماضية والتوجه نحو التوريد، مشددا على أن هناك أطراف دفعوا الدولة التونسية للتوجه نحو التوريد خدمة لمصالحهم السياسة والمالية مع الدول المصدرة.
وبخصوص الأزمة اللبنانية وإعلان حالة الإفلاس، أكد الجودي في تصريح لشمس اف ام أن الأرقام والمؤشرات تبين أن هذا البلد في وضعية إفلاس والدولة أصبحت عاجزة عن تسديد ديونها والإيفاء بتعهداتها المتعلقة بالتزاماتها اليومية، علاوة على العُملة اللبنانية التي لم تعد لها أي قيمة والتضخم المالي الذي بلغ نسبا قياسية والترقيم السيادي الذي وصل إلى مستويات دنيا.
وأشار الجودي إلى وجود جدل حول محافظ البنك المركزي اللبناني الذي تحوم حوله شبهات إثراء غير مشروع، مشيرا إلى أنه يشغل هذه الخطة منذ سنة 1996، وقال في هذا السياق "وكأننا نتحدث عن فساد دولة".
وأفاد بأن هناك مصالح ضيقة في لبنان تغلّبت على مصالح الدولة وكذلك نظام طائفي وعدم استقرار على مدى عدة سنوات مبينا أن الدولة اللبنانية لها أملاكها وأرضيها وسيادتها لكن تصبح في حالة عجز وغير قادرة على احترام تعهداتها.