وأعادت مديرة مركز الأمراض المعدية الناشئة في معهد ووهان لعلم الفيروسات، شي جينجلي، المعروفة باسم "المرأة الخفاش" بسبب أبحاثها العديدة المتصلة بهذا الحيوان، اختبار عينات الدم المأخوذة في عام 2012 من 4 عمال مناجم أصيبوا بالمرض بعد العمل في كهوف الخفافيش في جنوب غربي الصين، وقد أظهرت النتائج عدم إصابة أي منهم بكوفيد-19، حسبما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست".
وقالت شي في الدراسة التي نشرت بمجلة "نيتشر" العلمية، إن فريقها أعاد مؤخرا اختبار العينات المأخوذة من عمال المناجم، وقد ثبت عدم إصابتهم بـ"سارس- كوف- 2"، وهو ما يتعارض مع "نظريات المؤامرة" المحيطة بشي، والقائلة بأن مختبرها أصل الفيروس المسبب لكوفيد-19.
وشرحت العالمة الصينية بشكل مفصل كيفية دراستها وفريقها لفيروس كورونا الخاص بالخفافيش والمعروف باسم RaTG13 سنة 2012، نافية أن يكون مصدر فيروس كورونا المستجد.
ووفق النتائج الجديدة، فإن الفيروسات التي جمعتها شي وفريقها سواء كانت من الحيوانات أو البشر قبل تفشي كورونا في ووهان وسط الصين أواخر 2019، لم تكن "سارس- كوف- 2".
وتعليقا على تلك النظريات، قالت شي وقتها إن الخفافيش قد تكون المضيف الأولي لـ"سارس- كوف- 2"، دون تحديد المضيف الوسيط بين الخفافيش والبشر.
وفي آخر تحديث بهذا الخصوص من شي، الأسبوع الماضي، قالت العالمة إن فريقها جمع 13 عينة من أربعة عمال مناجم أصيبوا بمرض تنفسي غامض بعد إزالتهم لبراز الخفافيش بمنجم نحاس في مقاطعة يونان بأفريل 2012.
وأوضحت شي أن فريقها جمع عينات من حيوانات متنوعة قرب الكهف المذكور وبداخله بين عامي 2012 و2015 بما فيها الخفافيش والجرذان والبعوض، حيث عثر على فيروس الخفافيش RaTG13 في إحدى العينات، وقد أودع تسلسل الجينوم لهذه العينة في قاعدة بيانات خاصة بذلك سنة 2016.
واتهمت شي بأنها حاولت التستر على تشابه RaTG13 مع "سارس- كوف- 2"، وبأنها توصلت إلى حقيقة مفادها أنهما ذات الفيروس، وهو ما نفته العالمة مشيرة إلى أن الاسم مقتبس من عدد العينات وفصيلة الخفافيش والموقع الذي أخذت منه.
وأوضحت شي قائلة: "في عام 2020 ، قمنا بمقارنة تسلسل سارس- كوف- 2 بتسلسلاتنا غير المنشورة لفيروس كورونا الخاص بالخفافيش، ووجدنا أنه يشترك في هوية 96.2 في المئة مع RaTG13 ".
وتابعت: "الاختلاف البالغ 3.8 في المئة بالجينوم يعني أن فيروس الخفافيش التاجي استغرق عقودا ليتحول إلى سارس- كوف- 2".
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت في يوليو الماضي، أن خبيرين وصلا الصين، وذلك لإرساء الأساس لبعثة أكبر للتحقيق في أصول جائحة كوفيد-19.
ويعتقد العلماء أن الفيروس ربما نشأ في الخفافيش، ثم انتقل من خلال حيوان ثديي آخر مثل قط الزباد أو آكل النمل الحرشفي قبل أن ينتقل إلى البشر في سوق للمواد الغذائية الطازجة بمدينة ووهان وسط الصين أواخر العام الماضي.
ودعت أكثر من 120 دولة إلى إجراء تحقيق في أصل الفيروس في مايو، في حين أصرت الصين على أن تقود منظمة الصحة العالمية التحقيق وعلى الانتظار حتى تتم السيطرة على الوباء.
وكانت آخر مهمة لمنظمة الصحة العالمية خاصة بفيروس كورونا في الصين في فبراير، وحينئذ أشاد قائد الفريق، الطبيب الكندي بروس أيلوارد، بجهود الصين فيما يتعلق باحتواء التفشي وتبادل المعلومات، وانتقده مسؤولون كنديون وأميركيون معتبرين أنه متساهل للغاية مع الصين.
وكانت الشكاوى تتضمن أن الصين أخرّت إصدار الخريطة الجينية للفيروس لأكثر من أسبوع بعد أن قامت ثلاث مختبرات حكومية مختلفة بفك تشفير المعلومات بالكامل.