سياسة

جربة: الطاقم الطبي بالمستشفى الجهوي يعجز عن إنعاش مريضة بكورونا بسبب غياب طبيب مختص

زووم تونيزيا | الأربعاء، 15 أفريل، 2020 على الساعة 21:15 | عدد الزيارات : 2950
 أطلق المستشفى الجهوي صادق مقدم بجربة، صيحة فزع، أمام عجزه عن إنعاش مريضة بفيروس كورونا، حالتها حرجة وتقيم في قسم الإنعاش بالمستشفى وهي في حاجة لإحاطة طبية دقيقة، "غير أنّ عدم توفّر طبيب مختص في الإنعاش بهذا المستشفى حال دون ذلك"، وفق الدكتورة أميرة جعفر، رئيس قسم الإستعجالي بالمستشفى.  

 

ونبّه أطباء بهذه المؤسسة الصحيّة العمومية إلى ما يطرحه عدم وجود طبيب إنعاش بالمستشفى، من خطر في التعاطي مع حجم المرضى بفيروس كورونا الذي سيرتفع وفق كل المؤشرات، حيث يقيم حاليا في غرفة العزل بقسم "كوفيد 19"، 6 حالات تأكدت إصابة حالة واحدة منها مخبريا والبقية في انتظار نتائج التحليل، مع تزايد الإصابات الجديدة يوميا، ليبلغ عدد المصابين بجزيرة جربة، 52 حالة إصابة مؤكدة، وذلك إلى غاية أمس الثلاثاء.


وكان الإطار الطبي وجّه إلى وزير الصحة، بمناسبة الزيارة التي أداها إلى الجهة، يوم الأحد الماضي، مطلب دعم المستشفى، بطبيب إنعاش، نظرا لافتقاره هذا الإختصاص، سيما وأن قسم الإنعاش مجهّز ب4 أسرّة وتتوفر فيه تجهيزات التنفس وغيرها من المعدات الطبية، إلا أن الوزير اعتبر أن تلبية مثل هذا المطلب، غير ممكن في هذه الظرفية وأن الإشكال مطروح في قطاع الصحة العمومية ويتطلب حلولا مستقبلية.


ودعا وزير الصحة، الأطباء، في الظروف الراهنة، إلى نقل المريض الذي تتطلب وضعيته إنعاشا، إلى إحدى المستشفيات الجامعية أو المستشفيات التي هُيّئت للغرض، على غرار مستشفى جهة صفاقس أو عبد الرحمان مامي بأريانة.


ووفق أطباء بمستشفى جربة، فإن مطالب نقل المريضة التي هي في وضع حرج، "قُوبلت بالرفض من المستشفى الجامعي بمدنين" وهو ما استنكروه، "وتبقى هذه المريضة تصارع الموت"، حسب قولهم، فيما أكد مصدر طبي من المستشفى الجامعي بمدنين أن هذا المستشفى أعدّ "مسلك كوفيد" وسخّر إمكانياته المتاحة، لوجستيا وبشريا، للتعهد بمرضى معتمديات مدنين الشمالية والجنوبية وسيدي مخلوف وبني خداش والتي تتوفر على مؤسسات صحية صغيرة وغير قادرة على التعاطي مع هذه الجائحة.


وأوضح المسؤول ذاته أن مستشفى مدنين "سيتفاعل مع ما ستقرره وزارة الصحة، في وضعية الحال، رغم القناعة الراسخة بأن القطاع الخاص يعتبر رافدا هاما للصحة بجربة وعليه أن يعاضد جهود القطاع العمومي، في مثل الظروف الراهنة".


وقد أثارت صيحة الفزع هذه التي أطلقها مستشفى الصادق مقدم بجربة، تخوفات كبيرة في صفوف المواطنين وخاصة إذا ما تفاقم الوضع واستوجبت عدة حالات مصابة حاليا، الإقامة بقسم الإنعاش أو تسجيل إصابات جديدة هي في تزايد من يوم إلى آخر، لتتواتر دعوات البعض إلى التدخّل العاجل من طرف سلطة الإشراف، من أجل دعم مستشفى جربة، بما يستحق في هذه الأوضاع، من إطارات بشرية وخاصة طبيب إنعاش وإمكانيات لوجستية ضرورية لنجدة وإسعاف المصابين، مع دعوة القطاع الخاص إلى معاضدة هذا المستشفى، خاصة وأن 7 أطباء إنعاش بالجزيرة بعملون في القطاع الخاص.


ولاحظ الفريق الطبي العامل بمستشفى صادق مقدّم أن نقل أي حالة يبقى حلا منقوصا، خاصة وأن أسطول سيارات الإسعاف بالمستشفى، محدود بدوره ولا توجد سوى سيارة إسعاف واحدة "صنف أ"، مجهزة وفق الإطار الطبي بالمستشفى.


وتطرح هذه الوضعية وجزيرة جربة مصنّفة بؤرة لفيروس كورونا، بعدد حالات فاق الخمسين، إلى جانب استقبال جربة مؤخرا، طائرة على متنها تونسيون عالقون من بروكسيل، أغلبهم من خارج ولاية مدنين. ويؤوي عدد منهم قسم العزل بالمستشفى الجهوي صادق مقدم بجربة، بسبب صعوبة في التنفس وظهور بعض أعراض الإصابة بالفيروس لديهم. وقد تأكدت إصابة حالة في حين ينتظر البقية نتائج التحاليل المخبرية.