أفاد الخبير الإقتصادي و المالي معز حديدان بأنّه من الممكن أن تتوصّل الحكومة إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي في صورة توفّر الإرادة والشجاعة والجرأة لتحمّل الأوضاع الاجتماعية، أما في صورة التعمّق في الواقع اليوم فإنّ موقف المنظمات الاجتماعية يؤكّد عدم التوصّل إلى اتفاق.
وأضاف معز حديدان في تريح لإذاعة "اكسبراس اف ام" أنّ نوع الخطاب الصادر عن الاتحاد العام التونسي للشغل من شأنه أن يعطّل الاتفاق بين الحكومة التونسية وصندوق النقد الدولي، نظرا وأنّه يرمي المسؤولية إلى الحكومة وكأنه غير مسؤول من جهة ويرفض الاصلاحات من جهة أخرى معتبرا أنّ خطاب الاتحاد غير مسؤول ويجب أن يكون هناك تضامن بين مختلف الأطراف لتنفيذ الإصلاحات.
كما أكّد حديدان أنّ صندوق النقد الدولي أراد مدّ يد المساعدة إلى تونس، وخلال السنوات الفارطة قدّمت مختلف الحكومات برامج إصلاح إلى الصندوق للتحصّل على تمويلات، أما اليوم فقد اختلف الوضعية لأنّ الحكومات السابقة تتعهّد بالقيام بإصلاحات إلا أنّها تقول في نهاية المطاف أنّها لم تتمكّن من القيام بهذه الإصلاحات نتيجة لرفض المنظمات الوطنية.
وأضاف حديدان "صندوق النقد الدولي غيّر من سياساته، وأصبح يحاور الأطراف الاجتماعية لفهم طريقة تفكيرها"، مؤكّدا أنّ الصندوق سيعرف بالبرهان أنّ اتحاد الشغل لا يريد المصلحة الاقتصادية لتونس، بل غايته مصلحته الضيّقة" متابعا "أنا أكثر تشاؤم وأطلب من الاتحاد العام التونسي أن لا يقوم بمثل هذه التصريحات على مسمع من صندوق النقد الدولي لأنّ الوضعية ستكون أصعب، ونحن على بضعة أشهر من السيناريو اللبناني".
كما حديدان إلى أنّ الأرجنتين في نفس وضعية تونس ولها نفس التصنيف الإئتماني لتونس، لكنها تحصّلت على تعهّد تمويل من صندوق النقد الدولي بـ40 مليار دولار، لأنّها تعهّدت بالقيام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية معتبرا في صورة تحصّل تونس على تمويلات من طرف صندوق النقد الدولي فإنّها بالتالي ستتمكن من التحصّل على قروض من مؤسسات مالية أخرى، مشيرا إلى أنّ الدولة التنسية الآن تقوم بخلاص عديد من الديون بالعملة الصعبة، وإذا تمّ استنزاف هذه الموارد في ظلّ عدم دخول موارد أخرى فإنّ الجميع سيغرق.