و توجه الرئيس جو بايدن إلى الأمريكيين بخطاب من القلب من البيت الأبيض متناولا التطورات في أفغانستان في الساعة 19,45 (توقيت غرينيتش)، وفق ما أعلنت الرئاسة الإثنين في بيان، عن أسباب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بهذه السرعة ما تسبب في سقوط البلاد في أقل من أسبوع في قبضة حركة طالبان. وأتي ذلك الخطاب في وقت كان يواجه سيّد البيت الأبيض انتقادات حادة على سقوط الحكومة الأفغانية.
وكان الرئيس الأمريكي قد لزم الصمت منذ أيام عدة مع سيطرة طالبان على البلاد واستمرار عمليات إجلاء الأمريكيين الذين لا يزالون هناك.
ودافع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قرار انسحاب الولايات المتّحدة من أفغانستان، مؤكّداً تمسّكه بهذه السياسة ومشدّداً على أنّ الوقت حان للمغادرة من هذا البلد بعد 20 سنة من الحرب. وقال بايدن في خطابه "أنا أقف بقوة وراء قراري. بعد 20 عاماً، تعلّمت بالطريقة الصعبة أنّه لن يكون هناك أبداً وقت جيّد لسحب القوات الأمريكية" من أفغانستان. وأضاف أنّ المصلحة القومية لبلاده في أفغانستان كانت بشكل أساسي تتمحور دوماً حول منع استهداف الولايات المتحدة بهجمات إرهابية انطلاقاً من البلد الغارق في الحرب، مشدّداً على أنّ "المهمة في أفغانستان لم تكن يوماً بناء دولة".
وتوّعد بايدن حركة طالبان بـ"ردّ مدمّر" إن هي عرقلت أو عرّضت للخطر عملية الإجلاء الحاصلة عبر مطار كابول لآلاف الدبلوماسيين الأمريكيين والمترجمين الأفغان.
وقال بايدن إنّه في حال وقع أيّ هجوم فإنّ ردّ الولايات المتّحدة سيكون "سريعاً وقويّاً". وأضاف "سندافع عن أناسنا بقوة مدمّرة إذا لزم الأمر".
وأقر الرئيس بأنّ الحكومة الأفغانية انهارت بشكل أسرع من المتوقّع، على الرغم من دفاعه عن قرار سحب الجنود الأمريكيين من هذا البلد. وقال بايدن "تعهّدت دائماً للشعب الأمريكي أن أكون صريحاً معه. الحقيقة هي أنّ هذا حدث أسرع بكثير من تقديراتنا"، في إشارة إلى انهيار الحكومة الأفغانية. وأضاف "أعطيناهم كلّ فرصة لتقرير مستقبلهم. لا يمكننا إعطاؤهم الإرادة للقتال من أجل مستقبلهم".
وتابع قائلا إنه لم يكن لأطلب من قواتنا القتال بلا نهاية في حرب أهلية في بلد آخر.